في ذكرى ميلاد ثروت أباظة.. ذكريات من الطفولة ورجال أثروا في حياته - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 11:14 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى ميلاد ثروت أباظة.. ذكريات من الطفولة ورجال أثروا في حياته

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الأربعاء 15 يوليه 2020 - 1:00 م | آخر تحديث: الأربعاء 15 يوليه 2020 - 1:00 م

 في 15 يوليو عام 1927، سجلت الدفاتر المصرية مولد الروائي المصري وأحد أعمدة عائلة أباظة الشهيرة، الكاتب الراحل ثروت أباظة، ذو الإثراء الأدبي الخاص، وصاحب رائعة "شيء من الخوف" التي تحولت إلى فيلم سينمائي.

حصل ثروت أباظة على الليسانس في الحقوق من جامعة فؤاد الأول في عام 1950، وبدأ حياته الأدبية في سن السادسة عشر، حيث اتجه إلى كتابة القصة القصيرة والتمثيليات الإذاعية، ومن أبرز أعماله (هارب من الأيام، شيء من الخوف، جذور في الهواء، بريق في السحاب، أحلام في الظهيرة)، وتوفى عام 2003.

وفي ذكرى ميلاد الراحل ثروت أباظة، نتعرض لبعض ذكريات الطفولة التي سطرها في كتابه "ذكريات لا مذكرات".

• حقيقة تاريخ ميلاده

ولد ثروت أباظة في 28 يونيو عام 1927، ولكن والده انتظر أسبوعين قبل أن يقيده رسميا لكي يكون تقييد مولده في سجل قريتهم بمحافظة الشرقية، قرية غزالة في مدينة الزقازيق.

فكان تاريخ ميلاده الرسمي 15 يوليو عام 1927، قبل وفاة سعد زغلول بخمسة أسابيع فقط، ولد في أسرة تبرز فيها أسماء لامعة في الأدب والسياسة والرياضة والصحافة والفن.

ويقول في مذكراته: "نشأت في بيت أبي المغفور له إبراهيم دسوقي أباظة، وهو رجل من رجال السياسة في عصره، وقد كان عضوا في مجلس النواب منذ أن تكون إلى أن انتهت الحياة النيابية في مصر عام 1952، فليس غريبًا أن أكون على معرفة تامة بالحياة منذ وعيت عليها، وهل الحياة إلا الناس، وقد ولدت في زحامهم وعشت بين أمواجه وشببت عن الطوق، وأنا أتنفس الهواء الذي يتنفسون، وربما عرفت من أفواههم خفايا حياتهم التي يضنون بها على خاصتهم، فطالما قصدوا لأكون شفيعهم إلى أبي والحديث إلى الابن أكثر يسراً من الحديث إلى الأب الذي يحيط به جلال شخصيته ووظيفته كنائب أو وكيل لمجلس النواب أو وزير".

وهي البداية، قد كان لها أثر كبير في إثراء فكر ومفاهيم هذا الطفل، الذي نشأ في القرية وبين الناس، وأيضاً غرف مجلس النواب والنقاشات السياسية، بالإضافة للثراء الأسري الذي تربى فيه.

• رجال أثروا في طفولته

يروي ثروت أباظة في سطوره عن شخصيته والتعليم ونشأته على حب الأدب في الطفولة، وقال: "بدأت تعليمي الدراسي في قرية غزالة، وقد شاء القدر أن يختار أبي من بين جميع المدرسين، مدرساً أعتبره أنا حتى اليوم أعظم مدرس للأطفال يمكن أن تجود به الحياة، إنه الأستاذ أحمد حسين القرعيش".

وقد كان لهذا الرجل مكانة خاصة في قلب الراحل ثروت عكاشة قص عنه بعض الحكايات التي ارتبطت بشخصه، كما عبر عن امتنانه وحبه له في أكثر من موضع أثناء حديثه عنه.

وقال: "شاء حظي السعيد أن يكون هذا الرجل الشاعر خفيف الظل هو معلمي الأول، على يديه تعلمت الخط الأفقي والرأسي وحروف الهجاء الأولى والحساب من جمع وطرح إلى ضرب وقسمة، وكان يحمل لي في جيبه أقراص النعناع، فإذا أحسنت الإجابة أعطاني واحدة مع تصفيق شديد وإظهار للإعجاب وكأنني أتيت عملاً لم يسبق لأحد أن أتى به".

وقد استمرت رحلة الطفل ثروت مع معلمه إلى أن اختاره الله وتوفى، ولم يقف الأمر بينهما عند الأستذة والتلمذة، بل أصبح صديقه الأول في القرية، لا يتركه لحظة منذ قدومه لها حتى تركها، وكان لهذه الصلة أثر ضخم في ثقافتي وأدبي، كانا دائما القراءة سوياً، على حد وصفه.

أما الشخص الآخر الذي أثرى المرحلة المبكرة لثروت أباظة وذكرياته في القرية، الشاعر توفيق عوضي أباظة، وهو من العائلة، ولكنه لا يملك الوفير من المال أو التعليم، ويروي عنه أنه كان رجل عصامياً علم نفسه بنفسه قرأ كل الشعر العربي وحفظ أغلبه، كان رجلاً صبوراً ويتحلى بالإصرار، وفق ما روى عنه.

وقال ثروت: "هذان الشخصان، الحاج أحمد وتوفيق، كان لهما أثر ضخم في حياتي فقد بدأت أقرأ معهما الشوقيات منذ الإجازة الصيفية للسنة الأولى الثانوية حتى انتهيت من دراسة الحقوق تقريبًا بشكل متصل في جميع سنوات الحرب وبشكل منقطع بعد انتهاءها، كنا نجتمع حول كلوب ونعكف على قراءة شوقي، وكنت أقرأ أنا ويستمعان هما ويعلقان ويتعمقان في كل كلمة وبيت".

قد عمل الاثنان على تحسين نطق الكلمات عنده ومخارج الحروف حتى استطاع أن يتخطى كل أخطاءه في الحديث وأخطاءه النحوية، وعكف على تحسين وتطوير ذاته في الإجازة ونطق الكلمات بصوت مرتفع طول الوقت، حتى فاجيء صديقاه عندما عاد لهما بالتغييرات التي صارت على لسانه.

يتضح إصراره في موضع آخر غير النحو، وهو نطق حرف الراء، الذي تجاوزه في سن مبكر في عمر 6 سنوات، بفضل الكاتب الصحفي الشهير فكري أباظة الذي قال له: "ما حكاية الراء هذه التي لا تريد أن تنطقها"، ويحكي ثروت: "أخذني من يدي وصحبني إلى مكتب أبي وقال انطق ثروت وأنا أقول ثيوت، فظل يعلمني نطق الراء 3 ساعات متصلة لا يمل، ويطلب إلى أن أضع طرف لساني سقف حلقي وأنطق حتى نطقت الراء".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك