أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن إجراءات الإصلاح الاقتصادية التي تنفذها مصر كان لها اثاراً إيجابية على زيادة قدرة الدولة في مواجهة التحديات التي تفرضها جائحة كورونا على عدة مستويات.
جاء ذلك خلال كلمة الدكتور عمرو طلعت أثناء مشاركته في جلسة حوارية افتراضية بمنتدى باريس للسلام حول جهود سد الفجوة الرقمية من أجل التعافي الشامل فيما بعد الجائحة بمشاركة وزيرة الاقتصاد والتحول الرقمي بدولة توجو، ومدير الإدارة العامة للتعاون الدولي والتنمية بالمفوضية الأوروبية، ورئيس شركة بلو تون للتكنولوجيا والأنترنت، وأدار الجلسة مؤسس ورئيس مؤسسة مو إبراهيم لبناء قدرات الحوكمة والقيادة بالقارة الافريقية.
وأوضح أنه من أبرز جهود الإصلاح هو تنفيذ خطة طموحة لتطوير البنية التحتية المعلوماتية في كل أنحاء الجمهورية، مشيرا إلى تنفيذ عدد من المشروعات بالتعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وكافة قطاعات الدولة لتطويع التكنولوجيا في مجابهة التحديات التي فرضتها الجائحة ومنها التعاون مع وزارة الصحة في تنفيذ مشروع للتشخيص والعلاج عن بعد وإقامة شراكات فاعلة مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم الفني والتعليم العالي والبحث العلمي لإتاحة العملية التعليمية عبر الإنترنت لخدمة 16 مليون طالب، وقد تم توفير أجهزة التابلت لعدد مليون طالب في الصف الثالث الإعدادي والبدء في تصنيع التابلت في مصر في سبيل توفيره بأسعار اقتصادية في متناول الطلبة.
وأضاف أنه يتم تنفيذ عدد من المبادرات لتطبيق التقنيات الرقمية المتقدمة لخدمة المواطنين بشكل أفضل وزيادة الإنتاجية ودعم الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى العمل على نشر ثقافة استخدام الإنترنت وتسهيل سبل وصول المواطنين إليه، مؤكداً استمرار العمل على رفع كفاءة الإنترنت الأمر الذي أثمر عن تضاعف سرعات الإنترنت خلال العامين الماضيين لتصل إلى 44.7 ميجابت في الثانية في يوليو 2021 مقارنة بـ 15 ميجابت في الثانية نوفمبر عام 2019 طبقا لمؤشر أوكلا ookla speedtest العالمي لقياس سرعات الإنترنت.
ولفت إلى طرح وتخصيص نطاقات ترددية جديدة للشركات المرخص لها لتقديم خدمات المحمول في مصر بنهاية عام 2020 وذلك في إطار جهود تعزيز سرعة شبكات الجيل الرابع.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى تنفيذ عدد من المشروعات لربط المنازل بشبكة الألياف الضوئية في 4500 قرية خلال ثلاث سنوات لخدمة أكثر من 58 مليون مواطن وذلك في إطار المبادرة الرئاسية حياة كريمة.
وأوضح أن الحكومة قد أطلقت عدد من المبادرات لإعداد الكفاءات الرقمية لتلبية احتياجات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، لافتاً إلى أنه من أبرز هذه المبادرات مبادرة مستقبلنا رقمي التي تحظى على رعاية الدولة ويتم تقديمها بالمجان بهدف صقل مهارات الشباب في مجال العمل الحر والحصول على فرص عمل متميزة في سوق العمل العالمي، مؤكداً تضاعف ميزانية التدريب التقني 22 مرة خلال 3 سنوات، وزيادة أعداد المتدربين 50 ضعفًا لتصل إلى 200 ألف متدرب بنهاية العام المالي الحالي.
وأكد أن مصر تشغل المركز الأول في عدد الصفقات الاستثمارات في الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في ضوء تضاعف حجم الاستثمارات في الشركات الناشئة في مصر والذي بلغ أكثر 390 مليون دولار خلال الأرباع الثلاث الأولى من العام الحالي، موضحا أبرز جهود الدولة لدعم منظومة الابداع التكنولوجي وريادة الأعمال التي تنفذها مصر على مدار السنوات الخمس المقبلة، ومنها نشر مراكز إبداع مصر الرقمية CREATIVA والتي تعد منظومة كاملة لرعاية رواد الأعمال من خلال توفير سبل الاحتضان ومسرعات أعمال والتدريب والمساندة في الوصول إلى التمويل، حيث تم إنشاء 7 مراكز في عدد من المحافظات وجاري العمل في إنشاء 10 مراكز آخرين.
وأضاف أنه يتم حاليًا توجيه استثمارات ضخمة للبحث والتطوير وتقديم فرص تدريب وتعلم مكثفة وبناء شراكات فاعلة على المستوى الدولي بهدف تكوين قاعدة من الخبراء في مجال التكنولوجيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات وإنترنت الأشياء للتصدي التحديات التي تواجه المجتمع المصري.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى حجم الإنجاز الذي حققته الحكومة المصرية في مجال التحول الرقمي في إطار استراتيجية مصر الرقمية حيث تم إطلاق إلى ما يقرب من 100 خدمة على منصة مصر الرقمية، منوهاً بأن الجائحة قد ساهمت بشكل إيجابيا في زيادة قبال المواطنين على استخدام الخدمات الرقمية.