21 (فبراير) يوم الطالب المصرى.. قصة نضال ودماء فى حب الوطن - بوابة الشروق
الإثنين 9 يونيو 2025 9:05 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

أبوغازى: طلاب الأربعينيات قادوا (جمهورية يوليو).. وجيل السبعينيات رموز اليوم .. والدسوقى: الحركة الطلابية الآن أكثر وعيًا وجرأة فى المطالب من الماضى

21 (فبراير) يوم الطالب المصرى.. قصة نضال ودماء فى حب الوطن

مظاهرات طلبة كلية هندسة القاهرة احتفالاً بالإفراج عن زملائهم المعتقلين     تصوير: روجيه أنيس
مظاهرات طلبة كلية هندسة القاهرة احتفالاً بالإفراج عن زملائهم المعتقلين تصوير: روجيه أنيس
داليا العقاد
نشر في: الثلاثاء 21 فبراير 2012 - 1:45 م | آخر تحديث: الثلاثاء 21 فبراير 2012 - 1:45 م

(21) فبراير ليس رقما عاديا تم تدوينه فى كتب التاريخ، ولا يعد فقط مجرد رد فعل على حادثة فتح كوبرى عباس فى 9 فبراير عام 1946، واستخدام القوات البريطانية العنف ضد الطلاب المطالبين بالجلاء والاستقلال، إنما يجسد قصة حب ونضال طلاب ضحوا بدمائهم من أجل الوطن.

 

البعض وصف حادثة كوبرى عباس بـ«الأسطورة» بحسب ما ذكرته هدى شامل أباظة ــ حفيدة النقراشى باشا ــ فى كتابها (النقراشى)، لتشابه أحداثها مع 14 نوفمبر 1935 حينما قام طلبة جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة الآن) بمظاهرة بدأت من ساحة الجامعة واتجهت إلى القاهرة من خلال كوبرى عباس فقابلها البوليس بإطلاق النار وقتل طلبة الجامعة» وفقا لما رصده عبدالرحمن الرافعى فى الجزء الثانى من كتاب (فى أعقاب الثورة المصرية).

 

وفى كتاب «حكاية كوبرى عباس» يرصد الكاتب الصحفى سيد محمود دور «كوبرى عباس» فى احتضان التظاهرات والمواجهات، وأن 21 فبراير يمثل علامة مهمة فى تاريخ النضال الوطنى، وكيف كانت الحركات الطلابية بالإضافة إلى الحركة العمالية ذات تأثير كبير فى إسقاط حكومة محمود فهمى النقراشى رئيس الوزراء آنذاك، ويلفت النظر إلى دعوات التخوين ووجود «أياد خفية» تحركهم، رغم عدالة قضيتهم وكفاحهم ضد المستعمر.

 

 

قصة التخوين فى كل العصور

 

«ما أشبه اليوم بالبارحة» يقول الدكتور عماد أبوغازى، المؤرخ المعروف ووزير الثقافة السابق، لافتا إلى أن دعوات الطلاب لاستكمال نضالهم دوما ما كانت تواجه بالتخوين من الأنظمة الحاكمة، مثلما يحدث الآن فى الحركة الطلابية التى حملت على عاتقها قيادة «العصيان المدنى» الذى دعت إليه قوى ثورية قبل أيام لـ«إسقاط حكم العسكر».

 

وقال أبوغازى «تعودنا على الاتهام بالتخوين أيام الاحتلال الانجليزى، والخديو إسماعيل، وإسماعيل باشا صدقى، وجمال عبدالناصر فى مواجهة مظاهرات 1986، واتهم بها السادات معارضيه فى عامى 1972، و1973، كما قالها مبارك فى ١٩٨٤»، وتابع: مشكلة الأنظمة الاستبدادية أنها لا تقرأ التاريخ، ولو قرأته لا تفهم».

 

وأشار أبوغازى إلى يوم 21 فبراير، ليس بيوم الطالب العالمى كما يردد البعض، بل هو يوم كفاح الطالب المصرى ضد الإمبريالية والاستعمار، أما يوم الطالب العالمى فيتم الاحتفال به فى 17 نوفمبر حيث يتواكب مع حدث اقتحام القوات النازية لإحدى الجامعات الألمانية، كما يلفت النظر إلى أن حادثة فتح كوبرى عباس فى 1946 لم تسفر عن شهيد واحد، وإنما تساقط الشهداء من الثانوى والجامعة ــ 8 شهداء ــ كان خلال يومى 9 و10 نوفمبر فى ميدان الإسماعيلية (التحرير الآن) نتيجة استخدام الشرطة العنف وإطلاق النار ودهس بعض الطلاب بمدرعات الجيش البريطانى.

 

تظاهرات «فبراير 1946، وفبراير 1968 ــ التى شارك فيها الطلاب احتجاجا على الأحكام المخففة للمحكمة العسكرية على ضباط سلاح الطيران المتهمين بالإهمال أثناء الحرب، وتظاهرات فبراير 2012 يجمعهما سمات مشتركة تؤكد دور الحركة الطلابية فى النضال الوطنى» هكذا يقول أبوغازى.

 

 

إحنا زى ما إحنا يا فبراير

 

واستمر هذا الهتاف «إحنا زى ما إحنا يا فبراير» داخل الجامعة خلال عامى 1972 و1973 لرفض ما عرف بحالة الـ«لا سلم» والـ«لا حرب» بين مصر وإسرائيل، ثم تجددت هتافات الطلاب فيما عرف بالانتفاضة الشعبية فى يناير 1977 التى كان من قادة هذه الحركة محمود محيى الدين، مثلما قاد عمه فؤاد محيى الدين الحركة الطلابية فى ١٩٤٦.

 

 ويوضح أبوغازى أن نهاية عصر السادات شهدت انقضاضا واسعا على الحركة الطلابية، بعد حملة الاعتقالات الواسعة ضدهم، وتعديل اللائحة الطلابية التى قضت على النشاط السياسى، «واستخدام الحركات الإسلام السياسى فى طرد النشاط الثقافى الذى كان مدخلا للنشاط السياسى»، ثم عاودتها فى 1984 للاحتجاج على ارتفاع الأسعار وزيادة الأجور وغيرهما من القضايا المجتمعية بعد حصار الحركة الطلابية لمدة 6 سنوات وكانت بمشاركة أستاذة الجامعة.

 

 

طلاب الأمس .. رموز اليوم فى السياسة

 

يوضح أبوغازى أن رموز العمل السياسى البارزين كانوا من رموز الحركات الطلابية وضرب مثالا بثورة 1935 التى كان من رموزها الطالب جمال عبدالناصر الذى أصبح فيما بعد رئيسا للجمهورية الثانية، والطالبة حكمت أبوزيد التى أصبحت فيما بعد أول وزيرة للشئون الاجتماعية، ولطفية الزيات فى 1946 والتى أصبحت فيما بعد الناقدة والسياسية البارزة.

 

«ظل الطلاب يحتفلون بيوم 21 فبراير حتى النصف الثانى من الثمانينيات ثم بدأ هذا الاهتمام يتراجع» يقول أبوغازى، ويتابع «وإن كان هذا لم يوقف حركات الاحتجاج الطلابى فى عصر مبارك، وارتبط بأحداث كبرى مثل محاكمة الجندى سليمان خاطر، وأعقبها حركات احتجاج محدودة فى سنوات مبارك الأخيرة قادها بعض الحركات الإسلامية «ولكن لم يكن لها حجم الانتفاضات الكبيرة».

 

ويرى أبوغازى أن فاعليات 21 فبراير 2012 تؤكد أن «الطلاب عادوا إلى العمل السياسى، وبشكل مختلف عن الدور الذى لعبوه منذ بداية ثورة يناير، لأنها كانت فى الشارع وليس فى الجامعة، وهناك عوامل مشتركة تجمع بين الحركة الطلابية الحالية الوليدة وبين الحركات الطلابية خلال العهود السابقة، منها الخروج من أسوار الجامعة، والإعداد المسبق مع أطياف أخرى خارج الجامعة، والتحام الجامعة مع المطالب الوطنية والديمقراطية».

 

وبالنسبة للاختلاف فى الشعارات التى اتخذتها الحركات الطلابية بين الأمس واليوم، يذكر أبوغازى أن القضية الأساسية فى 1946 الجلاء والاستقلال التام، وتم استخدام وسائل بدائية مثل المنشورات، أما الآن فالشعارات تعكس وعى الجيل الجديد من الطلاب برغبتهم فى إنهاء حكم العسكر، باستخدام وسائل الحشد الالكترونى من خلال مواقع التواصل الاجتماعى.

 

وحول شعار مجانية التعليم الذى رفعه الطلاب فى مظاهرتهم اليوم، وأوضح أبوغازى أن المجانية تعرضت لتهديد طوال السنوات الماضية، رغم أنها غير مرتبطة بالاشتراكية أو الشيوعية «معظم أوروبا الغربية الرأسمالية فيها مجانية حتى للغرباء»، موضحا أن هذا الشعار تم طرحه فى العصر الملكى وقبلها فى عهد محمد على فى بداية القرن التاسع عشر حينما كان يتعلم الطلاب ويحصلون فى المقابل على أموال، مشيرا إلى أن المجانية مرتبطة بحقوق الإنسان، واحتياج المجتمع.

 

ويستدرك قائلا «هناك أكاذيب تم الترويج لها بأن المجانية سبب البطالة، ونجد أن عدد الحاصلين على مؤهلات عليا فى مصر أقل من المتوسط العالمى، وأقل من دول مجاورة مثل إسرائيل، ويعد هذا أمرا خطيرا».

 

 

حركة طلابية وليدة أكثر وعيًا

 

ويفرق الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان بين الحركة الطلابية ودورها فى الحياة السياسية المطالبة بإنهاء حكم العسكر، وبين الاحتجاجات الطلابية التى شهدها نظام مبارك فى نهاية عصره قبل التنحى، مؤكدا أن الحركة الطلابية الوليدة ليس لها علاقة بالحركات السابقة، ويصفها بأنها الأكثر وعيا، ويرى أن إحياء الذكرى فى 21 فبراير 2012 بمثابة «عودة الروح» للتضحية من أجل الوطن.

 

ويرى أن هناك تواصلا بين شعارات وهتافات الحركة الطلابية فى الستينيات والسبعينيات فى المطالبة بالعدالة الاجتماعية والحرية، وأضاف قائلا «لكن جيل 25 يناير يعد أكثر قوة بعد كسر حاجز الخوف، مما ترتب عليه إعلانهم عن مطالب أكثر قوة فى عودة العسكر لثكناتهم، وهى الدعوى التى لم يكن يستطيع جيل الستينيات أن يطلبها».

 

 

(إحنا الطلبة) .. الثورة مستمرة

 

 

شهداء الجامعات غائبون فى يوم العيد

 

 

رموز الحركة الطلابية فى (السبعينيات): الطلاب ضمير التغيير فى مصر

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك