روايات البوكر.. «فتاة وامرأة وأخرى» حكاية 12 امرأة سمراء لـ برناردين إيفارستو - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 6:31 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

روايات البوكر.. «فتاة وامرأة وأخرى» حكاية 12 امرأة سمراء لـ برناردين إيفارستو

منى غنيم
نشر في: الإثنين 14 أكتوبر 2019 - 1:57 ص | آخر تحديث: الإثنين 14 أكتوبر 2019 - 1:57 ص

من المقرر أن يتم الإعلان عن الفائز بجائزة البوكر البريطانية، اليوم الاثنين، حيث يتم الاختيار بين 6 روايات تم تصعيدها إلى القائمة القصيرة وهي : "10 دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب" للكاتبة التركية الشهيرة إليف شفق، و"رواية "أوركسترا الأقليات"، للكاتب النيجيري تشيجوزي أوبيوما، ورواية "الوصايا"، للكاتبة الكندية مارجريت آتوود، ورواية "فتاة، وامرأة، وأخرى"، للكاتبة البريطانية برناردين إيفاريستو، و"كيشوت " للكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، ورواية "البط ونيوبريبورت" للكاتبة الأمريكية البريطانية لوسي إلمان.

• وحتى لحظة الإعلان عن الرواية الوحيدة التي ستقتنص الجائزة، تقدم «الشروق» قراءة للأعمال الستة، والقضايا التي تطرحها تلك الروايات الناطقة بالإنجليزية وأهم ماورد فيها وشخصيات أبطالها بالإضافة إلى روائيها.

على غرار "حديث الصباح والمساء" للأديب المصري الراحل نجيب محفوظ، قدمت الكاتبة البريطانية برناردين إيفارستو رواية بعنوان "فتاة، وامرأة، وأخرى" ترشحت هذا العام لجائزة البوكر، وهي عبارة عن 12 مجموعة قصصية لـ12 امرأة بريطانية من ذوات البشرة السمراء في أعمار مختلفة ممتدة من المراهقة حتى الشيخوخة عبر حكايات تغطي عقدًا كاملًا من الزمن، مع وجود شخصية رئيسية محورية لكاتبة مسرحية تدعى إيما، نتعرف من خلال القراءة أن جميع الشخصيات مرتبطة بها بشكل ما.

رواية "فتاة، وامرأة، وأخرى" هي الرواية الثامنة للمؤلفة الإنجليزية، وهي رواية متشابكة الأحداث استغرقت المؤلفة 6 سنوات لكتابتها، ونعرف من خلال فصولها- التي خصصت المؤلفة لكل امرأة من الاثنتي عشر فصلًا فيها- أن الشخصيات جميعها مترابطة بشكل ما، فهم إما أصدقاء أو أقارب أو متحابين مع اختلاف الحبكة الدرامية والتجارب والاختيارات التي تقوم بها كل شخصية.

وتركز الرواية على قضيتين رئيسيتين هما: العنصرية والنسوية؛ فالعنصرية لازالت حاضرة حتى يومنا هذا في المملكة المتحدة، ونجد أن السود يناهضونها عن طريق "الشللية" أو مؤازرة الأبطال لبعضهم البعض في المواقف والأزمات، بالإضافة إلى التعامل بالتسامح واللين فيما بينهم، وحرصهم على أن يكونوا عائلة واحدة كبيرة في كل الأوقات.

وترصد أيضًا قضايا أخرى مثل قضية الحريات لا سيما الحريات الجنسية؛ فبطلة القصة، إيما، كانت متزوجة من قبل من رجل يدعى رولاند وأنجبت طفلة تدعى ياز إلا أنها بعد الانفصال بفترة قررت أن تصبح سحاقية، وواحدة أخرى من الشخصيات قررت أن تصبح متحولة جنسيًا ، وتشير الرواية إلى مستوى الحريات في بريطانيا المتدني عن الولايات المتحدة الأمريكية حتى أن واحدة من الشخصيات وتدعى دومينيك تقرر مغادرة بريطانيا والذهاب إلى أمريكا بسبب شعورها أنها تعيش في الماضي وهي في بريطانيا، حتى وإن كانت النتيجة على الحائط تشير للعكس، كما قال زوج إيما السابق في إحدى المواقف، أن السود في بريطانيا لازالوا يحملون على أكتافهم عبأ “تمثيل العرق”، بمعنى أن أي شىء يقومون بفعله يتم تأويله على جنس السود بأكملهم، أما الأشخاص ذوو البشرة البيضاء فلا يمثلون إلا أنفسهم بدون أية تداعيات عرقية.

لقد استعملت المؤلفة في الرواية العديد من اللهجات الإنجليزية الأفريقية كما هو الحال في روايتها السابقة بعنوان "مستر لفرمان" ، كلهجة الباتوا المستعملة في جامايكا، والبيدجن المستعملة في نيجيريا، والكوكني الموجودة في بريطانيا، بالإضافة إلى الإنجليزية العادية.

ومن القضايا الأخرى التي تعالجها الرواية فكرة الهوس بالجمال التي فرضها الإعلام على الساحة، فأصبحت كل امرأة ترى أنها إن كانت ليست جميلة كنجمات السينما فلا حق لها في الوجود، وقد طرحت الكاتبة تلك القضية- وجميع القضايا الأخرى- بشكل غير مباشر وغير وعظي، أي عن طريق إلحقاها بالحوار بين الشخصيات، والحوار في الرواية سهل ممتنع إلى أقصى حد.

وأكثر ما يميز الرواية هو استعمال الكاتبة للدلالات الرمزية التي لا تمر الواحدة منها مرور الكرام، ولكنها تخدم الحبكة الدرامية بشكل ما، نورد منها على سبيل المثال: الحجاب ذي الترتر لواحدة من الشخصيات، والقدم العارية لواحدة أخرى، وعقد اللؤلؤ الخاص بشخصية ثالثة.

وهكذا نرى أن عالم إيفارستو ليس مثاليًا، ولكنه ساحر "سحرًا واقعيًا" إن جاز التعبير، ففي النهاية كل الشخصيات والأحداث مترابطة بشكل ما والرواية تنتهي بحفل كبير تنظمه إيما وتحضره الإثنتا عشر شخصية فيشعر القارىء أنهن بالفعل عائلة واحدة كبيرة تمثل نسخة جديدة من الواقع الذي نعرفه؛ موجودة وإن كانت غير منتشرة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك