قال صديق مقرب من الكاتب السعودي جمال خاشقجي، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في وقت مبكر من اليوم الأحد، نقلا عن معلومات سرية من الشرطة التركية، إن الكاتب المعارض قتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وبدأت تركيا تحقيقا رسميا في اختفاء خاشقجي، صحفي ينتقد حكومة المملكة، بعد أن دخل مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول يوم الثلاثاء الماضي للحصول على بعض الوثائق ولم يخرج أبدا.
وقال صديق خاشقجي المقرب، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لـ(د.ب.أ) إن الشرطة التركية أكدت مقتله، وإن جثته قطعت إلى أجزاء. ولم يصدر على الفور أي تأييد رسمي لروايته.
وتابع صديقه أن "الأخبار التي ترونها صحيحة. لقد أخبرتنا الشرطة إنه قتل داخل القنصلية.. وقطعوه إلى قطع صغيرة".
وأضاف أنه من المتوقع أن تعلن السلطات التركية التفاصيل المحيطة بالوفاة في وقت لاحق من اليوم الأحد.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، التي يكتب فيها خاشقجي في صفحة الرأي، أنه قتل في القنصلية في إسطنبول من قبل فريق سعودي أرسل "خصيصا لعملية القتل".
وقال التقرير، نقلا عن مصادر لم يكشف عنها، إن المحققين الأتراك يعتقدون أن فريقا مكونا من 15 عضوا جاء من السعودية.
وتقول السعودية إن خاشقجي غادر القنصلية ثم اختفى، في الوقت الذي تصر تركيا على أنه لم يخرج منها.
وكان خاشقجي، الذي كان في القنصلية لإنهاء بعض الإجراءات المتعلقة بزواجه، ينتقد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والحملة الأمنية على المعارضين في الداخل.
وفي مقابلة مع وكالة "بلومبرج" للأنباء قال ولي العهد إن خاشقجي لم يكن داخل القنصلية.
وقال بن سلمان "نحن مستعدون لاستقبال الحكومة التركية للذهاب وتفتيش منشآتنا. المبنى أرض سيادية، لكننا سنسمح لهم بالدخول والتفتيش والقيام بكل ما يريدون القيام به.. ليس لدينا ما نخفيه".
ويعتقد أن ولي العهد البالغ من العمر 32 عامًا قد دافع عن الإصلاحات الجريئة التي شهدتها المملكة العربية السعودية، بما في ذلك رفع الحظر المفروض منذ عقود على قيادة المرأة للسيارات.
لكن السلطات السعودية اعتقلت في الآونة الأخيرة العديد من النشطاء البارزين، في حملة عززت من التساؤلات حول الإصلاحات هناك وقوبلت بانتقادات من جماعات حقوقية عالمية.
ومن جانبها غردت منظمة العفو الدولية على صفحتها على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "أخبار مزعجة عن جمال خاشقجي. إن الوضع يرسل إشارة مرعبة للمعارضين والنازحين السلميين بأنهم معرضون للخطر حتى خارج السعودية، وأن السلطات تستهدفهم واحدا تلو الآخر".
وقالت "واشنطن بوست" إن خاشقجي عاش في المنفى الاختياري في الولايات المتحدة منذ العام الماضي "بسبب مخاوف من إمكانية اعتقاله أو منعه من السفر" من قبل السعودية.
واستدعت وزارة الخارجية التركية الأسبوع الماضي السفير السعودي لدى أنقرة، وليد بن عبد الكريم الخريجي، للاستفسار عن اختفاء خاشقجي.
وكان المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد يوم الأربعاء أنه على علم بالقضية وأن خطيبة خاشقجي اتصلت بالسلطات التركية.
وقال المتحدث يوم الأربعاء إن "هذا الشخص وهو مواطن سعودي ولا يزال في قنصلية المملكة العربية السعودية في إسطنبول.. ليس لدينا أي معلومات على عكس ذلك".
وقال المتحدث إنه يأمل أن يتم حل المسألة بسهولة لأن وضعًا مثل هذا له آثار قانونية دولية.
وتوترت العلاقات بين السعودية وتركيا منذ منتصف عام 2017 عندما انحازت أنقرة إلى صف قطر بعد أن قاطع عدد من الدول العربية الإمارة الخليجية الصغيرة بسبب دعمها المزعوم للجماعات المتطرفة.