يجد زوار مقاطعة "أوشن سيتي" بولاية نيو جيرسي الأمريكية الكثير من محلات البيتزا وعربات الفشار؛ لكنه سيكون محظوظا إن وجد كأس نبيذ، وبالرغم من إنتهاء عهد تحريم الخمور بكامل أمريكا منذ مطلع الثلاثينيات إلا أن تلك المدينة قررت الصمود.

وبحسب شبكة "فرانس 24" تملأ الشواطئ الأطلسية بالمدينة تمتلء لافتات الكنائس بكل مكان كما لافتات التحذير من فتح زجاجة خمرة والتى عقوبتها دفع 276 دولار.

وتتصدر "أوشن سيتي، مئات المدن الأمريكية التي لا زالت ملتزمة بمنع الخمور، وتعد موطنا لـ11 ألف شخص.

ورغم توافد 150 ألف سائح على المدينة للتمتع بشواطئها كل صيف، إلا أن مطاعمها لا تقدم مشروبا سوى المشروبات الغازية والحارة والطعام ولا يوجد بار واحد بها.

وتم تأسيس المدينة على يد رجل مسيحي متدين، وقرر جعلها منتجعا دينيا، ولذلك منع فيها شرب الخمر منذ عام 1909، قبل أن تمنع الخمر بأمريكا أكملها عام 1920 والذي استمر 13 عاما.

وبموجب القانون الأمريكي فكل شخص الحق بالخصوصية، لذلك يستطيع أي أحد تناول كوب نبيذ في بيته ولكن للحصول عليه أولا على الشخص عبور الجسر المزدحم والصعب خارج المدينة للوقوف بالطابور على أقرب محل خمور بمدينة أخرى.

ويفتخر أهل المدينة بقدر المحافظة والاحترام بداخلها، مقارنة ببقية مدن ولاية نيو جيرسي الشهيرة بالسكر والرذيلة ولذلك شعار المدينة "منتجع العائلات العظيم".

ومن الغريب أن المدينة لا تبعد سوى نصف ساعة بالسيارة عن ملاهي نيو جيرزي الليلية وكازينوهات الستربتيز.

واحتفالا بمدينته الخالية من الخمر قرر مصمم الجرافيكس "إريك بلايلر"، عمل شعار الجزيرة الجافة في تعبير عن جفاف المدينة من الخمر رغم إحاطتها بمدن غارقة فيه، وقام الرجل صاحب الـ26 عاما بإضافة تصميمه للمجات والتيشيرتات وقبعات لعب البيس بول كما المكتبات أيضا.

ويتذكر عامل السكك الحديدية السابق درو فازي، عام 2012 حينما جاءت حملة توقيعات للسماح ببيع الخمور بالمدينة إذ قال "لو حدث ذلك لفسدت صورة المدينة ثم ذلك سبب شهرتنا فكما ماكدونالدز معروف بالأقواس الذهبية فمدينتنا معروفة بنبذ الخمر".

وأوقع الإستفتاء في 2012 صراعا داخل المدينة يتذكره كريس وشارون هوفمان مالكي مطعم كابتن بوب، حينما دعما السماح بالخمور فقاطعهما الناس.

ويقول شارون "من المأسف تذكر هذا بدأ الناس بكسر المزهريات الخاصة بالمطعم، بينما قام أحدهم خلسة بقطع عجلة سيارتي".

وبموجب الاستفتاء فاز أنصار منع الخمور بأغلبية الثلثين، ولكن الأخوين هوفمان وجدا طريقهما للتحايل على القانون فرخصا مطعمهما كمنزل لا متجر ليسمحا للزوار بجلب زجاجات الخمور خاصتهم، ولكن المطعم لن يبيع شيئا.

ويقول كريس هوفمان مدافعا عن رأيه حيال الخمر "لماذا علينا السفر خارج المدينة للتمتع بكأس خمر يجب أن نحترم تنوع الثقافات".