الدول الخليجية الثلاث تطالب الدوحة بتصحيح سياساتها.. ولافروف: موسكو قلقة من الأزمة وندعو للحوار
رحبت السعودية والإمارات والبحرين، اليوم، بدعوة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قطر للتوقف «فورا» عن تمويل الإرهاب، مطالبين الدوحة بالبدء فى «تصحيح سياستها».
وعبر مصدر مسئول فى وزارة الخارجية السعودية عن «ترحيب المملكة بتصريحات ترامب»، مضيفا أن «محاربة الإرهاب والتطرف لم تعد خيارًا بقدر ما هى التزام يتطلب تحركًا حازمًا وسريعًا لقطع جميع مصادر تمويله من أى جهة كانت»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية «واس».
وقال المصدر إن «التحرك الفورى لوقف تمويل الإرهاب ينسجم مع مخرجات القمة العربية الإسلامية الأمريكية التى استضافتها الرياض فى مايو الماضى وألقى فيها ترامب خطابا دعا فيه الدول العربية والإسلامية إلى مكافحة التطرف.
بدورها، اشادت دولة الإمارات بدعوة ترامب، وقالت فى بيان صادر عن سفيرها لدى واشنطن يوسف العتيبة إنه ينبغى على الدوحة «أن تراجع سياساتها الإقليمية بعد أن تقر بالمخاوف التى تتعلق بدعمها المقلق للتطرف»، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية «وام».
كما رأت البحرين أن «هذا الموقف الحازم يأتى فى إطار الجهود الأمريكية الحثيثة ويعكس إصرارًا شديدًا على مواصلة مكافحة كل صور الإرهاب وضمان التكاتف الدولى للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة».
وشددت المنامة فى بيان، نقلته وكالة الأنباء الرسمية «بنا»، على «ضرورة التزام قطر بتصحيح سياساتها والانخراط بشفافية فى جهود مكافحة الإرهاب لتتمكن دول المنطقة من معالجة الأخطار التى تهددها ومواجهة جميع الكيانات الإرهابية والقضاء على كل من يدعمها».
وكان ترامب قد صرح خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الرومانى كلاوس يوهانيس فى البيت الأبيض أمس الأول، بأن «دولة قطر للأسف قامت تاريخيا بتمويل الارهاب على مستوى عال جدا»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف ترامب: «لقد قررت مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون وكبار جنرالاتنا وطواقمنا العسكرية أن الوقت حان لدعوة قطر إلى التوقف عن تمويل الإرهاب».
وجاء تصريح الرئيس الأمريكى بعد ساعات على تحذير وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» ووزير الخارجية الأمريكى من الآثار العسكرية والتجارية والإنسانية للحصار المفروض على قطر، ودعوة تيلرسون السعودية ومصر والإمارات والبحرين إلى تخفيف الحصار عن الدوحة.
فى غضون ذلك، لم يصدر بيان رسمى من قطر على تصريحات ترامب أو دول المقاطعة، إلا أن الدوحة نفت مرارا تمويلها للإرهاب، وأكدت أنها عضو فاعل فى جهود مكافحته دوليا.
وفى موسكو، اتفق وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، ونظيره القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثانى على ضرورة الحوار والتفاوض من أجل حل الأزمة القطرية الخليجية.
وقال لافروف إن بلاده «تشعر بقلق بالغ إزاء الأزمة الحالية وتدعو إلى حلها عبر الحوار». فيما أكد وزير الخارجية القطرى أن «جميع الخلافات تحل بالحوار، وفى إطار مجلس التعاون الخليجى»، وتابع: «نرحب بالجهود التى تبذلها روسيا التى تربطنا بها علاقة صداقة، فضلًا عن دولة الكويت وجميع الدول الصديقة التى تدعم أى مساع للوساطة».
وجاءت تصريحات وزير الخارجية القطرى، قبل ساعات من زيارة رسمية قصيرة يجريها وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إلى تركيا، للقاء الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته مولود تشاووش أوغلو، من أجل التباحث حول آخر التطورات والمستجدات بالمنطقة.
وأعلنت السعودية ومصر والإمارات والبحرين ودول أخرى، منذ نحو أسبوع قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة بعد اتهامها بدعم الإرهاب، واتخذت اجراءات دبلوماسية واقتصادية بحق قطر بينها وقف الرحلات الجوية ومنها وإليها، فضلا عن إصدار بيان يضم قائمة بالشخصيات والكيانات الإرهابية المدعومة من حكومة الدوحة.