-واردات الذهب الهندية انخفضت إلى أدنى مستوى لها في 14 شهرًا في يونيو
-تباطؤ الطلب على المجوهرات وسط ركود موسمي وضغوط أسعار.. واستمرار مشتريات الاستثمار
كشف مجلس الذهب العالمي، أن صناديق الذهب المتداولة الهندية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في التدفقات الداخلة خلال شهر يونيو، متجاوزةً نظيراتها في آسيا، مدفوعًا بتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مما عزز سمات الذهب التقليدية المرنة والاستراتيجية.
وبحسب المجلس، ارتفع صافي التدفقات فى الهند إلى 20.8 مليار روبية هندية بما يعادل 242 مليون دولار أمريكي، وهو أعلى تدفق شهري منذ يناير 2025، وثاني أكبر تدفق على الإطلاق، كما استمر هذا الزخم حتى شهر يوليو، حيث سُجلت تدفقات جيدة في الأيام العشرة الأولى من الشهر.
وتُظهر بيانات جمعية صناديق الاستثمار المشتركة في الهند، أن الأصول التراكمية المُدارة في صناديق الذهب المتداولة الهندية ارتفعت إلى 648 مليار روبية هندية بما يعادل 7.5 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 88% على أساس سنوي.
ووفق للمجلس، ارتفع إجمالي احتياطيات الذهب الهندية إلى 66.7 طنًا، مع إضافة طنين من الذهب في شهر يونيو، و9 أطنان في النصف الأول من عام 2025، وهي أكبر إضافة نصف سنوية مسجلة على الإطلاق.
كما حافظت مشاركة المستثمرين على قوتها، حيث فُتح 280 ألف حساب جديد "أو محفظة" خلال شهر يونيو، بزيادة 27% على أساس شهري، و41% على أساس سنوي، ليصل إجمالي عدد الحسابات إلى 7.65 مليون حساب. ويؤكد توسع قاعدة المستثمرين الدور الاستراتيجي المتنامي للذهب في المحافظ الاستثمارية الهندية.
وأضفا المجلس، أن بنك الاحتياطي الهندي استأنف عمليات الشراء بزيادة طفيفة في مشترياته من الذهب في يونيو، وذلك بإضافة طفيفة بلغت 0.4 طن، وهي الأولى له منذ مارس. وبهذا، ارتفعت احتياطيات الهند من الذهب إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 880 طنًا.
وأوضح أن وتيرة تراكم الذهب تباطأت في عام 2025 مقارنةً بالسنوات السابقة، ففي النصف الأول من العام، وأضاف بنك الاحتياطي الهندي 3.8 أطنان فقط، وهو أدنى معدل للنصف الأول من العام في 6 سنوات، ويمثل انخفاضًا عن 37.1 طن في النصف الأول من عام 2024، عندما بلغ متوسط المشتريات الشهرية 6.1 طن، مضيفا أن هذا التراجع يعكس نهجًا أكثر تحفظًا من جانب بنك الاحتياطي الهندي، متأثرًا بارتفاع أسعار الذهب العالمية، مشيرا إلى أن دور الذهب ازداد في احتياطيات الهند من النقد الأجنبي، ويمثل الآن 12.1% من إجمالي الاحتياطيات، بزيادة عن 8.7% قبل عام، وهي أعلى نسبة مسجلة.
-انخفاض حاد في الواردات
وأضاف المجلس، أن واردات الذهب الهندية انخفضت في يونيو إلى أدنى مستوى لها في 14 شهرًا، مواصلةً انخفاضها للشهر الثالث على التوالي، وبلغت قيمة الواردات 1.8 مليار دولار، بانخفاض 26% على أساس سنوي و28% على أساس شهري.
وأوضح أن حجم واردات الذهب في يونيو الماضي تراوح بين 19 و24 طنًا، وهو انخفاض كبير مقارنةً بـ 31 طنًا المسجلة في مايو السابق، وقد ضغط ارتفاع الأسعار المستمر على الطلب، مما أدى إلى تراجع الواردات.
وحافظ الذهب على استقراره في يونيو، ثم انتعش في أوائل يوليو. فقدت أسعار الذهب زخمها مع نهاية يونيو، لتختتم الشهر بمكاسب متواضعة بلغت 0.3% عند 3.287 دولار للأوقية، بعد أن حظيت الأسعار بدعم من ضعف الدولار، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، وانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وزيادة التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب. إلا أن تنامي الإقبال على المخاطرة بين المستثمرين حدّ من أي ارتفاع إضافي.
كما ادى تجدد ظهور مخاطر التجارة إلى ارتفاع أسعار الذهب في يوليو، مسجلةً مكاسب شهرية بنسبة 2%، ويبرز أداء الذهب منذ بداية العام، حيث ارتفعت أسعاره بنسبة 28% .
وأشار المجلس إلى أن الطلب على المجوهرات فى الهند انخفض بسبب الضعف الموسمي في يونيو وأوائل يوليو الماضي، عقب انتهاء موسم الزفاف، كما أدى استمرار ارتفاع أسعار الذهب إلى مزيد من تراجع الطلب، مما دفع المستهلكين إلى تأجيل المشتريات غير الضرورية واللجوء إلى بدائل أكثر تكلفةً مثل المجوهرات خفيفة الوزن، أو قليلة القيراط، أو المرصعة بالجواهر، كما استمر اتجاه استبدال المجوهرات القديمة لإدارة التكاليف في اكتساب زخم وفقًا لتقارير السوق.
وأوضح المجلس، أن الشراء الاستثماري على الذهب فى الهند ارتفع مع تزايد تفضيل المستهلكين شراء سبائك الذهب والعملات المعدنية وسلاسل الذهب البسيطة، بينما تركز الطلب على العملات المعدنية منخفضة الوزن، خاصةً التي يقل وزنها عن 10 جرامات.
ولفت إلى أن شركات الأحجار الكريمة والمجوهرات حققت أداءً قويًا خلال الفترى من أبريل إلى يونيو الماضي، حيث سجلت نموًا في الإيرادات على أساس سنوي بما يتراوح بين 18% و31%، ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الذهب بنسبة تقارب 32% على أساس سنوي، فضلا عن أن المهرجانات الرئيسية وحفلات الزفاف خلال الفترة من أبريل إلى مايو، أدت إلى تعزيز إيرادات المبيعات.
وأدت أسعار الذهب المرتفعة إلى اتجاه المستهلكين نحو المجوهرات الأخف وزنًا والأقل عيارًا، بينما استفاد تجار التجزئة بفعالية من برامج استبدال الذهب القديم لزيادة المبيعات، كما أفادت بعض الشركات بأن تبادل الذهب القديم ساهم بنسبة تصل إلى 40% من مبيعاتها. واستمرت المجوهرات المرصعة بالجواهر في اكتساب زخم.