منتج الفيلم يفجّر مفاجأة بضياع المادة الفيلمية التى صورها وائل الإبراشى وأخرجها محمد ياسين
طارق صيام: الزعيم لم يتحمس للفيلم بعد تنفيذ جزء منه.. ومحمد هانى: شعرنا بحزن على توقف المشروع لأنه كان مهما وطموحا
يحتفل محبو الفنان عادل إمام اليوم بعيد ميلاده الـ85، هذا الفنان الذى سجل اسمه بحروف من ذهب فى مكانة بارزة فى تاريخ الفنى المصرى والعربى، اختلف البعض على مستوى عدد من أفلامه، لكن اتفق الجميع على أنه أيقونة فنية من الصعب تكرارها، فهو صاحب الرقم القياسى فى التربع على عرش الإيرادات والنجومية فى السينما بالوطن العربي، وهو فنان يصعب تصنيفه كوميديان فحسب، فرغم بزوغ اسمه كنجم كوميدى منذ بدايته فى عالم الفن، لكنه برع فى كافة الأدوار التى لعبها سواء أكشن أو تراجيدى وغيرها.
وبهذه المناسبة احتفال أهل الفن اليوم بعيد ميلاد "الزعيم".. تكشف "الشروق" لأول مرة عن تفاصيل مشروع كبير كان يتم التحضير له قبل سنوات طويلة لتوثيق مشوار هذا النجم صاحب المكانة فى قلوب المصريين والعرب، لكنه توقف بشكل مفاجيء.
بداية المشروع كانت قبل نحو 30 عاما، حينما اجتمع فريق عمل مكون من الإعلامى الراجل وائل الإبراشى والمخرج محمد ياسين والمنتج طارق صيام حول فكرة تسجيل مشوار رموز لعبت دورا محوريا فى تاريخ مصر والمنطقة العربية، سواء على المستوى الفنى والثقافى والسياسى وغيرها، وتم وضع قائمة من الأسماء تضم كل من الكاتب العالمى نجيب محفوظ، والرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، والبابا شنودة، والفنان عادل إمام، وكانت المفاجأة حينما لاقت فكرة هذا الفريق قبولا وترحابا من أصحاب هذه القامات الهامة، فرحبوا جميعا بالفكرة وتحمسوا لها، ومن بينهم الفنان عادل إمام، وقد رأت الجهة المنتجة وقتها أن تبدأ هذا المشروع بفيلم وثائقى عن «الزعيم» لضمان الترويج والتسويق، فهو صاحب الشعبية الطاغية من المحيط للخليج.
وبالفعل انطلقت كاميرا الفيلم، وجرت لقاءات مع العديد من الشخصيات الهامة الذين تحدثوا عن مشوار عادل إمام، منهم فنانون ومثقفون وشخصيات أخرى، ومنهم المحامى مختار نوح والمحامى منتصر الزيات اللذان قدما شهادتهما عن علاقة عادل إمام المضطربة بتيار الاسلام السياسى، وتعليقهما على مواجهته مع الفكر المتطرف، ورحلته الشهيرة لصعيد مصر، وتقديم مسرحيته «الواد سيد الشغال» بمحافظة أسيوط، معقل المتطرفين فى تلك الفترة، لكن بعد الانتهاء من تصوير نحو 35 ساعة، جاء القرار صدمة بإيقاف التصوير، ووضع كلمة النهاية للمشروع فى بدايته.
تواصلت «الشروق» مع الكاتب الصحفى محمد هانى رئيس شبكة تليفزيون النهار، والذى كان أحد كتيبة الإعداد لهذا المشروع، وبسؤاله عن التفاصيل وسبب التوقف قال: كنا نحضر بالفعل لهذا المشروع الوثائقى الهام، وكنت أشارك وقتها بالأفكار والاقتراحات، فلم أكن من ضمن الفريق التنفيذى، بل كانت مهمة الإعلامى الراحل وائل الإبراشى، فهو كان المسئول عن إجراء الحوار مع ضيوف الفيلم، وذلك فى فترة سابقة لظهوره كمقدم برامج، حيث كنت أعمل معه كفريق إعداد مع الإعلامية هالة سرحان فى قنوات Art، وبالفعل قام الإبراشى بتسجيل لقاءات مع عدد كبير من الشخصيات التى تعاملت مع عادل إمام، وبعض الفنانين الذين طلبهم عادل بنفسه، وكان يرافقه مخرج الفيلم محمد ياسين.
وتابع هانى: أثناء مرحلة التنفيذ حدث خلاف فى وجهة النظر بين الفنان عادل إمام وفريق العمل، وهذا وارد فى أى عمل، لكن للأسف نتج عن هذا الخلاف توقف المشروع للأبد، وكان قرارا صادما، وأصابنا بالحزن، لأننا كنا أمام مشروع مهم وطموح، ولم يكن سيقتصر على شخصية واحدة، وهذا أمر كان يتكرر كثيرا وما يزال، فكم من المشروعات الكبيرة توقفت لأسباب مختلفة، منها ما تم تصوير بعضه، ومنها ما كان مجرد فكرة على ورق.
وعن مصير المادة الفيلمية التى تم تصويرها، توجهنا بالسؤال للمنتج طارق صيام الذى فجّر مفاجأة من العيار الثقيل، وقال: للأسف كل المادة الفيلمية التى تم تصويرها ضاعت، ولم أستطع العثور عليها، حيث تنقلت كثيرا خلال السنوات الماضية، وأثناء نقل الأثاث ومحتوى المكتبة وما إلى ذلك ضاعت أشياء كثيرة من بينها شرائط هذا العمل، التى كانت تحتوى على لقاءات مع شخصيات هامة مثل أحمد فؤاد نجم وعبد الرحمن الأبنودى وسمير خفاجى وسعيد صالح وعدد من المخرجين والفنانين.
وعن سبب توقف المشروع بعد حماسه له كمنتج، قال صيام: قبل أن نبدأ خطواتنا الأولى لتصوير فيلم وثائقى عن عادل إمام تواصلنا معه لعرض الفكرة عليه، ومن جانبه أبدى ترحيبا، وعليه شرعنا فى التنفيذ، وكنت حريصا أن أعرض عليه المادة الفيلمية التى كنا نصورها أولا بأول، وكنا متحمسين للغاية لهذا المشروع الذى يعد وثيقة تاريخية هامة لفنان كبير وبطل شعبى محبوب فى الوطن العربى كافة، لكن للأسف وأثناء مرحلة التنفيذ شعر عادل إمام أن الفكرة التى عرضناها عليه قبل التصوير قد تغيرت، وما تم تنفيذه لم يلق إعجابه فطلب إيقاف التنفيذ، واستجبت له وقمت بإيقاف التصوير.
ونفى طارق صيام أن يكون هذا القرار أثر على علاقته بالفنان عادل إمام، وقال: لم يحدث أبدا أن تأثرت علاقتى به بعد هذه الواقعة، لكن ما حدث انعكس على باقى حلقات المشروع الذى توقف تماما، فلم يعد ممكنا استكماله بعد هذه الواقعة.
جدير بالذكر أنه تم الانتهاء أخيرا من تصوير فيلم وثائقى عن الفنان عادل إمام من إنتاج قناة الوثائقية، يحمل عنوان «الزعيم ..رحلة عادل إمام» وهو كتابة إمام أحمد، وإخراج محسن عبد الغنى، وتم إنتاجه من جزأين، على أن يتم عرض الجزء الأول منه فى العاشرة مساء اليوم على قناة الوثائقية، والذى يتضمن لقاءات مع عدد كبير من أصدقائه وتلامذته الفنانين، من بينهم يسرا وإسعاد يونس ولبلبة وإلهام شاهين وشريف منير وخالد الصاوى وغيرهم.