قطعة بحرية شاهدة على أحداث تاريخية، لم تشارك في أية حروب لكنها خالدة بظهورها في الأحداث الأهم في تاريخ مصر القديم والحديث، "يخت المحروسة" أقدم وأعرق القطع البحرية التي حملت الملوك والأمراء والرؤساء المصريين وضيوفهم عبر التاريخ.

ومر أمس الجمعة، 149 عامًا على افتتاح قناة السويس عام 1869، وضم الحفل الذي أعده الخديو إسماعيل العديد من الملوك والأمراء، وشهد الحفل مرور "يخت المحروسة" كأول قطعة بحرية تمر عبر قناة السويس، حاملة على متنها ملوك وأمراء أوروبا مثل "أمير وأميرة هولندا، ولي عهد ألمانيا الأمير فريدريك، الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا، وإمبراطور النمسا فرنسوا جوزيف".

وقبل ثلاث سنوات في أغسطس 2015، سجل يخت المحروسة نفسه كشاهد على حدث وإنجاز جديد للمصريين، إذ كان اليخت شاهدًا على افتتاح قناة السويس الجديدة، حاملاً على متنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وضيوفه، وكان اليخت هو أول سفينة تمر عبر قناة السويس الجديدة.

يخت المحروسة منذ بنائه في أبريل 1865، على يد شركة "سامودا" الإنجليزية، بأمر من الخديو إسماعيل، كان شاهدًا على العديد من الأحداث الهامة والفارقة في تاريخ مصر؛ حيث أقل أمراء إلى المنفى وكان شاهدًا على العديد من الاحتفالات.

كانت أول عملية إبحار لليخت، في أغسطس 1865، عندما انتهت الشركة الإنجليزية من بنائه، حيث أبحر اليخت من ميناء لندن إلى ميناء الإسكندرية.

واليخت كان يتبع ديوان الملكية مباشرة، وكذلك كل المكاتبات الخاصة به وطلبات التوظيف والعمالة كانت تتم من خلال الديوان فقط وليس أي جهة أخرى، وكان اليخت مخصصًا للملك وكان يُستخدم فى رحلات زيارة مدن الصعيد وجنوب مصر.

ويرسو اليخت حاليًا قبالة شاطيء قصر"رأس التين" بالإسكندرية، وعقب ثورة 1952، غيرت الحكومة المصرية اسم يخت وأصبح "الحرية" إلى أن جاء الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عام 2000 وأمر باسترجاع اسم اليخت الأصلي الذي عُرف به "المحروسة".

استخدم الخديو إسماعيل اليخت أول مرة عام 1868 متجهًا إلى باريس لحضور المعارض المقامة هناك في تلك الفترة، وخلال استعدادات مصر لحفل افتتاح قناة السويس أبحر به الخديو لدعوة ملوك وأمراء أوروبا لحضور الحفل، وكان اليخت عام 1869 أول من عبر افتتاح قناة السويس.

وظل اليخت لا يُستخدم طيلة عشر سنوات حتى عام 1879، حيث أبحر الخديو إسماعيل، إلى ميناء نابولي في إيطاليا، بعد عزله عن حكم مصر، وفي 1914 نقل اليخت الخديو عباس حلمي الثاني إلى منفاه بالآستانة في تركيا.

وخرج اليخت مرتين من مصر بأوامر من الملك ليأتي بضيوف من بلادهم إلى مصر، ففي عام 1939 جاء على متنه محمد رضا بهلوي شاه إيران الأسبق، خلال رحلته إلى مصر لعقد قرانه على الأميرة فوزية، وعام 1946 توجه اليخت إلى ميناء جدة ليأتي على متنة الملك عبد العزيز آل سعود ملك السعودية في زيارته لمصر، ثم عاد به اليخت الى ميناء جدة عقب انتهاء الزيارة.

وعقب ثورة يوليو 1952، غادر به الملك فاروق الأول إلى منفاه في إيطاليا، وأبدى وقتها رغبته في الاحتفاظ به لكن الحكومة المصرية وقتها رفضت طلبه.

واستخدم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، اليخت خلال الافتتاح الثاني لقناة السويس في يونيو 1975، وبعدها بعام أبحر اليخت إلى أمريكا للاحتفال بالعيد الـ200 لاستقلال الولايات المتحدة.

إلى أن أقل اليخت عام 2015 الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال افتتاح قناة السويس الجديدة.