• الاتفاق على فتح الطرق والمعابر البرية واستئناف حركة الملاحة الجوية الداخلية.. وضع حد للتصعيد الإعلامى.. ودعم التهدئة على جبهات القتال
• السراج ووزير داخليته في روما.. وميليشيات في طرابلس تخطف رئيس مؤسسة الإعلام الليبية
بعد يومين من أول محادثات مباشرة وجها لوجه بين وفدين ممثلين للجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق في اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5)، أعلنت البعثة الأممية للدعم في ليبيا أن الجانبين توصلا إلى سلسلة اتفاقات مبدئية في سبيل تسوية الأزمة، مشيرة إلى أن المباحثات اتسمت بدرجة عالية من الروح الوطنية والإصرار على الحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا بالإنابة، ستيفانى وليامز، فى بيان اليوم الأربعاء، إن اللجنة الليبية العسكرية المشتركة اتفقت على فتح الطرق والمعابر البرية التى تربط جميع مناطق ومدن ليبيا، كما اتفق الطرفان على الشروع فى ترتيبات أمنية مشتركة مع التركيز بشكل خاص على الطرق والمعابر من الشويرف إلى سبها إلى مرزق، ومن أبو قرين إلى الجفرة والطريق الساحلى من مصراتة إلى سرت وصولا إلى أجدابيا، موضحة أن القرارات التى تتخذها اللجنة سيكون لها أثر إيجابي مباشر وملموس على حياة الشعب الليبى.
كما اتفقت اللجنة على فتح حركة الملاحة الجوية بين المدن الليبية لا سيما باتجاه مدينة سبها، العاصمة الإدارية للجنوب، فيما وجه الوفدان بأن تتخذ سلطة الطيران المدنى جميع الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك وفى أسرع وقت ممكن.
واتفقت اللجنة، بحسب البيان، على ضرورة وضع حد للتحريض والتصعيد الإعلامى ووقف خطاب الكراهية، وحثت السلطات القضائية على ضرورة اتخاذ الإجراءات الرادعة التى تكفل مساءلة القنوات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعى التى تبث خطاب الكراهية وتحرض على العنف، مع التأكيد على حماية حرية التعبير.
ووفقا للبيان، اتفق الطرفان على مواصلة دعم التهدئة الحالية على جبهات القتال وتعزيزها، والابتعاد عن التصعيد العسكرى.
كما اتفق الطرفان أيضا على دعم الجهود الحالية، لا سيما دور مجالس الحكماء، لإيجاد حلول لتبادل المحتجزين. وفى هذا الإطار، قامت اللجنة بتسمية منسقين عن المنطقتين الشرقية والغربية بهدف تنسيق الجهود وتيسير هذه العملية.
وفيما يتعلق بمسألة استئناف إنتاج وتصدير النفط بشكل تام، اتفق الطرفان على تكليف آمرى حرس المنشآت النفطية فى المنطقتين الغربية والشرقية بالعمل مباشرة مع مندوب تعينه المؤسسة الوطنية للنفط لتقديم توصيات بشأن إعادة هيكلة حرس المنشآت النفطية بما يكفل زيادة واستمرارية تدفق النفط.
وترتكز هذه الاتفاقات -التى توصل إليها الجانبان فى اليومين الماضيين- إلى التوصيات التى اقترحتها اللجنة العسكرية والأمنية المشتركة التى اجتمعت الشهر الماضى فى مدينة الغردقة.
وتستمر مباحثات جولة جنيف حتى السبت المقبل، وتأمل بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا أن يتوصل الوفدان إلى حلحلة جميع المسائل العالقة بغية الوصول إلى وقف تام ودائم لإطلاق النار فى عموم أنحاء ليبيا.
وسيناقش الجانبان فى اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة مسألة الترتيبات المتعلقة بالمنطقة الوسطى فى ليبيا، ما يمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وكان مدير إدارة التوجيه المعنوى بالجيش الليبى، اللواء خالد المحجوب، أكد فى وقت سابق، أن المباحثات بين الوفدين تدور وسط أجواء إيجابية، وأن هناك محاولات جدية من الطرفين للتوصل إلى حل يضمن الخروج من الأزمة، لكنه أشار إلى أنه من المبكر الحديث عن الوصول لتوافق نهائى وشامل حول وقف دائم لإطلاق النار، لأن هذا الأمر يحتاج لتنفيذ ترتيبات أخرى تسبقه من بينها إخلاء البلاد من المرتزقة وحل الميليشيات.
تجدر الإشارة إلى أن المسار الأمنى الذى انطلق فى جنيف، يشكل أحد المسارات الثلاثة التى تعمل عليها بعثة الأمم المتحدة إلى جانب المسارين الاقتصادى والسياسى، والتى انبثقت عن مؤتمر برلين 2020 حول ليبيا وتبناها مجلس الأمن عبر قراره 2510 (2020).
من جهتها، رحبت إيطاليا بإنطلاق الجولة الرابعة من مفاوضات اللجنة العسكرية المشتركة الليبية.
وقالت وزارة الخارجية الإيطالية، فى بيان، إن الخطوة تعد مساهمة مهمة فى اتجاه الحل السياسى للأزمة الليبية الذى تدعمه إيطاليا بقناعة.
يأتى هذا بالتزامن مع لقاء بين وزير الداخلية فى حكومة الوفاق الليبية فتحى باشاغا مع نظيرته الإيطالية لوتشانا لامورجيزى فى العاصمة روما، وذلك لإجراء محادثات حول مكافحة الهجرة غير الشرعية.
ومن المنتظر أن يستقبل رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى، غدًا الخميس، رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج فى قصر كيجى الإيطالى (مقر الحكومة)، وفقا لما نقلتة وكالة «نوفا» الإيطالية.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر متطابقة فى طرابلس، اختطاف رئيس المؤسسة الليبية للإعلام، محمد بعيو، بعد نشره تسجيلا لمكالمة هاتفية، مع آمر ما يعرف بـ«كتيبة ثوار طرابلس» أيوب أبوراس، قال عنها فى صفحته على موقع التواصل الاجتماعى بأنها «رسالة تهديد»، ثم تلاها بتدوينة أخرى، كتب فيها: «المجرمون يهاجمون بيتى الآن فى طرابلس».
ونشرت صفحة «كتيبة ثوار طرابلس»، صورة لبعيو وبدا خلفه شعار الكتيبة، ما يشير إلى أنه فى أحد مقراتها.
وأصدر السراج، فى وقت سابق قرارا بتعيين بعيو، رئيسا للمؤسسة الليبية للإعلام، وهو القرار الذى أثار جدلا من قبل بعض الإعلاميين والنشطاء وامتد الجدل إلى داخل المجلس الرئاسى نفسه، حيث اعتبر عضو المجلس محمد عمارى زايد، قرار التعيين «غير الشرعى».
بدوره، طالب آمر غرفة عمليات سرت - الجفرة، إبراهيم بيت المال، المجلس الرئاسى بسحب قرار تعيين محمد بعيو، وأشار إلى أن الأخير «أمر بإزالة شعار بركان الغضب من القنوات الرسمية».