ضحايا حادثة محاولة اغتيال وزير الداخلية يروون لـ«الشروق» لحظات ما قبل الانفجار - بوابة الشروق
الجمعة 9 مايو 2025 8:05 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

حارس أحد العقارات: لم ألحظ أى حركة غريبة فى المنطقة خلال الأيام الماضية..

ضحايا حادثة محاولة اغتيال وزير الداخلية يروون لـ«الشروق» لحظات ما قبل الانفجار

ضابط من طاقم حراسة الوزير في المستشفي -  تصوير: خبة الخولى
ضابط من طاقم حراسة الوزير في المستشفي - تصوير: خبة الخولى
كتب ــ عاطف محمود وأحمد البردينى
نشر في: السبت 7 سبتمبر 2013 - 1:44 م | آخر تحديث: السبت 7 سبتمبر 2013 - 1:44 م

شاءت الأقدار أن يجمع شارع مصطفى النحاس، الذى شهد تعرض وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لمحاولة اغتياله بالسيارة المفخخة أول من أمس، العشرات من المواطنين من القاطنين بالمنطقة وخارجها، قادتهم المصادفة جميعا لموقع الحادث بظروف وأهداف مختلفة، مما أسفر عن إصابتهم بإصابات مختلفة.

فى مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر، كانت «الشروق» بين 11 مصابا يتلقون علاجهم، والتقت عددا منهم لسماع روايتهم عن الحادث.

من بين المصابين الموزعين على غرف المستشفى، يرقد عم حمدى محمد، حارس العقار المواجه للعقار الذى وقع أمامه الحادث، وبجواره نجله وعدد من أقاربه، الذين قالوا إنه أصيب جراء الانفجار بشظية أعلى منطقة الصدر، وأخرى قريبة من أذنه اليمنى، وهو فى طريق عودته إلى مقر عمله بعد شرائه وجبة الإفطار اليومية، الذى اعتاد أن يشتريها فى هذا التوقيت يوميا.

بأنفاس متقطعة، وبابتسامة لم تغادر شفتاه، تحدث حمدى، الذى أكمل عقده السادس منذ عامين، قبل السماح له بمغادرة المستشفى ظهر أمس، قائلا: «رأيت الموت بعينى، ولم أشعر بنفسى بعد سقوطى مغشيا على من هول الانفجار، بعد أن فوجئت بالدوى يصل إلى مكان وقوفى، بعد تطاير الشظايا المتناثرة فى أكثر من جهة».

وتابع أنه لم يلاحظ حركة غريبة فى المنطقة خلال الأيام الماضية، مبينا أن اللواء محمد إبراهيم يمر يوميا من نفس المنطقة وسط حراسته المعتاة، وقاطنو الحى يأمنون بوجوده فى شارع مصطفى النحاس، فهى منطقة هادئة ولم تتعرض لمثل هذه الأفعال من ذى قبل.

وأشار حمدى، الذى يعمل حارسا للعقار منذ خمس سنوات، ويذهب إلى أسرته بإحدى قرى الفيوم مرتين شهريا لرؤيتهم والاطمئنان عليهم، إلى أن مرتكبى الحادث الإجرامى يريدون الخراب لمصر وزعزعة استقرارها، مختتما بقوله: «حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من يريد حرق مصر».

فى الغرفة المجاورة لعم محمد حمدى، يرقد الطفل أحمد عصام وخالته نبيلة محمد، اللذان تصادف وجودهما بالقرب من موكب الوزير فى شارع مصطفى النحاس، وكانا على بعد خطوات من السيارة المفخخة التى أصابت طاقم حراسة اللواء محمد ابراهيم، ليسقطا سويا جراء تطاير الشظايا.

يظهر جليا تأثر العجوز «نبيلة» بإصاباتها المتفرقة بجسدها البدين، ووجها الشاحب، ورغم حاجتها لتدخل جراحى لشهرين قادمين، قالت بكلمات وأنفاس متقطعة: «كنت قريبة جدا من موكب الوزير أثناء مرورى الطريق، وكنت على وشك رؤيته لاعطى له التحية لدوره فى حماية مصر، ولألبى أمنية نجل أختى الذى اصطحبته معى من منزل أختى فى الأميرية، فهو كان يود أن يعطيه التحية ويشير له بعلامة النصر».

وما أن ظهر الوزير فى الموكب شديد الحراسة بشارع مصطفى النحاس حتى شاهدنا انفجارا وتتطاير الشطايا فى جميع الاتجاهات، حتى سقطت مغشيا علىّ».

وعلى السرير المجاور لخالته، رقد أحمد، صاحب الـ15 ربيعا، الذى رافقها لتحية الوزير، يحكى: «رأيت رجل مرور يقف فى وسط الطريق لمنع السيارات القادمة فى الاتجاهين من الطريق انتظارا لموكب اللواء محمد ابراهيم، شعرت بالفرح حينها لأنى سألقى عليه التحية وأشاهد للمرة الأولى فى حياتى شخصا مسئولا فى الدولة، وبعدها بلحظات ظهر موكب الوزير قادما من منزله بمصطفى النحاس، مكون من 9 سيارات لتأمين الموكب».

وأضاف أنه دقق النظر لمعرفة أى من السيارات يستقلها الوزير، إلا أنه فوجئ بصوت انفجار يهز المنطقة من حوله، وبدأت تتطاير أجزاء من الشطايا المنبعثة من انفجار السيارة المفخخة، وإشتعال النيران فى سيارتين بموكب الوزير، مما أسفر عن إصابته بشطية فى الرقبة، مضيفا أن شاهد خالته ملقاة على الأرض، وظن حينها أنه سيموت فى الحال ولن يشاهد والديه وإخوته الثلاث مرة أخرى.

وتابع عصام أنه شاهد العشرات من المصابين، بينهم الطفل فارس الذى بترت إحدى قدماه فى الحاث، وظل يصرخ فى الموجودين من حوله لإسعافه هو وخالته، ظنا منه أنها فارقت الحياة، موضحا أن أحد المارة اصطحبه مستقلا سيارته الخاصة إلى أحد مستشفيات منطقة الحى العاشر، التى رفضت إدارتها التابعة لجماعة الإخوان المسلمين استقباله لعلاجه من الحادث، على حد قوله.

لم تقتصر أضرار الحادث على إصابة طاقم حراسة الوزير محمد ابراهيم وعدد من المواطنين العاديين، بل طال الانفجار سيدتين صوماليتين، تعيشان فى حى مدينة نصر منذ فترة قصيرة، ونزلتا وقت الحادث لشراء شاحن هاتف محمول بالقرب من موقع الانفجار.

إحدى السيدتين تحمل الجنسية الإنجليزية أيضا، وتدعى ديكا حسن، التى بترت ساقها اليسرى، فضلا عن جروح سطية بأماكن آخرى من جسدها، وقام وفد من السفارة البريطانية بزيارتها أثناء وجود «الشروق» فى الدور الرابع بالمستشفى، رافضين إجراء أى حديث صحفى مع المصابة.

أما الثانية فتدعى آمنة على محمد، 16 سنة، أصيبت بكسر مضاعف بالساق اليسرى، وحالتها مستقرة على هذا الوضع.

من جانبه، قال الدكتور محمد هيكل، مساعد مدير الشئون العلاجية بمستشفى التأمين الصحى، والمشرف على الحالات التى اصيبت جراء حادثة اغتيال الوزير، إن المستشفى استقبل 11 مصابا من موقع الانفجار، موضحا أن 5 حالات خرجت من المستشفى صباح أمس بعد ان تلقوا العلاج اللازم، وكان من بينهم جندى مصاب بطلق نارى فى منطقة الفخذ الأيمن، تم نقله إلى مستشفى مبارك العسكرى لخطورة حالته، فيما لقى أحد المصابين مصرعه بعد ظهر أمس، يدعى على سيد عبدالرحيم، بعد اصابته بنزيف داخلى بالمخ وتعرضه لكسر بالجمجمة، مضيفا أن الحالات الخمس المتبقية ستخرج فى غضون الساعات القليلة القادمة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك