أفادت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، بأن الجيش الروسي استهدف القوات المسلحة الأوكرانية، في اتجاه كراسنوارميسك، وكبّدها خسائر فادحة في العدة والعتاد.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان صحفي أوردته وكالة أنباء (سبوتنك)، اليوم/السبت/:"دمر طاقم مدفع من طراز "إم-46" تابع لفرقة الدبابات 90 التابعة لقوات مجموعة "المركز" الروسية، معقلا مموها للقوات المسلحة الأوكرانية في اتجاه كراسنوارميسك، في منطقة العمليات العسكرية الخاصة".
وأوضحت أن إطلاق النار تم من موقع مغلق مع ضبط إطلاق نار مستمر من قبل أطقم طائرات الاستطلاع المسيرة.. مشيرة إلى أن طاقم المدفع انتقل إلى مواقع إطلاق النار، وقام بالتصويب على الهدف الأوكراني؛ ما أدى إلى تدميره وتحييد عسكريين أوكرانيين كانوا فيه.
أوكرانيا.. اتفاق معلق على خيوط المصالح
فى دهاليز العواصم الكبرى، يُصاغ وهم السلام بأيدٍ ترتجف من حسابات الربح والخسارة. ومنذ أن عاد دونالد ترامب إلى المكتب البيضاوى فى يناير 2025، استعادت واشنطن لهجتها الحادة وسعت لتقمص دور صانع السلام بين كييف وموسكو بدعوى الرئيس القادر على صنع السلام فى ٢٤ ساعة وهو ما ردده خلال الحملة الانتخابية، لكن الحقيقة أن كل مفاوضة كانت تولد من رحم أزمة وتُدفن فى مقبرة الشكوك. ما بين قاعات الرياض وأروقة لندن ودهاليز جدة وصولاً إلى صقيع سانت بطرسبرج، لم تكن جولات الحوار سوى محاولة لتجميل واقع دموى بلغة دبلوماسية رخوة.
أوكرانيا غائبة حينًا، ومهمّشة أحيانًا، والبيت الأبيض يدير الأوركسترا بمستشارين جدد، على رأسهم ستيف ويتكوف، رجل الصفقات الذى يحاول هندسة هدنة لا أحد يثق بصلابتها. أما موسكو، فتناور كعادتها، تطلق إشارات وتكتم النوايا. أوروبا تراقب، تعترض، وتُقصى. والمحللون من كل حدب وصوب يختلفون فى التوصيف، لكن يتفقون فى الشك: هل ما يُنسج اليوم هو سلام حقيقى... أم نسخة جديدة من سراب دولى يُعاد تدويره؟
الخطاب العلنى الذى يركّز على الدفاع عن السيادة الأوكرانية، لا يمكن إغفال البعد الاستراتيجى الذى يحكم التحرك الأمريكى فى هذا الملف. أوكرانيا ليست فقط حليفة محتملة فى مواجهة موسكو، بل تمثل أيضًا بوابة جيوسياسية لا تقدّر بثمن على حدود روسيا، وساحة نفوذ مستقبلية لمن ينجح فى إعادة تشكيلها بعد الحرب.
تدرك واشنطن جيدًا أن تثبيت موطئ قدم دائم فى كييف يمنحها أوراق ضغط طويلة المدى فى معادلة الأمن الأوروبى والهيمنة الإقليمية من خطوط الغاز إلى قواعد الناتو المؤجلة، ومن إعادة الإعمار إلى عقود الدفاع، تُطل المصالح الاقتصادية والعسكرية برأسها خلف ستار «الدبلوماسية».
وفى ظل هذا التعقيد، تصبح مفاوضات السلام ساحة مزدوجة: علنية للتهدئة... وسرية لتقسيم النفوذ. والأرض التى تُقصف اليوم، تخطط شركات أمريكية لأن تستثمر فى إعمارها غدًا.
وبعيدًا عن الشعارات، تدور فى الكواليس مفاوضات غير معلنة تتعلق بالسيطرة على الموارد الطبيعية الحيوية فى أوكرانيا، وعلى رأسها المعادن النادرة مثل التيتانيوم والليثيوم، التى تمثل ثروات استراتيجية للعقود المقبلة. هذه المعادن ليست مجرد مواد خام، بل هى مفاتيح القوة فى صناعات التكنولوجيا والتسلّح والطاقة النظيفة. ومع تزايد حاجة الغرب إلى بدائل عن الصين وروسيا، تبدو أوكرانيا كنزًا لا يمكن تفويته.