وقّع عدد من الكُتّاب البارزين، من بينهم الأيرلندية سالي روني، والبريطانية ديبورا ليفي، والفرنسية الحائزة على نوبل في الأدب آني إرنو، والأمريكي من أصل فيتنامي والحائز على جائزة البوليتزر فييت ثانه نجوين، رسالة موجهة إلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يطالبونه فيها باستئناف برنامج حكومي يُعد بمثابة "شريان حياة" لإجلاء الكُتّاب والباحثين والفنانين الفلسطينيين من غزة.

وكان برنامج "Pause" المخصص لدعم الكُتّاب والفنانين في الحالات الطارئة، إلى جانب برنامج إجلاء الطلاب، قد تم تعليقهما بشكل مفاجئ من قِبَل الحكومة الفرنسية في بداية شهر أغسطس الماضي، وذلك على خلفية تصريحات نُسبت لطالبة فلسطينية وُصفت بأنها معادية للسامية على الإنترنت، وهو ما اعتبره الكُتّاب الموقعون على الرسالة شكلاً من أشكال "العقاب الجماعي".

وجاء في الرسالة الموجهة إلى مكتب الرئيس الفرنسي: "نحثكم على إعادة العمل بهذا الشريان الحيوي في أسرع وقت ممكن، ودعوة قادة دول آخرين إلى إنشاء برامج مماثلة"، نقلًا عن صحيفة الجارديان البريطانية.

وضمت قائمة الموقعين على الرسالة أيضًا بعض الكُتّاب الحائزين على جائزة نوبل في الأدب، ومنهم الروائي التنزاني عبدالرزاق جرنه، والفرنسي جان ماري جوستاف لوكليزيو، إلى جانب الأيرلندية الحائزة على جائزة البوكر آن إنرايت، والفرنسية من أصل مغربي الحائزة على جائزة "جونكور" ليلى سليماني، والكاتبة الكندية مادلين ثيين، والفرنسي إدوار لوي، والفرنسي ديدييه إريبون، والصحفية الكندية نعومي كلاين، والبريطاني ماكس بورتر، والبلغارية كابكا كاسابوفا، بالإضافة إلى المؤرخ والأكاديمي الأمريكي فلسطيني الأصل رشيد الخالدي، والكاتب الفلسطيني كريم كتّان، والكاتبة البريطانية فلسطينية الأصل إيزابيلا حماد.

وكان برنامج "Pause" قد أُطلق عام 2017 من قِبل الحكومة الفرنسية و"كوليج دو فرانس"، لمساعدة الباحثين والعلماء والمفكرين والفنانين الأجانب الذين يجدون أنفسهم في ظروف طارئة خطيرة أو مهددة للحياة، ومنذ ذلك الحين، استُخدم البرنامج لتقديم تأشيرات "موهبة فرنسا"، ودعم عملي لمبدعين لاجئين من أوكرانيا وسوريا وأفغانستان ودول أخرى.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر من العام 2023، تم إيواء حوالي 31 فنانًا وكاتبًا وأكاديميًا فلسطينيًا وعائلاتهم في فرنسا من خلال برنامج "Pause"  وبرنامج إجلاء الطلاب، إلا أن وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أعلن في الأول من أغسطس الماضي أن أي عمليات إجلاء من أي نوع ستتوقف، بينما كانت السلطات تحقق في تصريحات منسوبة إلى طالبة فلسطينية وصلت إلى فرنسا من غزة في يوليو الماضي، وكان من المقرر أن تبدأ دراستها في جامعة "ساينس بو ليل" في الخريف.

وجاء في النداء الموجه إلى الرئيس: "إن تعليق برامج الإجلاء على أساس حالة واحدة من منشور عنصري على وسائل التواصل الاجتماعي يُعد شكلاً من أشكال العقاب الجماعي في وقت ينبغي فيه على جميع الموقعين على اتفاقيات الإبادة الجماعية أن يبذلوا قصارى جهدهم لإنقاذ الفلسطينيين من الإبادة، وأن يرفضوا التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية".