لازال العدوان التركي على سوريا يتواصل حتى اليوم، على الرغم من تدافع الردود الدولية المختلفة وغير المؤيدة لما يقوم به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من عدوان على سوريا وما يسميه بـ"نبع السلام".

يوم الأربعاء الماضي، أعلن الطيران التركي شن ما يقرب من 5 غارات على مواقع بلدة رأس العين في شمال سوريا ما أودى بحياة العشرات ونزوح أكثر من 60 ألف مدني حتى اليوم وفقا للمرصد السوري، وكثفت القوات التركية والفصائل الموالية لها، قصفها للمناطق الخاضعة لسيطرة المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا، فيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، تصديها لمحاولات القوات التركية التوغل في مناطقها.

وبحسب أردوغان فالعملية العسكرية التي ينفذها في شمال سوريا ستستمر كونها لا تستهدف المواطنين الأكراد، بل تنظيمات "إرهابية" من بينها تنظيم الدولة الإسلامية، لابعادهم عن المناطق الحدودية، وتوفير الأمن والسلام لقرابة 4 ملايين لاجئ يعيشون حاليا في تركيا.

ردود الفعل الدولية

نتج عن الأمر ردود فعل دولية مختلفة، فطالبت العديد من الدول العربية والغربية العدوان التركي بوقف الهجوم على شمال شرق سوريا، معربين عن خشيتهم من أن تؤدي العملية العسكرية التركية إلى زيادة عدم الاستقرار في المنطقة.

وأدانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية العدوان التركي على الأراضي السورية، واعتبرته اعتداء غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة، واستغلالا للظروف التي تمر بها، كما حذرت من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية أو مسار العملية السياسية في سوريا.

كما أدان وزراء الخارجية العرب العدوان التركي على سوريا، مشيرين إلى أنه "سيتم النظر في اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية وسياحية فيما يتعلق بالتعاون مع تركيا"، كما دعوا إلى استعادة سوريا دورها في المنظومة العربية.

وأكد البيان الختامي للاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية، لبحث العدوان التركي على سوريا، أمس السبت، على أهمية الحفاظ على وحدة واستقلال سوريا، وشدد على كافة قراراته حول الحل السياسي لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، باعتباره السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية وإنهاء معاناة أبناء الشعب السوري.

وندد أيضا وزير الخارجية الفرنسية، جان إيف لو دريان، بهجوم القوات التركية وحلفائها من المعارضة السورية على شمال شرق سوريا، وأوضح أن الهجوم يهدد الجهود الأمنية ويشكل خطرا على أمن الأوروبيين، كما دعا رئيس الاتحاد الأوروبي جان كلود يونكر تركيا لوقف العمليات العسكرية.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة لديها 3 خيارات للرد على العدوان التركي على سوريا، موضحا إمكانيه أمريكا توجيه ضربة مالية قوية لتركيا أو إرسال آلاف من الجنود، أوالتوسط للتوصل لاتفاق بين تركيا والأكراد، ولكن تعرض جنود أمريكيين لإطلاق نار مدفعس من مواقع تركية قرب الحدود السورية الشماليةن ما دعا المتحدث الرسمي باسم البنتاجون لكابتن بروك ديوالت، يحذر من أن الولايات المتحدة جاهزة للرد على أى اعتداء بـ«عمل دفاعى فورى.

كما سبق وعقد مجلس الأمن جلسة طارئة لبحث الوضع شمال شرق سوريا بطلب من بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة.

ولتصاعد العدوان التركي قررت مجموعة من الدول الأوروبية وقف تصدير الأسلحة إلى تركيا، فأعلنت فرنسا تعليق صادرات الأسلحة إلى تركيا، وكذلك ألمانيا على لسان وزير خارجيتها هايكو ماس، وسبقها كل من فنلندا، والنرويج.