رفضت منظمة الصحة العالمية، بشكل قاطع، التأكيدات الصادرة عن الحكومة الأمريكية التي تشير إلى وجود صلة محتملة بين اللقاحات ومرض التوحد.
وقالت اللجنة الاستشارية العالمية لسلامة اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية، في تقرير، اليوم الخميس، إنها راجعت جميع الدراسات ذات الصلة من السنوات الأخيرة، وتوصلت إلى استنتاج واضح.
ولخص المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، في جنيف، موقف المنظمة، قائلا: "اللقاحات لا تسبب مرض التوحد؛ فاللقاحات من بين أقوى الابتكارات وأكثرها تأثيرا في تاريخ البشرية".
جاء هذا البيان بعد جدل في الولايات المتحدة، عقب نشر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تحت إدارة وزير الصحة والمتشكك في القاحات روبرت إف كينيدي (الابن)، لمحتوى على موقعها الإلكتروني أثار شكوكا حول اللقاحات ومرض التوحد.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن "الادعاء القائل بأن اللقاحات لا تسبب مرض التوحد ليس ادعاءً قائما على الأدلة، لأن الدراسات لم تستبعد إمكانية أن تسبب لقاحات الأطفال الرضع مرض التوحد".
وأثار هذا التحول في الموقف رد فعل حاد من العديد من العلماء والأطباء الأمريكيين الذين رفضوا البيان واعتبروه غير صحيح وخطير.
وقالت اللجنة الاستشارية العالمية لسلامة اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية، إنها قيمت الدراسات المنشورة بين عامي 2010 و2025، وأنها من بين 31 دراسة من 11 دولة -بما في ذلك 5 تحليلات تحويلية- لم تجد 20 دراسة أي دليل على وجود علاقة بين اللقاحات ومرض التوحد.
أما الدراسات الـ11 المتبقية، والتي جاءت 9 منها من نفس فريق البحث الأمريكي، فقد أشارت إلى وجود صلة محتملة، لكنها -وفقا لمنظمة الصحة العالمية- كانت تعاني من "مشكلات منهجية كبيرة"، مع قوة استدلالية منخفضة جدا وخطر تحيز مرتفع.
وجاء في المراجعة: "عند الأخذ في الاعتبار هذا الكم الكبير من الأدلة العلمية عالية الجودة المتاحة، الممتدة على مدى عقود، والتي تشمل بيانات من عدة دول، فإن هذه الأدلة لا تزال تدعم بقوة الملف الإيجابي لسلامة اللقاحات، وعدم وجود أي علاقة سببية بين اللقاحات المستخدمة خلال مرحلة الطفولة والحمل واضطرابات طيف التوحد".
وقال تيدروس، إن النتائج تتسق مع المراجعات السابقة لمنظمة الصحة العالمية في أعوام 2002 و2004 و2012.