توجهت أنظار العالم في الفترة الأخيرة للاهتمام بالماريجوانا أو ما يسمى بـ"الحشيش"، بداية من ترخيص بعض الدول له ومحاولات البعض الآخر لترخصيه، بالإضافة إلى افتتاح مقهى مخصص لتعاطيه، وتزايد الطلب عليه للاستخدام الطبي.
ووفقا لوكالة "رويترز" البريطانية، كشفت تقارير طبية وعلمية في أستراليا عن تزايد الطلب على القنب الطبي، الأمر الذي دفع السلطات الصحية إلى الاهتمام بإجراء مزيد من الدراسات والأبحاث عليه، وتخصيص 3 ملايين دولار أسترالي للأبحاث الخاصة باستخدام القنب في مساعدة مرضى السرطان.
- تراخيص ومحاولات تقنين الحشيش للطب والترفيه في الدول الغربية
معظم منتجات القنب قانونية في أغلب أنحاء أستراليا، ولا يسمح بها إلا للمرضى فقط بناء على وصفة طبية، كما أن زراعة وصنع القنب الطبي يستلزمان ترخيصا، وسمحت الحكومة حاليا لنحو 78 شركة بزراعته وصناعة منتجاته، مقابل شركة واحدة فقط في مارس عام 2017، وفقا لبيانات وزارة الصحة الأسترالية.
وفي أغسطس الماضي، تظاهر الآلاف من السعب الألماني بالعاصمة برلين؛ للدعوة إلى تقنين القنب رافعين لافتات "لا متعة دون حشيش"، وأوضحوا حينها أن تقنين الحشيش يسمح للسلطات بفرض ضرائب وجمع المليارات لصالح الدولة، وفقا لموقع "دويتشه فيله" الألماني.
وتسمح بعض الدول كألمانيا، وتركيا، واليونان، وأكرانيا والأرجنتين بتسويق "الماريجوانا" لدواع طبية وعلاجية فقط؛ حيث إنه يخفف الألم ويعمل كموسع للقصبات والأوعية، فضلا عن ولاية كاليفورنيا الأمريكية التي شرعت في 2017 استهلاكها للحشيش بغرض "الترفيه".
ويأتي دور الولايات المتحدة الأمريكية التي تحظر بيع، واستهلاك القنب على المستوى الفيدرالي فقط، حيث إن 33 ولاية أمريكية رخصت استخدامه لدواع طبية، و8 ولايات شرعت تدخينه كاليفورنيا، نيفادا، آلاسكا، وكولورادو، حيث يمكن شراء وتعاطي الحشيش بكل حرية حتى وإن اختلفت الكمية المرخص نقلها واستهلاكها، فضلا عن افتتاح كاليفورنيا أول مقهى للحشيش عقب الموافقة على منح ترخيص بالإجماع من قبل لجنة ترخيص الأعمال فى المدينة ويست هوليوود.
وفي فرنسا، لم يرخص القانون استهلاك الحشيش أو الماريجوانا سوى في حالات خاصة ومعزولة، لتخفيف آلام الأعصاب والتشنجات حتى أن مجلس النواب الفرنسي يدرس منذ عام 2015، مشروع قانون يشرع ترخيص مواقع لبيعه بالتجزئة لمواد وأدوية مستخلصة من القنب الهندي.
وفي 2018، تمكنت الأوروجواي وكندا نهائيا من تشريع تجارة وتدخين الحشيش، عقب تصديق مجلس الشيوخ الأوروجواني في ديسمبر 2013 على نص قانون يشرع إنتاج القنب الهندي وبيعه تحت إدارة الدولة، على عكس بريطانيا التي دعا عدد من البرلمانيون في نفس العام لترخيص استخدام العقارات الطبية المستخلصة من عشب القنب المخدر، بعد موافقة وزارة الداخلية على علاج صبي مصاب بنوبات صرع حادة بها.
- توجه عربي
تعود فكرة تقنين واستغلال القنب في الدول العربية للمغرب، إذ خصص برلمانيون في ديسمبر 2013، لأول مرة يوما دراسيا تحت عنوان "دور الاستعمالات الإيجابية لنبتة الكيف في خلق اقتصاد بديل"؛ لمناقشة سبل تقنين الاستغلال الطبي والصناعي للحشيش.
وفي يوليو 2018 أعلن رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، عن احتماليه تشريع زراعة الحشيش لأسباب علاجية، وفي حال المصادقة سيغدو لبنان البلد العربي الأول الذي يتيح استغلال الحشيش بشكل قانوني، كما أنه سيحقق أرباحا تتخطى الـ500 مليون دولار سنويا، وفقا لوزارة الاقتصاد اللبنانية.
وانتقلت فكره تقنين الحشيش لتونس في أغسطس الماضي، ليشكل نشطاء وسياسيين ائتلافا لدعم زراعة القنب الهندي بتصنيف وإلغاء قوانين حبس المتعاطين، معتمدين على نموذج دولة أوروجواي في تقنين وزراعة القنب الهندي، فهي أول المصدرين عالميا.