رفض عشرات من أولياء أمور تلاميذ مدرسة أبو بكر الصديق بمدينة 15 مايو قرار إدارة المدرسة بنقل طلابهم إلى مدرسة أخرى بعيدة عن مسكنهم في منطقة نائية، بدعوى قيام المدرسة بأعمال ترميم رغم مرور فترة إجازة الصيف دون إجراء تلك الإصلاحات خلالها، على حد وصف أولياء الأمور، مهددين بالدخول في اعتصام مفتوح.
وقال أولياء الأمور، إن المدرسة استدعت قوات الأمن لحملهم على المغادرة بعد أن تجمعوا بها لرفض القرار، والتهديد بالاعتصام حال نقل الطلاب، وذلك بعد أن فشل بعض المدرسين في فض تجمعهم من خلال تعنيفهم ومعاملتهم بصورة غير لائقة، حيث "تعاملت معنا إحدى المدرسات بطريقة لا تليق بأخلاق المعلم"، على حد قول أحدهم.
وقال ياسر عياد والد تلميذين بالمدرسة، إن "المشكلة الأساسية تتمثل في مكان المدرسة التي يريدون نقل التلاميذ إليها، حيث تقع في مجاورة 28 على أطراف مايو في الصحراء، ولا يوجد لها مواصلات، وتبعد كثيرا عن سكن تلاميذ المدرسة المقيمين في مجاورة 31، وهو ما يجعل التلاميذ أمام خيارين إما ركوب مواصلات تسير بهم خلال المدينة كلها للوصول للمدرسة أو اختصار المسافة والسير بين جبلين في منطقة خطيرة ومقطوعة وليس بها سكان حتى يصلوا للمدرسة سريعا، وهو ما يمثل خطورة عليهم خاصة أن مواعيدها مسائية".
وأوضح أحد أولياء الأمور، رفض ذكر اسمه، أن "المدرسين متضررين مثلنا من قرار نقل التلاميذ لمدرسة أخرى؛ لأن خرج لهم قرار ندب إلى مدارس في مناطق بعيدة عن منازلهم أيضًا، ولم يستمر منهم أحد في مدرسته أو مدارس قريبة سوى من حصل على واسطة كبيرة".
وقال ناجي أحمد ولي أمر التلميذة بسنت ناجي بالصف الثاني الإعدادي: "المكان بعيد والمفترض أن الشقة الخاصة بي بجوار مدرسة أبو بكر التي يريدون نقلنا منها وهو ما يمثل خطورة على التلاميذ والتلميذات؛ لأن المدرسة في منطقة نائية"، وتابع: "أولياء الأمور سيجتمعون مرة أخرى للضغط على إدارة المدرسة، ونحن غير مقتنعون بأن الغرض من نقل التلاميذ وتحويل المدرسة إلى فترتين يرجع للصيانة، فهناك حديث حول أنهم يريدون جعل المدرسة تجريبية بعد الصيانة والترميم".
وأضاف حسن محمد أحد أولياء الأمور لتلميذين، أن "مدرسة أبو بكر الصديق يأتي إليها التلاميذ من 3 مجاورات مختلفة في مدينة مايو، هي: مجاورات 31 و32 و33 بما يعني أن المشكلة تخص مئات الأسر، وهؤلاء لا يقبلون بنقل التلاميذ منها لمدرسة نائية، خاصة مع انتشار ظاهرة خطف الأطفال والسرقة".
وتابع: "نحن غير مقتنعين بحجة إصلاح الحمامات فقد كان أمام المدرسة فترة إجازة الصيف كلها لإعادة بناء المدرسة إذا أرادوا، ولكن ما يهمنا حول حل المشكلة دون أن نتضرر، ومعاملتنا معاملة لائقة خاصة أن إحدى الموظفات بالمدرسة وتدعى أماني قامت بالتحرش بأولياء الأمور ومحاولة الشجار معهم وتحويل الأمر لمشكلة شخصية معها، ثم طلبوا لنا الأمن وكأننا جئنا للاعتداء على المدرسة التي نريد المحافظة عليها لأنها الوحيدة القريبة من أبناءنا".
وأوضح صابر محمد ولي أمر، أنهم يعانون أيضًا من مشكلة استغلال سائقي السيارات للأزمة لرفع أجرة نقل التلاميذ للمدرسة وإعادتهم منها، وهو ما لا يتحمله ميزانية أولياء الأمور الذين يعانون من غلاء الأسعار والدروس الخصوصية وغيرها.