الماء أصل الحياة.. وسر المرض - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:10 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الماء أصل الحياة.. وسر المرض

الماء
الماء

نشر في: الجمعة 16 أبريل 2021 - 9:41 م | آخر تحديث: الجمعة 16 أبريل 2021 - 9:41 م
يلعب الماء دورا محوريا فى الصيام، خاصة لدى المرضى بأمراض مختلفة، أهمها الأمراض المزمنة غير المعدية، يتحرج بعض الأطباء من التصريح لمرضاهم بضرورة استخدام رخصة الإفطار التى منحها الله لعباده فى رمضان؛ حرصا على حياتهم، ورغبة فى ألا تؤثر الفريضة على وظائف العديد من أعضاء الجسم، الأمر الذى ينعكس بالسلب على صحتهم، وقد يطال أعضاء حيوية تتغير معها أقدارهم.
< مرضى القلب من أكثر المرضى تأثرا بالصيام، خاصة من يعانون من أعراض هبوط عضلة القلب الذى يمكن أن يسببه أمراض الصمامات أو أمراض الشرايين التاجية، فى حالة أمراض صمامات القلب من الممكن أن يؤدى فرصة الصوم من له بالفعل قدرة عليها وهم أصحاب الإصابات البسيطة، والتى تحدث أعراضا بسيطة يمكن تجاوزها بالراحة وعدم التعرض للاجهاد الشديد: هم أصحاب الضيق البسيط فى الصمامات والتى غالبا ما تكون ناشئة عن إصابة بالحمى الروماتيزمية.
المصابون بالضيق البسيط يمكنهم الصيام شرط مراعاة عدم التعرض لأى ظروف قد تعرضهم لفقدان المياه والتعرض لجفاف الأنسجة والخلايا مع الالتزام بنظام غذائى لا يتيح امتلاء المعدة بصورة مفاجئة عند الإفطار ويتيح الحصول على جرعات من الماء والسوائل تروى ظمأ الخلايا طوال الفترة الممتدة ما بين الإفطار والسحور.
أما مرضى ارتجاع الصمامات المتوسط أو الشديد فلا يجوز صيامهم على الإطلاق؛ فنقص السوائل قد يتسبب فى عواقب وخيمة لهم: أولها عدم الانتظام فى ضربات القلب وما لها من مخاطر، إلى جانب لزوجة الدم وتركيزه وما قد يعقبه من إصابة بالجلطات المختلفة.
مرضى الشرايين التاجية على اختلاف تداعياتها سواء مرضى الذبحة الصدرية المستقرة وغير المستقرة ومن تعرض منهم لأى تدخلات بالقسطرة سواء لتوسيع الشرايين باستخدام البالونات أو تركيب الدعامات بأنواعها أيضا من أجريت لهم أى عمليات القلب المفتوح كلهم فى الواقع لا يجب أن يتعرضوا لتجربة الصوم. نقص المياه فى الأنسجة والخلايا والشرايين ينجم عنها تجمع الصفائح الدموية وتلاصقها فى الشرايين، نتيجة تركز الدم وزيادة لزوجته الأمر الذى يمهد لتكوين الجلطات فى الشرايين وانسداد الدعامات، يظل نقص الماء فى الشرايين والأنسجة هو عامل الخطر الأول على مريض القلب، لذا يجب مراجعة الطبيب قبل التفكير فى أداء الفريضة لتقييم حالته، فالخطر بالفعل يكمن فى تداعيات الصيام ولا يرتبط بالحالة العامة للمريض التى تدفعه لقرار الصوم، بناء على الإحساس بأنه بخير ويحتمل الصيام. الخطورة فى الاحتمالات التى يمكن أن تحدث نتيجة لأحوال الشرايين والخلايا عند تعرضها للعطش أو الجفاف.
< مرضى السكر بالفعل قد يستفيد المصابون منهم بصورة طفيفة من الصوم بشروط صحية يجب فيها الالتزام بتنوع مصادر الطعام والاهتمام بنوعياتها مع مراعاة الحصول على قدر من السوائل والمياه يضمن رواء الخلايا بصورة صحية مع ضرورة قياس نسب السكر بصورة دورية يومية تضمن ثبات نسبة السكر فى الدم. هم بلا شك الذين يعالجون بمجرد نظام غذائى أو دواء يتم تناوله بالفم ولا تتغير نسب السكر فى الدم لديهم أو تتذبذب.
أما مرضى السكر الذين يعالجون بالانسولين أو الذين تعرضوا لانخفاض حاد فى مستوى السكر خلال الثلاثة أشهر السابقة لشهر رمضان؛ لأن الصيام يتسبب فى انخفاض نسبة السكر فى الدم بصورة عامة إذا زادت عن حدها قل الجلوكوز الوارد للدماغ والقلب الأمر الذى يعرض المريض لخطورة بالغة تتعدى المضاعفات للوفاة.
أيضا أولئك الذين تعرضوا لارتفاع نسبة السكر فى الدم قبل شهر الصوم أو تعدت تحاليلهم نسبة أعلى من ٨ للهيمجلوبين السكرى الأمر الذى قد يمهد لحدوث جلطات فى شرايين القلب والمخ.
< مرض الكلى والكبد أيضا يلعب الماء دورا حيويا فى وظائفهم لذا فإن نقصانه بسبب الصيام يؤثر بصورة كبيرة تهدد بالخطر حياتهم. لذا فإن الإفطار فيه انقاذ لحياتهم ودرءا للمخاطر التى تعرضوا لها نتيجة ارتفاع نسبة لزوجة الدم خاصة لدى مرضى الفشل الكلوى بكل درجاته.
< مرضى بعض الأمراض الذين يحتاجون لسوائل بانتظام ويتناولون الأدوية فى فترات متقاربة ومنها الأدوية المكافحة للألم كأمراض العظام والمفاصل ومنها أيضا مرض النقرس والذى يحتاج إلى شرب الوفرة من الماء لتقليل تركيز حمض اليوريك فى الدم وترسبه الذى يحدث الحصوات المختلفة فى الكلى والحالب، لذا فإن الصوم أمر يجب تفاديه للحصول على الماء بصفة مستمرة ومنتظمة.
تلك كلها أمراض قد يبدو ظاهريا أن الصوم مقبول لا يؤثر فيها لكن العامل المحدد فيها هو الماء الذى لا يلعب دورا ظاهرا، بينما غيابه له أكبر الأثر فى حدوث تداعيات خطيرة يمكن للإنسان أن يتجنبها إذا ما تأكد من ارتواء شرايين وخلايا أنسجته، ولجأ إلى الرخصة التى منحها الله رحمة ولطفا للبشر.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك