الخشت: التحول من العصور الوسطى فى أوروبا تغيير التفكير.. وثابت: الجامعات المنتج الأساسى للفكر والمعرفة.. ومسلم: عملية الوعى تتراجع ولا بد من النظر لها بجدية

قال رئيس تحرير جريدة الشروق عماد الدين حسين، إن العقل العربى والإسلامى يكاد يكون مختطف اختطافا كاملا من قبل بعض المؤسسات الدينية، مشددا على ضرورة إزالة المعوقات الموجودة على «الدماغ العربي» لتحقيق التقدم فى جميع المجالات.

وأضاف حسين، ظهر امس خلال ندوة بعنوان «تطوير العقل المصرى والتنمية الشاملة»، بجامعة القاهرة بمناسبة مرور 110 أعوام على إنشاء الجامعة، بحضور رئيس الجامعة محمد عثمان الخشت، ورئيس تحرير جريدة الأهرام علاء ثابت، ورئيس تحرير جريدة الوطن محمود مسلم، بقاعة أحمد لطفى السيد، أنه لا يوجد تعارض بين الدين والإنسان او الدين والبحث العلمي، وأن الحرية جزء أساسى فى تحرر العقل من كل الخزعبلات وهذا الكلام لا يعني بالمرة محاربة الاديان بشرط أن لا تتعارض مع الثوابت.

وتابع: «لو قلت لابنك وأنت تناقشه لازم تعمل كده ومفيش غير كده، سيكون شخصا منقاد ودماغه مفتوحه وأى حد يحط فيها اللى عايزه،ولا بد أن يفكر تفكير نقدى وتتاح له حرية الكلام والمناقشة، وعندما يذهب للمدرسة والجامعة يتعود على ذلك»، لافتا النظر الي أنه إذا استطاعت الجامعة عمل ذلك سيكون سببا فى تقدم المجتمع وخدمة عظيمة له.

وأردف حسين: «لن نتقدم إلا من خلال البحث العلمى الحقيقى من خلال التفكير الحر، وبعد ذلك سيكون هناك إيمان حقيقى وليس شكليا»، مضيفا: «غالبية الأبحاث الموجودة فى مصر مسروقة، وهناك قلة قليلة يعملون بجد».

من جانبه، قال رئيس جامعة القاهرة: «اللقاء له دلالة ومصر بصدد نهضة كبيرة، ودائما نتأمل فى نهضة الأمم»، موضحا أن فكرة استيعاب التحول من عصر إلى عصر ضئيلة جدا ولم تؤت بثمارها إلى درجة تقول إننا دخلنا عصرا جديدا.

وأضاف الخشت أن التحول يحدث عندما تتحول طريقة التفكير وليس الأفكار، وأن التحول من العصور الوسطى إلى العصر الحديث تم نتيجة تغيير تفكير أوروبا، مشددا على أن صناعة المستقبل تبدأ بالعمل والتخطيط، وأن التفكير السليم هو أن الإنسان يصنع مصيره بنفسه والتقدير سلفا بالمعنى السابق، ولكن العقل المتقدم «الإنسان يصنع مستقبله ومصيره».

وأوضح الخشت أن جامعة القاهرة عملت على تغيير المنهاج والامتحانات، ووجود مقررات ريادة الأعمال ليبدع الطالب ويبتكر ويكون مؤهلا جيدا لسوق العمل.

وقال رئيس تحرير الأهرام، إن جميع المشروعات الفكرية ارتبطت بالتعليم القوى المميز، وأن التعليم يستطيع النقل وتطوير العقل، وأن الجامعات المنتج الأساسى للفكر والمعرفة، مردفا: «هناك فجوة كبيرة جدا بين الجامعات والتطور المجتمعى، والجامعات مالت خلال الفترة الماضية عن الليبرالية، والشخص الجامعى فقد البريق الشخصى له، ومصر تواجه مشكلات استمرت لسنوات طويلة وهى التطوير الشامل للتعليم وهناك حاجة للصبر كون التطوير يحتاج إلى أمور كثيرة خاصة النتائج المترتبة على ذلك».

وذكر رئيس تحرير الوطن، أن هناك مشكلة فى الثقافة والوعى وبعض القصور بعدد من المؤسسات، مستطردا: «عملية الوعى تتراجع ولا بد من النظر لها بجدية وتداركها خاصة لقضايا المجتمع والقضايا الدولية كونها ثقافة الآن».