نظّم المركز الثقافي الكوري في مصر، اليوم، قافلته الثقافية الثانية في مكتبة مصر العامة ببورسعيد. وقد جذبت الفعالية عددا كبيرا من رواد المكتبة وطلبة المدارس بمختلف الفئات العمرية.
وتهدف هذه المبادرة الثقافية المتنقلة إلى التعريف بالتقاليد الكورية في المناطق البعيدة بمختلف أنحاء مصر، من خلال تقديم مزيج نابض بالحياة من ورش العمل والمعارض التفاعلية والعروض الحية. ومن خلال تعزيز التبادل الثقافي، ترنو القافلة أيضًا إلى زيادة الوعي باللغة والثقافة الكورية بكل مقوماتها.
وتضمنت القافلة مجموعة شيقة من الأنشطة، بما في ذلك، دروس تمهيدية في اللغة الكورية، بالإضافة إلى ورش عمل للحرف التقليدية، حيث صنع المشاركون مجسمات لزهور قرنفل وهي من المظاهر المميزة لعيد الوالدين الكوري الذي يجري الاحتفال به سنويا في 8 مايو، كما تدربوا على فن الخط الكوري، وصنعوا الأقنعة المزخرفة.
واستمتع المشاركون بتجارب الألعاب الكورية التقليدية، والواقع الافتراضي والسينما الكورية، وعرض الموسيقى التقليدية، بالإضافة إلى ارتداء الهانبوك، حيث اتيحت لهم الفرصة لارتداء الزي الكوري التقليدي الشهير. كما تعرف المشاركون على أهم الآلات الموسيقية الكورية التقليدية والورق الكوري التقليدي (الهانجي).
ويتزامن تنظيم القافلة مع الاحتفال الكوري بـ"عيد الوالدين"، حيث تعرف المشاركون على الجذور الثقافية لهذا العيد، وطقوسه المميزة للتعبير عن الحب والامتنان للوالدين، وبصفة خاصةً وضع شارات جميلة بها زهور القرنفل على الملابس. ففي كوريا، يوجد لكل لون من ألوان زهرة القرنفل دلالة خاصة، فاللون الأحمر يعني أن الوالدين، لا يزالا على قيد الحياة. أما اللون الوردي فيدل على أن أحدهما فقط ما زال على قيد الحياة. أما اللون الأبيض فيدل على كلاهما قد فارقا الحياة.
كما يُعرف شهر مايو بـ"شهر الأسرة"، حيث يُصادف عيد الطفل (5 مايو)، وعيد الوالدين (8 مايو)، وعيد المعلم (15 مايو)، وذلك للاحتفاء بالعائلة وتعزيز سلوكيات الاحترام عبر الأجيال.
وتحتفل مصر وكوريا الجنوبية العام الجاري بالذكرى الثلاثين لعلاقاتهما الدبلوماسية. وقال أوه سونج هو، مدير المركز الثقافي الكوري في مصر: "بورسعيد، بإرثها العريق كملتقى طرق عالمي، كانت الاختيار الأمثل لاستضافة قافلة الثقافة الكوري التي نأمل في أن تسهم في تعزيز التبادل الثقافي وتقوية التفاهم المتبادل بين البلدين".
وأضاف: "مع احتفالنا بهذه المناسبة، نعمل جاهدين من أجل توسيع نطاق البرامج والفعاليات التي تبني جسورًا للتواصل بين بلدينا، من خلال تعليم اللغات، والتعاون في الفنون، وغيرها".
ويعتزم المركز الثقافي الكوري توسيع نطاق القافلة الثقافية لتشمل مدنًا إضافية في أنحاء مصر، استجابةً للطلب المتزايد على تعلم اللغة والتعرف عن قرب على الثقافة الكوية بكل مكوناتها. ومن المقرر أيضًا تنظيم المزيد من الفعاليات التي تُقام احتفاءً بهذه المناسبة على مدار العام.