رموز الدراما (12).. فتحية العسال تحرص على بث النسوية في عملها المسرحي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 3:31 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رموز الدراما (12).. فتحية العسال تحرص على بث النسوية في عملها المسرحي

فتحية العسال
فتحية العسال
الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الأربعاء 13 أبريل 2022 - 4:11 م | آخر تحديث: الأربعاء 13 أبريل 2022 - 4:11 م

يعد موسم دراما رمضان، أحد الفترات الزمنية التي تنتعش فيها الأعمال الفنية التلفزيونية بقوة، ويكثر الحديث عن المسلسلات وصناعها والدراما المصرية عموما، ويضم تاريخ الدراما المصري عامة أسماء مهمة كانت تُثري الشاشة بأعمال حققت نجاحات كبيرة.

ونتناول في تلك السلسلة حكايات وتفاصيل الدراما لدى رموز التأليف.

بعد انتقالنا للحديث عن الكاتبة "فتحية العسال"، التي تركت أعمالا أدبية "مسرحية وقصصية"، وأيضا أعمالا تلفزيونية تذكرنا بتاريخها الفني الثري، نتناول في حلقة اليوم ما ذكرته عنها الناقدة هويدا صالح في كتابها "مقاربات في النقد الفني"، ونركز تحديدا على أحد أعمالها المسرحية.

تقول هويدا صالح في مقدمتها: "تعد الدراما التلفزيونية أحد أهم الوسائل المعبرة عن قضايا المجتمع وتطلعاته، من خلال طرح الموضوعات الاجتماعية المهمة، وتحضر المرأة في الدراما بكثافة، سواء كان حضورها كذات مبدعة -تقوم بالكتابة/ الإخراج/ التمثيل- أو كموضوع وقاسم مشترك في قضايا أخرى. ومن خلال ذلك، نطرح رؤية للعمل الفني (سجن النساء)، أحاول تفكيك خطابه الثقافي ومدى إسهامه في وعي وتنمية المرأة بذاتها، والمسلسل مأخوذ عن مسرحية بنفس الاسم للكاتبة فتحية العسال، ومن يقرأ المسرحية سوف يتضح له النسوية البارزة التي أرادتها الكاتبة وحرصت على بثها في العمل".

تناولت فتحية العسال في مسرحيتها شرائح مجتمعية متعددة من النساء، ما بين التصنيف الطبقي (فقيرات وشرائح عليا ودنيا)، والتصنيف الجنائي (القاتلة/ السارقة/ التي تمارس الدعارة/ والنصب/ والمتهمة السياسية/ والتي سجنت ظلما).

والمسرحية تجربة عاشتها "العسال" نفسها وقت اعتقالها؛ بسبب نشاطها السياسي البارز في السبعينيات، وداخل سجن النساء بالقناطر، اقتربت من حياة السجينات، ودونت ملاحظاتها، وكان النتاج "عمل مسرحي لافت"، على حد قول هويدا صالح.

يذكر أن مريم ناعوم حذفت شخصية المرأة المعتقلة على ذمة قضية سياسية من العمل، عندما حولته إلى مسلسل تلفزيوني، وتفسر "صالح" ذلك أنه "ربما لأن هذا النموذج لن يحقق نسبة مشاهدة عالية، ولن يرضي ذوق الجمهور العام الذي يبحث عن قصص مجتمعية تعتمد على الحكاية الملفتة للانتباه، والمسلسل ليس المعالجة الدرامية الأولى للمسرحية، فقد سبق وعرضت على خشبة المسرح القومي من بطولة ماجدة الخطيب في التسعينيات".

تحلل "صالح" الأفكار المطروحة في العمل، قائلة: "إلى جانب حكاية غالية الرئيسية، هناك عدة خيوط وحكايات تتقاطع في فضاء السجن بمعناه المادي، ولكل حالة نموذج يجسد حكاية خطيئة أو ظلم أو ضغينة أو انتقام أودى بالمرأة إلى السجن، ولا يطرح العمل السجن بمعناه الواقعي فقط، بل أيضا سجن المجتمع والأفكار والرغبات، حيث تنتهي كل الخيوط مع فعل عنف أو موت فعلي/ معنوي، إن الأفكار الشرقية التي تسجن المرأة في سجن الجسد وتنهشه، هي ما تدفع بالكثيرات إلى السجن، ويكشف ما تعانيه النساء في مجتمع ذكوري لا يريد من المرأة سوى الجسد، في نفس الوقت يحاسبها على ما يفعل هو في هذا الجسد، ويظل الجسد محور الصراع في السجن وخارجه".

عانت فتحية العسال كثيرا في حياتها نتيجة لكونها امرأة، ورغم الحرمان من التعليم والمعاملة القاسية داخل أسرتها المتوسطة، إلا أنها تغلبت على تلك الظروف لتصبح من أهم الكُتاب وترأس جمعية الكاتبات المصريات، ولها 57 مسلسلا تليفزيونيا، أغلبها عن المرأة وقضاياها من زوايا ورؤى مختلفة.

ولدت العسال عام 1933، وتزوجت في عمر مبكر، وهي أم الفنانة صفاء الطوخي، وغلبت على أعمالها طابع "نصرة المرأة" وحقوقها والتعبير عنها، فكانت المرأة بطلها الأول في كتاباتها إلى أن رحلت في يونيو 2014.

اقرأ أيضا:

رموز الدراما (11).. فتحية العسال.. حُرمت من التعليم في صغرها فسعت لتحرير المرأة في كبرها



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك