في صباح بدا عاديا لحدائق القبة أحد الأحياء السكنية التابعة لمنطقة الشمالية بمحافظة القاهرة، توقفت فجأة رحلة رجل كانت كل المؤشرات تقول إنه على مشارف فوز بمقعد بمجلس النواب، فالرجل الذي كانت الشوارع تزدحم بصوره، والمرشح الذي اقترب من مقعده في البرلمان، توقفت رحلته فجأة قبل أن يلمس خط النهاية.
إنه أحمد السيد عبد العال أحمد، أو كما عُرف بين أهله وأنصاره: أحمد جعفر، المرشح الذي دخل جولة الإعادة في انتخابات مجلس النواب 2025 عن حزب مستقبل وطن، بأصوات قاربت العشرة آلاف، رحل عن عالمنا عن عمر ناهز الـ 48 عاما، تاركا خلفه حالة من الصدمة لذويه وأهالي دائرته.
قبل ساعات من رحيله، كان جعفر يخطط لجولة الإعادة، بعد أن حصد 9579 صوتا في الجولة الأولى، متقدما على منافسه مرشح حزب المؤتمر سعيد الوسيمي الذي حصل على 6169 صوتا، إلا أن خريطة المنافسة تبدلت تماما في هذه الدائرة بعد رحيله، وتصعيد مرشح حزب الوفد سيد عيد مكانه.
وبذلك تجري جولة الإعادة على مقعد الدائرة بين كل من سعيد رضا الوسيمي من حزب المؤتمر، وسيد عيد من حزب الوفد.
الصدمة بدت واضحة في تدوينات الأهالي؛ إذ كتبت سيدة تُدعى فادية محمد صديق المنشاوي على فيسبوك تعبيرا عن حزنها رغم أنها لم تعرفه شخصيا،:" الراحل أحمد جعفر كان يستعد لجولة الإعادة في البرلمان، وصوره كانت تزين الميدان أمام شرفة بيتي وطرق الحي، قبل أن يفرح، مضيفة أن خبر الوفاة أثر فيها رغم أنها لا تعرفه شخصيا، متابعة:"رحم الله أحمد جعفر وغفر له، وأسكنه فسيح جناته، وربط على قلوب أسرته ومحبيه.
صدمة رحيل جعفر لم تصب أنصاره فقط؛ بل تجاوزت حدود المنافسة، فقد نعاه مرشحه المنافس في جولة الإعادة سعيد رضا الوسيمي، معلنا وقف جميع فعاليات حملته الانتخابية وإلغاء أي نشاط مقرر، حدادا على روح الرجل الذي نافسه، وتقديرا لمكانته بين أهله.
أما النائب مصطفى بكري، فقد نعى الراحل قائلا: إنه كان نائبا وطنيا خدوما، من الرجال المخلصين، كان محبوبا من أبناء دائرته، وكان ينتظر جولة الاعادة، ليمارس مجددا دوره الوطني والخدمي، لكنه رحل فجأه فأحدث رحيلة صدمة كبيره لدي كل محبيه، لا نملك إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة.
ونعى حزب مستقبل وطن، ببالغ الحزن والأسى، وفاة النائب أحمد جعفر، مرشح مجلس النواب عن دائرة حدائق القبة وأمين المتابعة والتواصل بأمانة الحزب بالقاهرة.
ودعا الحزب في نعيه، بأن يتغمده المولى عز وجل بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
كما نعى عضو مجلس الشيوخ وأمين مساعد التنظيم المركزي لحزب مستقبل وطن محمد المنزلاوي، النائب أحمد جعفر، معربا عن خالص التعازي والمواساة لأسرته وذويه.
كما تقدم النائب علي عبد الونيس بخالص التعازي والمواساه في وفاة المغفور له، متوجها بالدعاء إلى الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
ونشرت الصفحة الرسمية لأمانة حزب مستقبل وطن بالقاهرة موعد الجنازة ومكان العزاء، موضحة أنه سيجرى صلاة الجنازة على الراحل غدا، بعد صلاة الجمعة من مسجد الشيخ أيمن بالحي السابع مدينه العبور، وسيقام العزاء يوم السبت المقبل عقب صلاة المغرب بالسرداق المقام بشارع عبد المنعم واصل الحي السابع بمدينة العبور.
لكن المفارقة التي أثارت انتباه الكثيرين كانت ما أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات، فبعد تلقيها إخطارا رسميا بوفاة المرشح أحمد جعفر، أصدرت قرارا بتصعيد مرشح حزب الوفد سيد محمد عيد عبد الله (سيد عيد) إلى جولة الإعادة، رغم حصوله في الجولة الأولى على 1165 صوتا فقط، باعتباره المرشح الذي كان يلي المرشحين الذين أعلن عن خوضهما جولة الإعادة في عدد الأصوات.
وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات تلقيها إخطارا بوفاة أحمد السيد عبد العال أحمد وشهرته أحمد جعفر، مرشح حزب مستقبل وطن، على النظام الفردي لانتخابات مجلس النواب بالدائرة الخامسة ومقرها قسم حدائق القبة محافظة القاهرة، وذلك قبل أيام من خوضه مرحلة الإعادة.
وتقدمت الهيئة الوطنية للانتخابات بخالص العزاء لأسرة المرشح المتوفى إلى رحمة مولاه وكذلك للناخبين أهالي دائرته الكرام الذين منحوه أصواتهم في الجولة الأولى، سائلين الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته.