زعفران تالوين المغربي.. رمز الثراء والترف - بوابة الشروق
الجمعة 24 مايو 2024 12:58 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

زعفران تالوين المغربي.. رمز الثراء والترف

وكالة أنباء العالم العربي
نشر في: الإثنين 13 مايو 2024 - 5:57 م | آخر تحديث: الإثنين 13 مايو 2024 - 5:57 م

للزعفران رمزية كبيرة لدى المنتجين بمنطقة تالوين في جنوب المغرب، فهو من أهم المكونات الأساسية التي ينبغي المحافظة على زراعتها وإنتاجها عند كل عائلة هناك وفي المغرب بشكل عام، إذ يستخدم في الطهي التقليدي والطب الشعبي، كما يعتبر رمزا للثراء والترف.

تتركز زراعة الزعفران في منطقة تالوين بسبب ظروفها المناخية المناسبة وتضاريسها وتربتها المناسبة لنموه، فضلا عن ارتفاعها على سطح البحر بأكثر من 1500 متر.

ويقول عمر بن سالم، مدير الفدرالية البيمهنية المغربية للزعفران، إن تالوين معروفة بخصائصها الطبيعية التي تجعلها منطقة مثالية لزراعة الزعفران، ومن بين هذه الخصائص مناخها المعتدل الذي يوفر درجات حرارة مناسبة وكميات مناسبة من الأمطار، وطبيعة التربة التي توفر العناصر الغذائية اللازمة لنمو الزعفران وتحسين جودته.

وأضاف ابن سالم في حديثه إلى وكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن تمتع المنطقة بساعات كافية من ضوء الشمس يعزز إنتاجية النباتات وجودة الزعفران.

وعزا بن سالم الأسعار الباهظة للزعفران في المغرب إلى إنتاجه الذي يتطلب عملا يدويا مضنيا "حيث يتم زراعته وقطف زهوره وتشذيبها يدويا واستخراج الأجزاء الحمراء الدقيقة منها، بالاعتماد على وسائل وأدوات تقليدية ومن دون استعمال المبيدات والمواد الكيماوية".

وتابع قائلا "كمية الإنتاج القليلة ونموه بشكل محدود يتطلب كميات كبيرة من الزهور لإنتاج كمية صغيرة جدا من الزعفران، وهو الأمر الذي يرفع تكلفته... أكثر من 250 وردة تنتج غراما واحدا مجففا من الزعفران".

وتتضمن عملية إنتاج الزعفران عدة مراحل.

ومضى مدير الفدرالية البيمهنية المغربية للزعفران قائلا "يتم زراعة بصيلات الزعفران في الأرض في فصل الصيف ابتداء من يونيو وحتى سبتمبر، وتزرع على عمق معين وبتباعد مناسب، ويتم ري الزعفران مباشرة بعد غرسه، وسقيه بانتظام من سبتمبر إلى غاية أواخر أبريل، وذلك لضمان نموه وتطوره السليم".

وأضاف "يتم قطف زهور الزعفران يدويا قبل طلوع الشمس كل يوم لمدة لا تزيد على 20 يوما بين أكتوبر ونوفمبر، ويتم تشذيب الورود مباشرة في نفس اليوم بعد قطفها، عن طريق فصل الشعيرات الحمراء الدقيقة عن الزهرة بحرص شديد، ثم تجفيفها بعناية للحفاظ على نكهتها وجودتها، في الظل أو بالاعتماد على مجففات كهربائية".

وعلى الرغم من أن الزعفران هو أكثر ما يميز منطقة تالوين، غير أنه ليس المنتج الوحيد الذي تشتهر به المنطقة، فهي معروفة أيضا بالأشجار المثمرة مثل اللوز والخروب والزيتون، بالإضافة إلى محاصيل أخرى ومنها الحبوب والأعشاب الطبية والعطرية، كما أن تتميز بمناظر طبيعية خلابة يجعلها وجهة جذابة للسياحة والاستكشاف.

وقال رئيس تعاونية إمكون المتخصصة في إنتاج وتسويق الزعفران ومنتجات زراعية أخرى في تالوين جمال الحسين "الزعفران ليس هو المنتج الأساسي الوحيد الذي تعيش منه الأسر في تالوين، بل هناك أيضا اللوز وزيت الزيتون والقمح والشعير وغيرها من الزراعات المحلية".

وأوضح الحسين قائلا "مع هجرة أبناء المنطقة إلى خارج البلاد، أصبحت طبيعة العيش في بوادي تالوين متأثرة بحياة سكان المدن، وأصبح الزعفران هو المادة الأساسية التي تدر على الأسر مداخيل مهمة، ومن ثم غير مستوى عيشهم إلى الأفضل".

ويرى الحسين أن علاقة الإنسان بالزعفران هي "علاقة روحية وعاطفية أكثر منها اقتصادية".

وأضاف "مراحل الاشتغال عليه ليست بالسهلة، كما أن زراعته لا تتطلب كميات كبيرة من الماء، فهو يزرع ويجنى في الشتاء... بين أكتوبر ومارس".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك