أطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن حملته الانتخابية لعام 2024، أمس السبت، بالتركيز على الاقتصاد، وتجاهل ذكر خصمه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، الطامح في العودة إلى البيت الأبيض.
واستغل بايدن الحدث في ولاية بنسلفانيا للإشادة باستثمارات إدارته في البنية التحتيّة والتقنيّات المتطوّرة، داعياً إلى ضرائب أكبر على الشركات الكبيرة وأصحاب المليارات.
وقال بايدن، في مركز المؤتمرات في مدينة فيلادلفيا أمام جمهور من النقابيّين: "لا مانع من كونهم أصحاب مليارات. عليهم فقط دفع نصيبهم العادل. ببساطة حان الوقت للشركات الكبيرة وفاحشي الثراء ليبدأوا في دفع نصيبهم العادل"، وفقا لموقع "العربية.نت" الإخباري.
وأضاف الرئيس الأمريكي: "الاستثمارات التي قمنا بها خلال السنوات الثلاث الماضية، لديها القدرة على تغيير هذا البلد في العقود الخمسة المقبلة"، مشيراً إلى "قانون الرقائق والعلوم" الذي يُوفّر نحو 53 مليار دولار للإنتاج والبحث في قطاع الشرائح الإلكترونيّة، و"قانون خفض التضخّم" لدعم الاستثمار في الطاقة الخضراء.
وخلال التجمع، احتفى بايدن بإنجازاته الداخلية، مشيراً إلى أنها قادت النمو الاقتصادي والوظائف والمكاسب للطبقة الوسطى.
كما استشهد بالقوانين التي تم إقرارها خلال أول عامين من توليه منصبه، بما في ذلك حزمة المناخ والصحة والضرائب والتمويل الجديد للبنية التحتية وتصنيع أشباه الموصلات.
ورأت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن تركيز بايدن على الاقتصاد يهدف إلى مساعدته في تصوير الانتخابات وكأنها خيار بينه وبين الحزب الجمهوري.
ونقلت وكالة "بلومبرج" عن بايدن تحذيره من أن الجمهوريين سيتراجعون عن السياسات التي قال إنها "أنقذت الاقتصاد الأمريكي"، وقوله إن فوز الجمهوريين عام 2024 يعني أنهم "سيهاجمون وظائفكم" من خلال التراجع عن إصلاحاته.
وفي نفس السياق، أفادت "بلومبرج" بأن بايدن لم يأت على ذكر ترامب خلال التجمع، لكنه قارن بدلا من ذلك برنامجه مع أجندة ترامب، حيث اعتبرت أن هذا التصرف يشير إلى أن الرئيس الأمريكي يريد وضع القضايا الاقتصادية، بدلاً من الخلافات القانونية، في قلب حملته للفوز بولاية ثانية.
وقالت "بلومبرج" إن بايدن حرص خلال التجمع على عدم التعليق على التهم الجنائية الموجهة إلى سلفه؛ خوفاً من أن يؤدي الأمر إلى دعم مزاعم الحزب الجمهوري بأنَّ الملاحقة القضائية مدفوعة سياسية، فضلاً عن كونه يواجه أيضاً تحقيقاً فيدرالياً يتعلق بحيازته وثائق سرية.
وكان تجمع، السبت، بمثابة فرصة لبايدن، الذي يطلق على نفسه "أكثر رئيس مؤيد للنقابات في تاريخ الولايات المتحدة"، لتحفيز ناخبي الطبقة العاملة الذين ساعدوه في فوزه في 2020، ومواجهة مخاوف الديمقراطيين بشأن الحماس الضعيف للرئيس (80 عاما) الذي يعد الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة.
وقال سيث هاريس، كبير مستشاري بايدن لشئون العمل السابق في البيت الأبيض، إنَّ رسالة الرئيس يمكن أن تلقى صدى أيضاً لدى الناخبين غير الحاصلين على تعليم جامعي، والذين لا ينتمون إلى نقابات، مضيفاً أنه "يحاول أيضاً زيادة أعداد ناخبيه بين أعضاء النقابات".