كوبرى كنيسة البازيليك حل أزمة أم أزمة تبحث عن حل - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:29 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كوبرى كنيسة البازيليك حل أزمة أم أزمة تبحث عن حل

إسلام عبدالمعبود وشريف حربى ودينا شعبان:
نشر في: الثلاثاء 9 فبراير 2021 - 7:17 م | آخر تحديث: الثلاثاء 9 فبراير 2021 - 7:17 م

النائب طارق شكرى: جهات مسئولة أكدت إعادة دراسة المشروع وحسم الأمر خلال أقل من أسبوع
أهالى مصر الجديدة: الإصرار على إنشاء الكوبرى يضر بالشكل الجمالى للمنطقة التاريخية.. ومسئول بالكنيسة يحذر من مخاطره الأمنية
نائب «مصر الجديدة»: تقدمت بمقترحات للجهات المسئولة لحل مشكلة كوبرى «البازيليك».. وحسم الأمر خلال أسبوع
سلامة: تنفيذ الكوبرى سيمثل خطورة كبيرة على مبنى الكنيسة
 

أثار الحديث عن مشروع إنشاء كوبرى بطول 2 كيلومتر بشارع الأهرام بمصر الجديدة وبجوار كنيسة البازيليك الشهيرة، أزمة كبيرة بسبب الرفض الشعبى من جانب سكان المنطقة لهذا المشروع نظرا لتأثيراته السلبية على المظهر المعمارى المميز للمنطقة.
ورغم حالة الجدل المستمر حول المشروع الذى يستهدف المساهمة فى القضاء على أزمة الاختناقات المرورية بمصر الجديدة، رفضت محافظة القاهرة وكل الجهات الحكومية ذات الصلة الحديث عنه أو الكشف عن تفاصيله أو حتى حقيقة وجود المشروع من عدمه، فى الوقت الذى انتشرت فيه المعدات والآلات اللازمة لبدء التنفيذ فى شارع عثمان بن عفان خلف كنيسة البازيليك.
من ناحيته قال عضو مجلس النواب، عن دائرة مصر الجديدة ومدينة نصر، طارق شكرى: إنه تقدم بمقترحات وبدائل للجهات المسئولة بشرح وافٍ ومقنع عن عدم أهمية إنشاء كوبرى بشارعى عثمان بن عفان والأهرام، مرورا بكنيسة «البازيليك»، وأن الأضرار والسلبيات الناجمة عن إنشائه أكبر بكثير من أى ميزة مرتقبة.
وأضاف شكرى، فى تصريحات لـ«الشروق»، أن الأفكار التى تقدم بها تتضمن تعديلات مرورية فى اتجاهات الشوارع أو رفع إشغالات وخدمات مرورية، مؤكدا أن وجود قدر كبير من الاقتناع والقبول بهذه البدائل لدى الجهات المسئولة التى تواصل معها.
وأوضح أن الجهات المسئولة أكدت أن مشروع تنفيذ الكوبرى أصبح محل إعادة الدراسة، مشيرا إلى أنه يتم حسم هذا الأمر فى غضون أقل من أسبوع، فى صالح تلك المنطقة الأثرية والتراثية المهمة فى قلب مصر الجديدة وبطريقة تستجيب لآمال المواطنين.
وأكد شكرى أنه لا مجال لإنشاء كوبرى بالمنطقة، والأفضل أن يتم تحويله لاتجاه واحد، فى حال هدف إحداث سيولة مرورية بالمنطقة، فى مقابل الحفاظ على التراث المعمارى المتميز بالمنطقة.
من ناحيته قال شريف سلامة، عضو المجلس الرعوى لبازيليك السيدة العذراء، والمسئول عن هذا الملف: إن قرار إنشاء «جسر» كوبرى الإسماعيلية بجانب الكنيسة يحمل تضاربا كبيرا، وأثار هذا القرار استياء كل محبى التراث وقاطنى حى مصر الجديدة، لافتا إلى أن أحد أعضاء مجلس النواب بالحى، أشار إلى أن هناك سوء فهم وأن كل المعدات الموجودة فى ميدان الكنيسة لعمل مجسات فقط وليس إنشاء كوبرى، رغم تصريحات المسئولين بمحافظة القاهرة بشأن الاتجاه نحو إنشاء كوبرى بطول 2 كيلو متر بمحيط الكنيسة.
وأكد سلامة، فى تصريح لـ«الشروق»، أن المشروع مرفوض من جانب الأهالى، ويهدد التراث التاريخى للمنطقة بشكل كبير، خاصة أن كنيسة البازيليك مر على إنشائها 110 أعوام، وهذه الفترة تسببت فى تصدع بعض الجدران، لذلك فإن تنفيذ الكوبرى سيمثل خطورة كبيرة على مبنى الكنيسة حال استمرار إنشائه.
وأشار إلى أنه عندما بنيت كنيسة البازيليك، لم يكن بجوارها أى مبانٍ أخرى، وكان ذلك حتى يتسنى للجميع رؤيتها، موضحا أن إنشاء الكوبرى سيحجب الرؤية تماما عنها ويسىء للمظهر العام، كما أن هناك أسبابا أخرى لرفضه، منها سبب أمنى ويتعلق بإمكانية التعرض لأى هجوم إرهابى استغلالا للكوبرى، أو فى حال وقوع حادث أعلاه.
من ناحيتها طالبت الباحثة فى تراث مصر الجديدة، الدكتورة بسمة سليم، المسئولين بإيجاد حلول بديلة لإنشاء الكوبرى للحفاظ على المنظر الجمالى والتراث العمرانى للمنطقة، لافتة إلى أن المشروع لن يؤثر على قصر البارون وأن التأثير سيكون على الكنيسة فقط.
وأضافت بسمة لـ«الشروق»: «يجب الاهتمام وتطوير الحى بدلا من القضاء على المبانى التراثية الجميلة التى يجب الحفاظ عليها، وأن تكون هذه المشروعات بعيدة تماما عنها».
وقال المؤرخ الأثرى وكاتب المصريات، الدكتور بسام الشماع: إن إنشاء كوبرى أمام كنيسة البازيليك يشوه المنطقة التراثية بشكل كبير، إلى جانب تأثيره بالسلب على الشكل الجمالى للكنيسة، كاشفا عن أن الكنيسة غير مسجلة كأثر فى وزارة السياحة والآثار، فى الوقت نفسه نجد أن قصر البارون التابعة له مسجل كأثر.
وطالب الشماع، فى تصريح لـ «الشـروق»، وزير السياحة والآثار خالد العنانى بتسجيل كنيسة البازيليك كأثر فى الوزارة للحفاظ عليها وحمايتها كجزء من تاريخ مصر، لافتا إلى أن «البازيليك» تابعة إلى الفاتيكان، وعدم تسجيلها كأثر هو بمثابة «كارثة حضارية».
وطالب القائمين على هذا المشروع بالاستماع لمقترحات المواطنين وقاطنى حى مصر الجديدة قبل تنفيذ المشروع، مؤكدا أن الخوازيق التى سيتم وضعها جانب الكنيسة ستؤثر سلبيا على المبنى.
وأعرب العديد من سكان حى مصر الجديدة عن رفضهم التام لبناء كوبرى فى الحى، بعد أن فوجئوا الثلاثاء الماضى، بوجود معدات حفر وبناء أكشاك للعمال فى الحدائق الجميلة فى الميدان.
وقال أحمد عبيد، رجل أعمال وأحد قاطنى مصر الجديدة: إنه لا توجد أى أزمة مرورية فى المنطقة المزعم إنشاء كوبرى جديد فيها، بل على العكس فحركة المواصلات فى المنطقة انسيابية بشكل جيد ولا يوجد أى تزاحم، موضحا أن الشكل الجمالى والتراثى للمنطقة سيتحول للأسوأ بشكل كبير إذا تم تنفيذ هذا المشروع.
وأضاف عبيد، لـ«الشروق»، أن أغلب قاطنى مصر الجديدة عانوا خلال الفترة الماضية، من تشييد وإنشاء العديد من الكبارى التى ساهم أغلبها فى تحقيق سيولة مرورية بالفعل للسيارات العابرة من مصر الجيدة، قائلا: «تحملنا بأسى شديد التفريط فى المترو والحدائق البديعة، ولكن كلنا كنا على يقين أنه للصالح العام وللأجيال القادمة».
وأضاف أن إقامة كوبرى جديد بهذا الحجم وفى قلب حى مصر الجديدة، سيضر بالمنطقة التاريخية التى بها مبانٍ تراثية لا يوجد لها مثيل فى مناطق أخرى، مطالبا بضرورة النظر مرة أخرى فى النظر فى إنشاء هذا الكوبرى ومن الممكن أن يكون هناك بديل أخرى بديل هذا المشروع والمحافظة على شكل وجمال المنطقة التاريخية.
وقال رئيس جمعية المعماريين المصريين، سيف الله سامى أبو النجا: إنه فى حال تنفيذ كوبرى بجوار كنيسة «البازيليك»، فإن قانون البناء الموحد رقم (119)، اعتمد على الحفاظ على المناطق التراثية، وشمل حدود وأسس الحفاظ على منطقة مصر الجديدة ذات القيمة المتميزة.
وأضاف أبو النجا، لـ«الشروق»، أن من بين اشتراطات القانون، حظر بناء أى إنشاءات فى الفراغات العامة والمفتوحة أو الشوارع والميادين فى المناطق ذات القيمة المتميزة، والتى ينتج عنها تداخل فى الصورة البصرية لمواجهات المبانى مثل كبارى المشاة والطرق العلوية للسيارات أو الإعلانات واللافتات الإرشادية التى تقطع الشوارع والميادين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك