حكايات القصور.. الحلقة الأولى: «كرافتة» الملك فاروق والمطربة الفرنسية - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 3:40 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات القصور.. الحلقة الأولى: «كرافتة» الملك فاروق والمطربة الفرنسية

كتب- حسام شورى
نشر في: الخميس 17 مايو 2018 - 1:45 م | آخر تحديث: الخميس 17 مايو 2018 - 2:43 م

تبدأ «بوابة الشروق» من اليوم غرة شهر رمضان الكريم، نشر حلقات مسلسلة تروي طرائف ولطائف من حياة حكام مصر في العصر الحديث، من واقع حكايات موثقة كتبها أشخاص معاصرون لهم في مذكراتهم أو كتبهم السياسية، أو رواها الحكام عن أنفسهم.

ولا ترتبط «حكايات القصور»، بأحداث خاصة بشهر رمضان، وإن كان بعضها كذلك، كما لا تقتصر «الحكايات» على القصص ذات الطابع الفكاهي، أو المفارقات التي تعكس جوانب خفية في كل شخص، بل يرتبط بعضها بأحداث سياسية واجتماعية مهمة في تاريخ مصر.

وستنشر «الشروق» حلقة جديدة من هذه السلسة على مدار أيام رمضان.

وإلى الحكاية الأولى
----------------------
كان من المعروف عن الملك فاروق ولعه بالسهر والمرح وإقباله على الحياة، ورفضه للقيود التي تفرضها مقتضيات الملابس الرسمية، فكان يتحمس لحضور أي حفل أو موقف يجعله متحررا منها، إلا أنه كان لديه وجهة نظر في رابطة العنق «الكرافتة».

كان الملك فاروق يمقت «كرافتات» ملابس السهرة الجاهزة مقتا شديدا، وكان يقول إن: «الرجل الذي يعرف كيف يلبس يعقد بيده رباطة عنقه عند ارتدائه ملابس السهرة»، وكان يعقدها بنفسه بسرعة مدهشة، وهو ما كان يدفعه إلى انتقاد من يشترونها جاهزة.

وعندما كان الملك في زيارة إلى بلدة «دوفيل» الفرنسية، قرر أن يستمع للفنانة الفرنسية «باتاشو» «1918-2015»، والتي كانت تغني في تياترو وكازينو في بلدة تروفيل الفرنسية، بصحبة جماعة من ضيوفه وأصدقائه، وكان معروفا عن «باتاشو»، أنها تغني الأغاني الشعبية الفرنسية الشائعة وتطلب من الحاضرين أن يشتركوا معها في ترديد الغناء، وتنذر بالعقاب كل من يحجم عن الغناء أو لا يغني بقوة.

وكان شكل هذا العقاب هو أن تقص «كرافته» من امتنع عن ترديد الأغاني وراءها بمقص كبير وتعلق كل «الكرافتتات المقصوصة» على حبل كبير وسط القاعة، تتدلى منه مئات الكرافتات المقطوعة من كل الألوان والأنواع، فيتعالى الضحك من كل مكان ويشتد الهرج والمرج، ويكون صاحب الكرافتة المقصوصة وأصدقاؤه أول الضاحكين.

وتوقع «فاروق» وهو يتأهب للذهاب إلى تلك السهرة أن «ليدي باتاشو» لن تتردد في توقيع «العقوبة» المعروفة عليه إذا رأته لا يغني، فأخذ معه «كرافتة» أخرى للسهرة على سبيل الاحتياط وخبأها في جيبه دون أن يشعر أحدا بذلك.

وحدث ما توقعه «فاروق» ولمحته «باتاشو» وهو لا يشارك الحاضرين في الغناء، وأسرعت إليه وقالت له باسمة: «أراني يا سيدي مضطرة لتوقيع العقوبة عليك».

وقبل أن تخرج مقصها من جيبيها كان «فاروق»، قد فك «كرافتته» وأخرجها من قميصه وناولها إياها فأخذتها شاكرة واستدارت متجهة إلى المسرح لعرض كرافته الملك، على الحبل ليراها الحاضرين، وفي اللحظة التي وتوجهت فيها «باتاشو» إلى المسرح أخرج الملك من جيبه «كرافتته» التي أحضرها بدلا من الأولى، وعقدها بسرعة فائقة، وبعد أن لمحه الحاضرون أغرقوا في الضحك وصفقوا تصفيقا شديدا إعجابا بهذه المناورة!

- المصدر: كريم ثابت، «ملك النهاية-فاروق كما عرفته»، دار الشروق



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك