دار الخلافة (18).. فلسفة الإمام علي بن أبي طالب ومبادئ حكمه - بوابة الشروق
الأربعاء 10 ديسمبر 2025 3:27 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما تقييمك لمجموعة المنتخب المصري في كأس العالم برفقة بلجيكا وإيران ونيوزيلندا؟

دار الخلافة (18).. فلسفة الإمام علي بن أبي طالب ومبادئ حكمه

محمد حسين
نشر في: الأحد 9 أبريل 2023 - 10:29 ص | آخر تحديث: الأحد 9 أبريل 2023 - 10:29 ص

بعد وفاة النبي محمد -صل الله عليه وسلم- وإكماله لرسالته، وأدائه الأمانة التي وُكل بها لأمته، بدأ التاريخ الإسلامي حقبة جديدة بمفردات وأبعاد متعددة، فرضها الجانب السياسي على المشهد في المجتمع الإسلامي، وبفعل الاختلاط بثقافات وأفكار مجتمعات مختلفة، مع مد الفتوحات واتساع رقعة الدولة، وتشكل من بعدها عصر الخلافة بعدما مضى عهد النبوة.

وعلى مدار ما يزيد عن ألف عام، حكم الدولة الإسلامية العشرات من الخلفاء والحكام، بتتابع الدول الأموية والعباسية والمملوكية نهاية بالعثمانية، واختلفت مشارب ومآرب كل من تلك الدول وحكامها، ومن المراجع التاريخية وكتابات المفكرين، وتحت عنوان "دار الخلافة"، نتناول ملامح من سيرة الخلفاء، ومواقفهم وفلسفتهم في حلقات مسلسلة على أيام شهر رمضان المبارك.

الحلقة الثامنة عشرة..

نستكمل اليوم الحديث عن الإمام علي بن أبي طالب وسنوات خلافته، التي جاءت بظرف دقيق في التاريخ الإسلامي، بذكر ملامح من فلسفة حكمه ومبادئه الفكرية والسياسية التي بنيت عليها دولته، حسب رؤية الكاتب عباس العقاد بكتابه "عبقرية الإمام علي".

* لا تضربن
فمن وصاياه المكررة لولاته: «أنصفوا الناس من أنفسكم واصبروا لحوائجهم فإنهم خزان الرعية.. ولا تحسموا أحدًا عن حاجته ولا تحبسوه عن طلبته، ولا تبيعن للناس في الخراج كسوة شتاء ولا صيف، ولا دابة يعتملون عليها، ولا عبدًا، ولا تضربن أحدًا سوطًا لمكان درهم».

* امض بالسكينة والوقار
ومن وصاياه في تحصيل الخراج والصدقات: «امض إليهم بالسكينة والوقار حتى تقوم بينهم فتسلم عليهم، ولا تخدج بالتحية لهم، ثم تقول: عباد الله، أرسلني إليكم ولي الله وخليفته لآخذ منكم حق الله في أموالكم، فهل لله في أموالكم حق فتؤدوه إلى وليه؟.. فإن قال قائل: لا، فلا تراجعه.. وإن أنعم لك منعم، فانطلق معه من غير أن تخيفه وتتوعده أو تعسفه أو ترهقه، فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضة، فإن كان له ماشية أو إبل فلا تدخلها إلا بإذنه، فإن أكثرها له.. فإذا أتيتها فلا تدخل عليها دخول متسلط عليه ولا عنيف به.. ولا تنفرن بهيمة ولا تفزعها، ولا تسوءن صاحبها فيها، وأصدع المال صدعين، ثم خيره فإذا اختار فلا تعرضن لما اختاره، فلا تزال كذلك حتى يبقى ما فيه وفاء حق الله في ماله.. فاقبض حق الله منه، فإن استقالك فأقله..».

* مراقبة ولاته
وعلى هذه العناية باستطلاع أحوال الولاة والعمال، كان ينهى أشد النهي عن كشف معائب الناس، أو كما كان يقول في وصية ولاته: «وليكن أبعد رعيتك منك وأشنأهم عندك أطلبهم لمعائب الناس.. فإن في الناس عيوبًا، الوالي أحق من سترها.. فلا تكشفن عما غاب عنك منها، فإنما عليك تطهير ما ظهر لك».

* أعوان الأثمة وإخوان الظلمة
وكان ينهى عن بطانة السوء مع حثه على اتخاذ العيون والجواسيس، فقال في وصيته لمحمد بن أبي بكر: «لا تدخلن في مشورتك بخيلًا يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر، ولا جبانًا يضعفك عن الأمور، ولا حريصًا يزين لك الشره بالجور.. فإن البخل والجبن والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله.. إن شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرًا، ومن شركهم في الآثام فلا يكونن لك بطانة، فإنهم أعوان الأثمة وإخوان الظلمة، وأنت واجد منهم خير الخلف، ممن له مثل آرائهم ونفاذهم.. وليس عليه مثل آصارهم وأوزارهم».

اقرأ أيضا: دار الخلافة (17).. لماذا حقدت قريش على تولي الإمام علي الخلافة؟

وغدا نلتقي في حلقة جديدة..



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك