المهندس عبدالله سلام الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب للشركة: السعودية تسعى للاستفادة من التجربة المصرية فى قطاع التطوير العقارى
السوق المصرية ما زالت الأكبر والأكثر نموا وتستحوذ على أولويات توسع الشركة
مبيعات «مدينة مصر» فى الربع الثالث من العام تعكس نموا حقيقيا فى عدد الوحدات المباعة
وقعنا عقود إنشاءات جديدة بقيمة ٣٫٧ مليار جنيه قد تصل إلى ٥ مليارات جنيه قبل نهاية العام

بدأت شركة مدينة مصر اتخاذ خطوات جدية لدراسة دخول السوق السعودية فى إطار خطة الشركة لتعزيز خطتها للتواجد فى الأسواق الخارجية، تبعا لتصريحات المهندس عبدالله سلام الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب للشركة.
وقال سلام لـ«مال وأعمال ــ الشروق» إن الشركة ستقوم بزيارة إلى المملكة العربية السعودية خلال هذا الأسبوع وإجراء مباحثات مع مستثمرين قطاع خاص ومسئولين بوزارة الإسكان السعودية للاطلاع على الفرص المناسبة فى الرياض وجدة.
تابع: ما زلنا فى المرحلة الأولية لدراسة السوق السعودية ونعتقد أن المشاركة هى الآلية الأفضل مع شريك سعودى والحل الأمثل، مشيرا إلى أن التقارب المجتمعى والثقافى بين مصر والسعودية يسهل من عمل المطور المصرى ويمنحه أفضلية لنقل التجربة المصرية فى التطوير العقارى داخل المملكة العربية السعودية.
وأوضح سلام أن الجهات المعنية السعودية تدعو مدينة مصر ليس من أجل ضخ استثمارات بالسوق وإنما للاستفادة من الخبرات المصرية فى القطاع العقارى؛ مشيرًا إلى أن الكيانات المحلية ذات سمعة جيدة هناك.
وقال سلام إن توجه الشركات المصرية للأسواق الخارجية كحل لمواجهة الأزمات الاقتصادية الحالية، قد يحولها إلى شركات إقليمية لديها تواجد فى عدة أسواق مثل السعودية والإمارات، مشيرا إلى أن الدخول إلى السوق السعودية ثم المرور إلى العالمية مهمة صعبة تحتاج إلى دعم من مؤسسات الدولة بهدف الاستفادة من أكبر عائد للبلد عن طريق استقطاب العملة الصعبة بالإضافة إلى استفادة قطاع السياحة والعمالة المصرية بالخارج.
«ما زالت السوق المصرية هى الأكبر والأكثر نموا وتستحوذ على تركيزنا الأساسى للتوسع والنمو» قال سلام.
وتعليقا على نتائج أعمال «مدينة مصر» خلال أول تسعة أشهر من عام ٢٠٢٣، قال سلام إن الشركة استطاعت تحقيق مبيعات تعاقدية فى الربع الثالث بقيمة ٩٫٦ مليار جنيه وهى الأعلى فى تاريخ الشركة.
وأرجع سلام هذا النمو غير المسبوق فى مبيعات الشركة إلى طرح منتجات مبتكرة ومتنوعة التى لاقت إقبالا من المشترين بالرغم من تجاوز أسعار بعض الوحدات المعروضة.
وأكد سلام أن الشركة لم تقم بأية زيادات فى الأسعار خلال الربع الثالث الذى عكست مبيعاته النمو الحقيقى فى زيادة عدد الوحدات المباعة.
«النمو فى المبيعات يمثل تحديا والتزاما على الشركة ولذلك نسارع الزمن فى إسناد عقود المقاولات والإسراع بمعدلات الإنشاء» قال سلام، مشيرا إلى أن الشركة تتبع سياسة تحوط تتمثل فى مراجعة دورية للتسعير وتكوين مخصصات وتقليل الفترات الزمنية بين البيع والتنفيذ والإسناد إلى المقاول، وتسعى الشركة فى مشروعها الجديد «تاج فيل» أن تسلم بعد عامين من الإعلان عن المشروع وتعميم التجربة على مشروعاتها الكبرى.
وخلال فترة أول تسعة أشهر من عام 2023 سجلت «مدينة مصر» مبيعات تعاقدية قياسية بقيمة 14.9 مليار جنيه وهو نموّ سنوى بمعدّل 121.9%، بفضل إطلاق مشروعات جديدة وارتفاع معدل مبيعات الوحدات.
وقال سلام إن «مدينة مصر» أنفقت نحو ١.٥ مليار جنيه فى الأعمال الإنشائية خلال أول ٩ شهور من العام الجارى، فى حين قامت بإبرام عقود أعمال الإنشاءات الجديدة بقيمة ٣٫٧ مليار جنيه قد تصل إلى ٥ مليارات جنيه قبل نهاية العام.
أضاف أن عقود الإسناد مع المقاولين تصل مدتها من عام إلى عامين للإسراع بالتنفيذ، مشيرا إلى أن الشركة لديها ميزانية ضخمة للإنشاءات خلال العام القادم.
وحسب نتائج أعمال الشركة خلال أول تسعة أشهر من العام الحالى، فقد بلغ إجمالى الاستثمارات بأعمال الإنشاءات والبنية التحتية بالمشروعات القائمة 1,5 مليار جنيه مقابل 1,3 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام السابق، وهو ما يعكس زيادة الاستثمارات فى المشروعات الجارية للشركة وفى مقدمتها مشروع تاج سيتى. وبلغ إجمال عقود الإنشاءات الجديدة 3.7 مليار جنيه كما فى 30 سبتمبر 2023. وخلال الربع الثالث من عام 2023، بلغت قيمة أعمال الإنشاءات والبنية التحتية بالمشروعات القائمة 596.6 مليون جنيه، مقابل 542.0 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام السابق.
«هدفنا زيادة حجم عقود الإسناد والوصول إلى عدد تسليمات غير مسبوقة خلال السنوات القادمة» حسب تصريحات سلام، مشيرا إلى أن تراجع عدد التسليمات خلال العام الجارى كان متوقعا لدى الشركة وهو ما تعمل على زيادته فى الربع الأخير من العام.
وقامت «مدينة مصر» بتسليم 792 وحدة خلال أول تسعة أشهر من عام 2023، وهو تراجع سنوى بمعدل 28.8%، نظرًا لزيادة عدد الوحدات الجاهزة للتسليم. وخلال الربع الثالث من 2023 منفردًا، نجحت الشركة فى تسليم 314 وحدة، وهو نمو سنوى بمعدل 11.7%.
واستطاعت «مدينة مصر» بيع ٦٠٪ من مشروع «تاج سيتى» أكبر مشروعاتها وأسندت للمقاولات ما يعادل ٨٠٪ من مبيعاتها.
وعن توقعاته للأسعار وآليات التحوط التى تقوم بها الشركة من احتمالات زيادة الأسعار، قال سلام إن الشركة تقوم بمراجعة دورية للتسعير وعلى الرغم من حالة الضبابية فإن الشركة تتبنى استراتيجية استمرار البيع وعدم التوقف مع إمكانية إجراء تعديلات فى أنظمة السداد والدفعة المقدمة لاستيعاب أية زيادة بالأسعار، بالإضافة إلى التعاقد على شراء خامات ومواد بناء تكفى احتياجات الشركة لمدة لا تقل عن عام.
أضاف سلام أن زيادة الأسعار أمر لابد منه وهو فى صالح السوق طالما كانت فى مستوياتها الطبيعية، ما بين ١٠ ــ ١٥٪ مع بداية العام الجديد وفى حالة حدوث متغيرات جوهرية على التكلفة مثل زيادة الفائدة والتعويم سيترتب على ذلك قفزات كبيرة فى الأسعار، مشيرا إلى أن الشركة قامت بزيادة أسعارها منذ بداية العام وحتى الوقت الراهن ٦٠٪.
وبالنسبة لتجربة الشركة فى محافظة أسيوط، قال سلام إن «مدينة مصر» لديها نظرة مختلفة لمشروع «زهو أسيوط» تحاول من خلاله استكشاف سوق الصعيد ومحافظات الأقاليم، حيث نعمل بحرص فى المبيعات ونحرص على معرفة انطباع المشترين والأخذ بآرائهم والإسراع بالإنشاءات لجذب العملاء.
ويعد «زهو أسيوط» باكورة مشروعات الشركة خارج القاهرة ويقع فى منطقة غرب أسيوط على مساحة تبلغ 104 أفدنة، ويضم أكثر من 1250 وحدة سكنية.
وفى إطار سعيها للابتكار قامت «مدينة مصر» بإطلاق منصة «مدينة مصر إنوفيشن لابس» ذراع الشركة الجديدة للبحث والتطوير والابتكار من أجل تحقيق رؤية الشركة الهادفة إلى تقديم أحدث الحلول الرقمية فى مجال التطوير العقارى. كما طرحت الشركة منصة «طوبة» التى تقدم فكرة جديدة أحدثت طفرة فى مجال الشراء والاستثمار العقارى فى مصر، وهى شهادة على مساعى الشركة المستمرة للاستفادة من الأدوات الرقمية وتلبية احتياجات وطموحات عملائها.