تزاحم الزوار من المسيحيين والمسلمين في احتفالات دير العذراء بدرنكة.. وتعزيزات أمنية مكثفة بالمنطقة - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 12:26 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تزاحم الزوار من المسيحيين والمسلمين في احتفالات دير العذراء بدرنكة.. وتعزيزات أمنية مكثفة بالمنطقة

يونس درويش
نشر في: الأربعاء 21 أغسطس 2019 - 2:10 م | آخر تحديث: الأربعاء 21 أغسطس 2019 - 2:10 م

شهد دير السيدة العذراء مريم بجبل درنكة بأسيوط، منذ أمس، تزاحم شديد من المسيحيين والمسلمين الوافدين من جميع المحافظات؛ لحضور الاحتفالات بمناسبة لجوء العائلة المقدسة لمحافظة أسيوط واحتمائها بمغارة بالجبل الغربي من بطش الرومان والتي استمرت في الفترة من 7 أغسطس إلى 21 من نفس الشهر من كل عام، وهي الفترة الزمنية التي مكثتها العائلة المقدسة أثناء رحلتها بمصر في هذا المكان والذي يقع في سفح الجبل الغربي داخل مغارة كبيرة على ارتفاع 120 مترًا عن مستوى سطح الأرض بالجبل الغربي بقرية درنكه بمحافظة أسيوط.

وقال المهندس إيهاب مختار، عضو المجلس الكنسي بمطرانية أسيوط وأمين مساعد حزب مستقبل وطن، إنه يقع في دير درنكة مجموعة من الكنائس أقدمها كنيسة السيدة العذراء المغارة، وطول واجهتها 160 مترا، وعمقها 60 مترا، وهى منذ نهاية القرن الأول المسيحى، لافتًا إلى أن هذه المغارة ترجع إلى نحو 2500 سنة قبل الميلاد، وهناك كنيسة السيدة العذراء المنارة، وكنيسة ماريوحنا، وكنيسة الميدان، وكنيسة النجمة، وكنيسة الصليب.

وأوضح مختار أن الدير يستقبل طوال أيام الاحتفالات، ما يقرب من مليوني زائر من المسيحيين من مختلف الأعمار من جميع محافظات مصر، بالإضافة إلى السائحين من مختلف دول العالم في مشهد يدل بصورة كبيرة على معاني الوحدة الوطنية بين كل طوائف الشعب.

وأضاف عضو المجلس الكنسي، أن المغارة التي احتمت بها العائلة المقدسة، تعد من أكبر المغارات في سفح الجبل الغربي بقرية درنكه بأسيوط، وتحتوي على عدد من الغرف منهم غرفتين بها مقتنيات وأيقونات السيدة العذراء، وأخرى مقتنيات الأنبا ميخائيل مطران أسيوط المتنيح.

وأشار إلى أنه في تمام الساعة السادسة مساءً كل يوم، عقب الصلاة بكنيسة السيدة العذراء، يتقدم نيافة الأنبا يؤانس أسقف أسيوط، موكب دورة "أيقونات" السيدة العذراء، والتي تجوب الدير، ويشير إلى شعب الكنيسة بالصليب الذي يحمله في يده اليمنى لتحل البركة والمحبة والسلام وسط الزغاريد والهتافات من الحضور، ويطلق الأنبا يؤانس عدد من الحمام في سماء الدير والذي يشير الى إلسلام.

وفي نفس السياق قال عدد من الزائرين خلال مقابلتهم لـ«الشروق»: "إنهم يحرصون على حضور مراسم موكب (الدورة) أيقونات السيدة مريم العذراء، والمسيح عيسى عليه السلام بدير السيدة العذراء بجبل درنكه في أسيوط، تزامنا مع احتفالات صيام العذراء وذكرى لجوء العائلة المقدسة لمصر واحتمائها بمغارة بجبل أسيوط الغربى هربا من بطش الرومان".

وأوضحوا أن موكب "الدورة" من داخل مغارة دير درنكه بجبل أسيوط الغربي لتجوب الدير، حيث يصطف القساوسة والرهبان خلف الأيقونات، ويأتى على جانبهم الشمامسة وترتفع أصواتهم بالترانيم والتسابيح وعقب مسيرة أيقونات السيدة العذراء يعود الموكب الى إلى كنيسة المغارة، لوضع الأيقونات بداخلها.

وقال أسامة ذكري: "المئات من الأقباط يحرصون خلال احتفالات الدير على إشعال الشموع أمام أيقونة السيدة العذراء للتبارك بها، فيما يقوم آخرون بوفي النذور من الذبائح وغيرها من النذور، كما يتبارك الزائرون بمزار الأنبا ميخائيل مطران أسيوط الراحل والذي يرقد في دير السيدة العذراء ويحرص المشاركون في الاحتفالات التبرك من مقتنيات ومتعلقات الأنبا ميخائيل".

من جانبه قال الأنبا يوأنس أسقف أسيوط وساحل سليم والبدراي في تصريحات خاصة، إن زوار ومحبي السيدة العذراء من المسلمين والمسيحيين يتوافدون في الليلة الختامية من الاحتفالات من كل مكان في مصر وخارجها، موضحًا أن وفود من إثيوبيا يحرصون على التواجد كل عام للمشاركة في احتفالات الدير.

ولفت إلى الدفع بسيارات إضافية لنقل الوفود والزوار من أسفل الدير إلى أعلاه، فضلا عن وجود الأسانسيرات والكراسي المتحركة لكبار السن وذوي الإعاقة؛ لتسهيل الزيارة عليهم، مشيرًا إلى وجود أكثر من 2500 متطوع للخدمة بشتى القطاعات المجالات الخدمية بالدير لمساعدة الزوار وتسهيل الزيارة.

وأوضح أن الليلة الختامية تشهد صلوات رفع البخور عشية والموكب الذي يجول في جميع أرجاء الدير يعقبه إنشاد الترانيم والمدائح داخل ساحة الدير واستقبال قيادات المحافظة والمهنئين يعقبها العظة الروحية وتسبحه نصف الليل تختتم الليلة بصلوات القداس الإلهي.

وأردف أن الدير خلال احتفالات السيدة العذراء، يقبل نذور وذبائح من المسلمين وتوزيعها على الزوار بمثابة بركات ونفحات.

من جانبه قال اللواء جمال نورالدين محافظ أسيوط، إنه تم التنسيق مع الجهات المعنية من إدارة المرور ومديرية الأمن وشركة مياه الشرب والصرف الصحي ومديرية الصحة والتنشيط السياحي والسياحة والآثار ومرفق الإسعاف ورؤساء الوحدات المحلية، مشيرًا إلى تضافر جميع جهود المحافظة لتوفير سبل الدعم الممكنة وتذليل العقبات التي قد تواجه الاحتفال، مؤكدًا اهتمام المحافظة باستكمال جهود تطوير مسار محطات رحلة العائلة المقدسة بأسيوط ضمن خطة المحافظة للتطوير.

من جهته قال اللواء أسعد الذكير مدير أمن أسيوط، إنه تم وضع خطط أمنية شملت توفير أكثر من 1500 مجند وضابط؛ لتعزيز التواجد الأمني والخدمات الأمنية بمحيط وداخل الدير لتأمين الزائرين، موضحًا أنه تم إغلاق مداخل ومخارج منطقة الدير من الشمال والجنوب.

ترجع أهمية دير العذراء بجبل أسيوط الغربي إلى مجئ العائلة المقدسة لأسيوط، حيث اتجهت السيدة مريم العذراء وسيدنا عيسى عليه السلام، وهو طفل صغير وبصحبة القديس يوسف النجار بعد أن تركت العائلة المقدسة فلسطين وطنها واتجهت نحو البلاد المصرية، قاطعة صحراء سيناء حتى وصلت شرقى الدلتا مجتازة بعض بلاد الوجه البحري فالقاهرة ومنها إلى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط، ثم إلى جبلها الغربي، حيث المغارة المعروفة التي حلت بها العائلة المقدسة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك