نشطاء المناخ في إفريقيا يكافحون لكي يسمعهم أحدا - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 12:37 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نشطاء المناخ في إفريقيا يكافحون لكي يسمعهم أحدا

المناخ
المناخ
أدهم السيد
نشر في: الأحد 20 أكتوبر 2019 - 12:09 م | آخر تحديث: الأحد 20 أكتوبر 2019 - 12:09 م

خلال الشهر الماضي، قامت الدنيا ولم تقعد من أجل ما قامت به الناشطة السويدية جريتا ثامبرج، من مبادرة مناخية بناءة، بينما تحوز مظاهرات المناخ في بريطانيا المساحة الأكبر من الصفحات الأولى للصحف، لكن نشطاء آخرين في إفريقيا -أكثر القارات معاناة من التغير المناخي- لا يسمعهم أحدا ولكنهم يحاولون ولا ييأسون.

وتوضح "فرانس 24" -في تقرير لها- حجم العوائق المحلية والعالمية بوجه نشطاء إفريقيا، مقابل إرادتهم للتوعية بتغير المناخ وحراكهم الإيجابي تجاه القضية.

وبحسب برنامج البيئة للأمم المتحدة، تعد إفريقيا أكثر قارة تضررا بتغير المناخ؛ حيث ارتفع فيها معدل الفيضانات وقل فيها الأمن الغذائي، بينما وقعت خسائر اقتصادية متنوعة جراء الأزمة.

وكذلك تعد إفريقيا من أقل القارات وعيا بقضية المناخ، حيث ذكرت دراسة لمركز "إفروبيراميتر" أن 4 أشخاص فقط بين كل 10 أفارقة لديهم وعي بقضايا المناخ.

ووجد النشطاء فرصتهم هذا الأسبوع في مؤتمر المناخ الإفريقي في العاصمة الغانية، أكرا، ليبدوا وجهات نظرهم ويبحثوا عن حل للمشكلة.

وأما الناشط كيفينوسا من دولة توجو، فهو ينتقد انحياز الأمم المتحدة وامتداحها دائما لدور دول كأمريكا -بالرغم من تسببها في تغير المناخ- بينما تتجاهل أي مبادرات في إفريقيا التي تعد دولها هي الضحية الأولى للأزمة.

وأضاف كيفينوسا أن الأمر يختلف في إفريقيا عن المجتمع الغربي، حيث ليس بوسع النشطاء إقامة مسيرات ضخمة في الشوارع في ظل أنظمة دكتاتورية لن تقبل بهذا، فمن غير المنطقي تضحية أي من الشباب بأمنه الخاص.

وتابع كيفينوسا أنه عوضا عن إقامة المسيرات يجد النشطاء الأفارقة أنفسهم أمام حلول أخرى بناءة بعض الشيء كعمليات التشجير وتوعية المجتمعات المحلية بالقضية، وكذلك المسؤولون الحكوميون لاتخاذ خطوة حيال تغير المناخ.

ويوضح كيفينوسا أن السبيل الأمثل للنشطاء الإفريقيين ليكونوا مسموعي الصوت هو اللجوء لوسائل التكنولوجيا، حيث قال: "علينا مشاركة الآخرين بمعلومات عن أنفسنا وعما نفعل؛ ليستطيعوا المشاركة معنا بشكل إيجابي".

وأبدى بعض المسؤولين الحكوميين في مختلف الدول الإفريقية خلال المؤتمر الأخير ميلهم لعمل مبادرات إيجابية نحو تحسين البيئة، حيث قال أكوانيوسا جيما مدير بلدية أساكوا وسط غانا، إنه ألزم نفسه بتطبيق برنامج توعية للأهالي في منطقته بمخاطر تغير المناخ على البيئة.

وأوضح أكوانيوسا أنه سيركز حملة التوعية على سائقي السيارات فقيرة التجهيز البيئي، حيث تطلق سحب العادم دائما للمناخ.

وأضاف أكوانيوسا أن المشكلة التي تواجهه هي أن الأهالي ليس لديهم أدنى فكرة عن قضايا المناخ.

ويرى لوك ناكاجا وزير البيئة السابق لدولة بنين، أن المشكلة ترجع لقلة المعلومات المتوافرة لدى شعبه عن تغير المناخ، مؤكدا أنه على الشباب تبسيط المعلومات للمجتمعات التي ينتمون إليها وبالتحديد توضيح المخاطر الاقتصادية على المدى القريب جراء تغير المناخ.

وتابع ناكاجا أن الأمر قد لا يكون سهلا في إفريقيا كما هو الحال في أوروبا، إذ يسيطر كبار السن على قادة الرأي في المجتمعات الإفريقية، ولن يسمح أحد للشباب بتصدر الحراك كما استطاعت جريتا ثامبرج فعل ذلك في الغرب.

وترى إليفو ناشطة المناخ العشرينية، أنه يجب أن تشمل مؤتمرات المناخ الإفريقية تمثيلا أكبر للشباب، بينما يحتاج المسؤولون الكبار من وجهة نظرها أن يملكوا الوعي أولا قبل أن يكونوا في مركز اتخاذ القرار حيال قضايا المناخ.

وتضيف أوليفا: "ترفض السلطات في إفريقيا الاستماع لما يطرحه الشباب من حلول، ولكن عليهم فعل ذلك لأننا الجيل الجديد ونحن من سنواجه عواقب الأزمة، وأنا على ثقة أنه إذا تم شمول الشباب في تلك المؤتمرات فسيحدث تغيير كبير".

وتابعت أوليفا: "لن يستطيع أحد أن يتجاهل أو يسكت شباب غانا، ونحن سنستمر بمحاولة التغير، فحتى إذا لم نجد نتائج مرغوبة على المدى القريب؛ فإننا يوما ما سنغير الوضع".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك