الممرض الألمانى المتهم بقتل 100 مريض يمثل أمام القضاء للمرة الثالثة منذ 2006
للمرة الثالثة منذ عام 2006، يمثل الممرض الألمانى السابق نيلس هوجل أمام القضاء، حيث يواجه اتهامات جديدة بقتل أكثر من 100 مريض خلال سنوات عمله.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أمس، أن هذه القضية المدوية تثير تساؤلات جدية بخصوص عمل المؤسسات الطبية فى ألمانيا، إذ لم يدق أحد من زملاء هوجل السابقين ناقوس خطر بخصوص الارتفاع الحاد فى عدد الوفيات بين المرضى، وفقا لما نقله موقع «روسيا اليوم» الإخبارى.
وقال فرانك لوخترمان، زميل هوجل السابق وهو الوحيد الذى أدلى بشهادته علنا فى القضية إن «ثقافة غض النظر وخفض الرءوس» أصبحت أفضل حماية بالنسبة للقاتل.
ويعتبر المحققون أن الحصيلة النهائية لضحايا الممرض الذى اعتقل فى عام 2005 قد تتجاوز 300 شخص، ما يجعل منه أكثر قاتل متسلسل دموى فى تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية وربما أوروبا والعالم برمته.
واعترف هوجل بقتله 43 شخصا، و«لم يستبعد» قتله 53 آخرين، ورفض الاتهامات بقتل 5 أشخاص آخرين، لكنه يواجه اليوم اتهامات جديدة بقتل 36 شخصا فى مستشفى فى مدينة أولدينبورج و64 آخرين فى مستشفى بلدة دلمنهورست، إحدى ضواحى بريمن، منذ أواخر تسعينيات القرن الماضى.
ولم يقدم هوجل، عند توظيفه فى قسم الرعاية المركزة داخل مستشفى دلمنهورست عام 2003 إلا خطاب توصية واحدا قيل فيه إنه شخص يتعامل بعناية ودقة مع الحالات الحرجة.
وسرعان ما كسب هوجل فى المستشفى سمعة جيدة إذ كان يضع مرضى بشكل اصطناعى على وشك الموت ثم «ينقذ» بعضهم.
وحتى فى يونيو 2005، توجهت ممرضة أخرى إلى أحد أطباء المستشفى بعد أن كشفت هوجل فور إعطائه حقنة فتاكة لشخص مصاب بمرض فتاك، لكن رد فعلهما لم يكن فوريا، ما أتاح للممرض قتل شخص آخر قبل إعفائه من العمل واعتقاله.
وحسب الإحصاءات، سجلت فى المستشفى خلال فترة عمل هوجل، أى نحو 3 أعوام، 411 حالة وفاة، 321 منها فى نوبة الممرض القاتل، ولم يتضح بعد كم شخصا راحوا فى الواقع ضحية أفعاله الإجرامية.
وكانت السلطات الألمانية قد فتحت تحقيقات جنائية مع عدد من زملاء هوجل السابقين، وأدين طبيب وكبيرا الممرضين فى مستشفى دلمنهورست، بالإهمال الإجرامى الذى أطلق يدى القاتل وساعده فى ارتكاب جرائمه.
وسبق أن حكم على هوجل بالسجن مدى الحياة، غير أن التحقيق فى جرائمه مستمر خلال أكثر من عشر سنوات، حيث انتشل المحققون حتى الآن أكثر من 130 جثة فى ألمانيا وتركيا وبولندا.