رسالة ــ شمال سيناء



قال محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، إن المحافظة تسعى إلى جعل سيناء سلة الغذاء فى مصر من خلال زيادة رقعة الأراضى الزراعية وتحقيق التنمية ‏كهدف استراتيجى، مؤكدا على وجود تعاون كبير مع وزارة الزراعة ومركز بحوث الصحراء فى تنفيذ برنامج دمج أبناء سيناء فى التنمية ‏المتكاملة، فى إطار عودة الحياة لطبيعتها بالمنطقة.
وأضاف شوشة، فى حوار لـ«الشروق» على هامش ‏الزيارة التى قامت بها لمحافظة شمال سيناء، أنه يجرى الانتهاء من إقامة مدينة رفح الجديدة، لإقامة الأهالى بها، فضلا عن عودة مواطنين إلى قرى الشيخ زويد التى تركوها، مضيفا أنه سيتم توزيع التجمعات التنموية بوسط سيناء على المستحقين خلال احتفالات المحافظة بذكرى تحرير ‏سيناء وعيدها القومى، مع توفير حوافز جديدة لتشجيع المستثمرين على إقامة المشروعات على أرض المحافظة، ومنح تعويضات وبدائل مناسبة للمواطنين فى حرم ميناء العريش.

وإلى نص الحوار:

< ما هى آخر المستجدات بشأن عودة الأهالى إلى قراهم؟
ــ يجرى الانتهاء من إقامة مدينة رفح الجديدة، حيث تم الانتهاء من إقامة 84 عمارة سكنية، ويجرى ‏الانتهاء من إقامة 188 عمارة أخرى، لينتهى العمل بها فى نهاية العام الحالى، تمهيدا لإقامة أهالى رفح بها‎.‎
بالإضافة إلى ذلك، عاد المواطنون إلى قرى الشيخ زويد الذين تركوها، وأعطينا توجيهات ‏للجهاز التنفيذى بتقديم الخدمات للمواطنين، والتيسير عليهم، كما ندعم المزارعين بشتلات ‏الزيتون والمعدات الزراعية بالتنسيق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، مع استمرار صرف ‏التعويضات الخاصة بالمواطنين، سواء للمبانى أو المزروعات بعد زيادة التعويض بنسبة 50‏‎%.‎

< ومتى سيتسلم الأهالى التجمعات التنموية الجديدة؟
ــ سيتم توزيع التجمعات التنموية بوسط سيناء على المستحقين خلال احتفالات المحافظة بذكرى تحرير ‏سيناء وعيدها القومى فى الخامس والعشرين من شهر أبريل، حيث تم إنشاء 17 تجمعا فى ‏سيناء بتكلفة مليار و595 مليون جنيه لخدمة 550 أسرة، منها 10 تجمعات فى وسط سيناء و7 تجمعات ‏فى جنوب سيناء، حيث تحصل كل أسرة على منزل و5 فدادين للزراعة، و‏يجرى اختيار أماكن أخرى لإقامة تجمعات فى العريش والشيخ زويد ورفح، وسبق ‏إقامة 13 تجمعا للتنمية المتكاملة فى وسط سيناء عن طريق جهاز تعمير سيناء بتكلفة 75 مليون جنيه.‏

< وإلى أين وصلت تجهيزات المدينة الصناعية؟
ــ تنفيذا لقرار الرئيس، تم إنشاء منطقة للصناعات الثقيلة فى وسط سيناء على مساحة 78 ألف فدان، ‏ولدينا فى العريش منطقة حرفية تضم 47 ورشة جاهزة بالمعدات والأجهزة، وسيتم توزيعها على الشباب ‏فى 25 أبريل، إذ يعد كل تجمع متكامل المرافق والأنشطة التنموية، حيث يضم أراضى زراعية ‏مجهزة، ومنزلا، وديوانا، ومسجدا، ومدرسة تعليم أساسى، وساحة رياضية، ومجمع محلات، ومرافق خدمية ‏متنوعة، وأنشطة ومشروعات إنتاجية‎.‎

< كيف يستفيد المواطن السيناوى من التجمعات التنموية؟
ــ التجمعات التنموية تستهدف توطين 3.5 ملايين نسمة، ونستهدف الارتقاء بمستوى الموارد المتاحة وتدعيم ‏الهيكل الاقتصادى والاجتماعى والعمرانى والأمنى بها، إلى جانب المساهمة فى حل المشكلة السكانية ‏وتوفير المزيد من فرص العمل، وتشمل المساحة الإجمالية المخطط زراعتها خلال الطرح الأول لتلك ‏التجمعات 5705 أفدنة جاهزة للزراعة على مياه الآبار العميقة، و1141 مسكنا كاملة المرافق ‏والتجهيزات، فضلا عن إنشاء 3 مراكز للخدمات الزراعية المتكاملة لخدمة مشروعات التجمعات التنموية، وكذلك ‏الأنشطة الزراعية الحالية والمستقبلية بسيناء‎.‎

< فى إطار عودة الحياة لطبيعتها.. كيف ضبطت المحافظة آليات السوق؟
ــ اتخذنا عددا من الإجراءات لضبط الأسعار فى مختلف الأسواق، مع تفعيل الرقابة التموينية، بالتنسيق بين ‏مديرية التموين والتجارة الداخلية ومباحث التموين، فغلاء الأسعار غير مبرر، خاصة مع افتتاح ‏معرض «أهلا رمضان» فى العريش ‏وبئر العبد والشيخ زويد وغيرها من المدن، لتوفير السلع ‏التموينية ومستلزمات شهر رمضان الكريم بأسعار مناسبة، والتزام جميع التجار بالأسعار المحددة وفقا لآليات البيع، للحفاظ ‏على استقرار السوق.‏

< كيف يتم الاستفادة من الرقعة الزراعية بشمال سيناء؟
ــ نسعى لجعل سيناء سلة الغذاء فى مصر، من خلال زيادة رقعة الأراضى الزراعية وتحقيق التنمية ‏كهدف استراتيجى، وبدأنا بالمشروع القومى لتنمية سيناء عام 1994 وتوصيل مياه النيل إلى المنطقة عبر ‏ترعة السلام، التى تضيف مساحة 400 ألف فدانا إلى الرقعة الزراعية، منها 125 ألف فدان بالمحافظات ‏المجاورة، و275 ألف فدان داخل شمال سيناء، مع الاستفادة من محطة معالجة مياه بحر البقر ‏التى تضيف مساحة 600 ألف فدانا جديدة إلى زمام الأراضى الزراعية بالمحافظة، وسيتم البدء فورا ‏فى تنفيذ المرحلة الأولى لاستصلاح وزراعة مساحة 460 ألف فدانا يجرى إنشاء البنية الأساسية لها ‏وتجهيزها للزراعة‎.‎

< هل هناك تعاون مع وزارة الزراعة ومركز بحوث الصحراء؟
ــ هناك دور كبير لوزارة الزراعة ومركز بحوث الصحراء فى تنفيذ برنامج دمج أبناء سيناء فى التنمية ‏المتكاملة على أرض المنطقة، بتقديم ٢٥ ألف ‏شتلة زيتون توزع على المزارعين بالقرى، كما يقدم البرنامج ‏محطة تحلية مياه بقدرة ٨ أمتار يوميا على بئر زراعية بإحدى القرى، مع زراعة ٣ أفدنة بالنباتات الطبية، وتوزيع ٣٠ بطارية دواجن بالمشتملات، و٥٠ طنا من الأعلاف، و٥٠ رأسا من ‏الماعز الشامى، فضلا عن توزيع مبيدات زراعية لازمة لعملية الزراعة‎.‎

< وإلى أين وصلت المحافظة فى الارتقاء بالجانب الصحى؟
‏‎ــ تم تطوير مستشفى ‏العريش العام خلال الفترة الماضية بقيمة ١٣٤ مليون جنيه، حيث تم استحداث قسم القسطرة القلبية ‏والرنين بالتنسيق والتعاون مع معهد القلب القومى بالقاهرة، وقسمى الاستقبال والطوارئ، وقسم ‏النساء والولادة وجراحات اليوم الواحد، والعلاج الكيميائى كمرحلة أولى، ويجرى إنشاء مبنى الغسيل ‏الكلوى داخل المستشفى بقيمة ١٢٨ مليون جنيه، مع افتتاح وحدة العلاج الكيميائى لخدمة نحو ٧٠٠ ‏مريض كانوا يتكبدون مشقة السفر للعلاج فى القاهرة والمحافظات الأخرى، وهى الوحدة التى ‏أنشئت بالجهود الذاتية وبدعم من وزارة الصحة.

< ما آخر مستجدات المشاريع الاستثمارية بالمحافظة؟
ــ هناك 6 مشروعات مقدمة لإقامتها فى المنطقة الصناعية ببئر العبد والمنطقة الصناعية الحرفية ‏بالمساعيد بالعريش وفى منطقة نخل بوسط سيناء، من بينها التقدم لإقامة لإقامة وتشغيل ‏مصنع لإنتاج المنتجات البلاستيكية والأنشطة المكملة لها، بتكاليف استثمارية قدرها 120 ‏مليون جنيه.‏
تشمل المشروعات أيضا مصنعا آليا لإنتاج الطوب الإسمنتى والبلدورات بتكلفة 4.2 ‏ملايين جنيه، ومصنع لتحليل وتكرير وتنقية الرمل الزجاجى بتكلفة 8 ملايين جنيه، ومصنع لإنتاج زيت الزيتون بتكلفة استثمارية 7.6 ملايين جنيه، ومصنع لتقطيع الرخام والجرانيت بتكلفة ‏‏750 ألف جنيه، ومصنع لإنتاج طوب أسمنتى وبلاط بتكلفة 500 ألف جنيه.

< وكيف تتعاملون مع المستثمرين فى المنطقة؟
ــ هناك اهتمام من جميع أجهزة الدولة والمحافظة بتيسير الإجراءات أمام مختلف المستثمرين، والعمل ‏على توفير حوافز جديدة لهم لتشجيعهم على إقامة المشروعات على أرض المحافظة أسوة بما يتم مع ‏محافظات الصعيد، وطرح أراضى المنطقة الصناعية فى بئر العبدعلى عليهم وبدء عمليات ‏استثمارها طبقا للضوابط والاشتراطات المقررة، حيث تقدم لها عدد من المستثمرين فى مختلف ‏القطاعات وتجرى دراستها وإنهاء إجراءاتها.

< ماذا عن مشروعات المياه التى تخدم بها المحافظة المواطنين؟
ــ تم افتتاح مشروعات بقطاع المياه خلال الفترة الماضية بقيمة 50 مليون دولار من الوكالة الأمريكية ‏للتنمية، بهدف توجيه الاستفادة من المياه العذبة إلى مختلف مناطق المحافظة، كما أقيمت بالعريش ‏محطتان بالريسة بطاقة 15 ألف متر مكعب من المياه يوميا، ومحطتان بالمساعيد بطاقة 10 آلاف متر ‏مكعب يومى.
ويشهد العام الحالى الانتهاء من إنشاء أكبر محطة لتحلية مياه البحر فى إفريقيا ومنطقة ‏الشرق الأوسط بمنطقة غرب العريش بطاقة ١٠٠ ألف متر مكعب فى اليوم كمرحلة أولى، وتزداد فى ‏المرحلة الثانية لتصل إلى 300 ألف متر مكعب من المياه فى اليوم، حيث بدأنا فى المراحل التجريبية ‏ويجرى توصيلها بشبكة المياه والخط القادم من القنطرة لتغذية جميع أنحاء المحافظة من المياه العذبة ‏للشرب‎.‎
كما تم إنشاء محطتين لتحلية المياه فى رفح بطاقة 11.5 ألف متر مكعب فى اليوم، ومحطتين أخريين فى الشيخ زويد بطاقة 10 آلاف متر مكعب فى اليوم، وكذلك 4 محطات لتحلية مياه الآبار بوسط سيناء، ‏ومحطة تحلية مياه الآبار وخزانى مياه ببئر العبد، بخلاف إقامة آخر من الخزانات بالعريش ووسط ‏سيناء، و40 سيارة فنطاس بطاقة 10 أمتار مكعبة لكل سيارة، و10 سيارات بطاقة 30 مترا مكعبا ‏لكل سيارة لتوصيل المياه إلى المناطق المحرومة، وستقام محطة جديدة بمدينة بئر العبدالجديدة ‏لتغذيتها والقرى التابعة بالمياه‎.‎

< هل تم وضع خطة نهائية لشبكة المواصلات بالمحافظة؟
ــ تم تشغيل خطوط سير الأتوبيسات الجديدة المقدمة كهدية من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وتحديد ‏قيمة استخدام الأتوبيسات كمرحلة أولى سواء للعملية التعليمية أو للمواطنين بين 40 و30 و20 و‏‏10 جنيهات، وسيتم مراجعة القيمة أو إعادة تقديرها لتتناسب مع المواطنين، وخطوط ‏الاتوبيسات هى: نخل/ العريش، نخل/ السويس، الحسنة/ العريش، الحسنة/ الإسماعيلية، العريش/ ‏نخل، العريش/ الشيخ زويد، العريش/ الحسنة، العريش/ الروضة، العريش/ وادى العمرو، والعريش/ ‏القسيمة‎.‎

< إلى أين وصل مخطط إنشاء ميناء العريش؟
ــ إنشاء ميناء كبير بالعريش سيحدث انتعاشة اقتصادية كبيرة بشمال سيناء، بجانب توفير فرص عمل ‏لأبناء سيناء، وتم عقد 6 لقاءات موسعة مع المواطنين المقيمين فى حرم الميناء، بحضور القيادات ‏الشعبية وأعضاء المجموعة البرلمانية، لمناقشة من البدائل والتعويض المناسب للمواطنين، فالقيادة السياسية ارتأت زيادة مساحة الميناء من ٣٧١ فدانا بالقرار الجمهورى رقم ‏‏٣٣٠ لسنة ٢٠١٩ إلى ٥٤٢ فدانا بالقرار رقم 465 لسنة 2021‏، لتحقيق الأهداف المرجوة من ‏إنشائه.
ونفذت لجان مشكلة من مختلف الجهات حصرا شاملا لمنطقة الميناء، مع الالتزام بخطوط التنظيم وعدم ‏الاعتداء على حرم البحر والطريق، وأظهرت نتيجة الحصر أن المنطقة تضم ١٠٥٠ مبنى سكنيا، و٣٢ مبنى ‏لأغراض تجارية، أى بإجمالى ١٠٨٢ مبنى، مضافا إليها ٢٣ مبنى حكوميا، ليصل إجمالى المبانى ‏بالمنطقة إلى ١١٠٥ مبان، بجانب تسجيل ١٤٩ قطعة أرض مسورة ‏وأراض فضاء بإجمالى مساحة مليونين و٢٧٦ ألفا و١٣٣مترا‎.‎
هيئة عمليات القوات المسلحة ــ بمشاركة ١٢ جهة مسئولة – عقدت ٤ اجتماعات ‏لفحص البدائل المطروحة لتوسعة الميناء مع الأخذ فى الاعتبار الجانب الأمنى، حيث أوصت اللجنة ‏بعدم جدوى هذه البدائل مع تخصيص نسبة من فرص العمل بالميناء لتعويض أهالى المنطقة، حيث ‏أصدرت تقريرا فى 6 صفحات ضاعفت فيه أسعار الأراضى بالمنطقة، بحيث أصبح سعر المتر للأراضى ‏المسجلة بالشهر العقارى مبلغ ١٠٠٠ جنيه للمتر، وسعر أراضى تقسيم المحافظة ٧٠٠ جنيه للمتر، أما ‏الأراضى المسجلة بعقد ابتدائى وبها رخصة سيتم التعويض فيها بمبلغ ٥٠٠ جنيه للمتر، والأرض الفضاء ‏يتراوح سعر المتر فيها من ١٠٠ إلى ٢٠٠ جنيه.
وتم تقدير أسعار المبانى والمنشآت، مع الأخذ فى الاعتبار ارتفاعات الأسعار طبقا لآخر تقدير فيما يخص ‏عمارات الريسة المزمع إنشاؤها، التى وضعت مبلغا مقدرا لسعر متر المبانى بمبلغ ٣٤٥٠ جنيه، ارتفع إلى ٣٥٠٠ جنيه للمتر، وأتيح للمواطنين البناء على قطعة أرض ضمن التقسيم الذى تم ‏تخطيطه، مع وضع تسهيلات كبيرة للبناء، حيث سيتم البناء وفقا للقانون ١١٩ القديم وليس وفقا للقانون ‏الجديد، تيسيرا على المواطنين.
كما تم توفير بدائل للتعويض، منها إنشاء ٦ عمارات بحى الريسة، ‏كل منها تحتوى على ٢٠ وحدة سكنية، بإجمالى ١٢٠ وحدة سكنية، وتوفير تقسيم أراض بمساحات ‏من ١٢٠ إلى ١٣٠ متر للراغبين من المقيمين بمنطقة الميناء، لذا ندعو المواطنين من أهالى منطقة الميناء إلى ‏التفكير برؤية مستقبلية فى هذا المشروع الكبير والأهداف المرجوة منه، حيث يعد نقلة اقتصادية كبيرة ‏ستعود بالنفع الجميع.