زوجات جامعي العسل يدفعون ثمن هجمات النمور في بنجلاديش - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:00 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

زوجات جامعي العسل يدفعون ثمن هجمات النمور في بنجلاديش

أدهم السيد
نشر في: السبت 22 فبراير 2020 - 3:41 م | آخر تحديث: السبت 22 فبراير 2020 - 3:41 م

هجرها ابنها وتخلى عنها الجيران واتهمت بالسحر، غير أن كل ما اقترفته "ماساما راشدة" أن زوجها قُتل على يد نمر في البلد الخطأ وهي بنجلاديش التي ينكر مجتمعها زوجات كل من يأكله نمر!

وقالت راشدة لـ"فرانس 24"، إن ابنها ذات مرة قال لها باللفظ "أيتها الساحرة المشؤومة" قبل أن يهجرها في بيتها بقرية جابيرا المشهورة بالعسل على الحدود البنجالية الهندية.

وكان زوج راشدة يقوم بحرفته جمع العسل من غابات المانجروف، حينما باغته نمر فقضي عليه وليقضي على الزوجة معنويا خلال حياتها.

ويقول البروفيسور مونيرال خان بجامعة جاهان جورنجار إن منطقة جمع العسل جنوب غربى البلاد هي موطن أساسي لنمر البنجال المعروف بافتراسه للبشر.

وتعتبر النمور البنجالية قليلة ومهددة بالانقراض ولكن توسع مساحات سكن البشر على الغابات وموجات الجفاف الناتجة عن تغير المناخ تدفع النمور لدخول قرى البشر والاحتكاك بهم بحثا عن الطعام والماء.

وتقدر جمعيات البيئة عدد النمور البنجالية على الجانب البنجالي من الحدود بـ100 حيوان.

ومن بين نصف مليون رجل في مقاطعة بنجالية واحدة، لقي 519 منهم مصرعهم على يد النمور بين عامي 2001 و2010 وفقا لمنظمة رسالة بنجلاديش التي تعني برعاية أرملات النمور.

وبين ليلة وضحاها قد تفقد أي مرأة زوجها وليس هذا آخر المتاعب لتصبح في لحظات ما يطلق عليها أرملة نمر ليهجرها الجميع ولا تستطيع كسب رزقها لأن لن يتعامل معها أحد.

وبينما تجفف راشدة دموعها، تقول عن ابنيها -اللذين هجراها تماما- إنهما "من المجتمع قبل كل شيء" في نبرة من تعطي العذر لهما.

وخلال أحد السيول المعتادة ببنجلاديش، انهار سقف منزل راشدة ولكن حسب قولها فإن الجيران الذين هرعوا لمساعدة بقية من هدمت منازلهم رفضوا الاقتراب منها، فاستعانت بقطعة مشمع لتغطية مكان السقف لتقي نفسها وابنتيها تقلبات الطقس.

وقال محمد حسين أحد جيران راشدة لـ"فرانس 24"، إن زوجته طلبت منه أن لا يقدم للجارة أي مساعدة لأنها قد تدمر حياة أسرته وتجلب التشاؤم لهما وذلك مع العلم بأن محمد نفسه جامع عسل ومعرض لأن يكون فريسة للنمر وأن تصبح زوجته أرملة نمر.

وفي الوقت الذي أنكر فيه مسؤولو القرية عدم تقديم المساعدة لراشدة، لكن موهان كومار رئيس منظمة رسالة بنجلاديش، أكد أن المسؤولون مثل البقية يتبعون العادات ويتجاهلون من يسمين بـ"أرملات النمور".

ويضيف كومار أن "مهمة المنظمة هي الحفاظ لأولئك السيدات على كرامتهن وتغيير نظرة المجتمع نحوهن وهو الشيء بالغ الصعوبة نظرا لأن تلك التقاليد مترسخة بقوة"، ولكن حسب قول موهان إن الشباب المتعلمين يبدون أقل كراهية لأولئك السيدات وعلى استعداد للتغير.

وتقول رشيدة إنها كانت تتألم بالبداية لأن الناس يلومونها على مقتل زوجها رغم إنه لا ذنب لها، مضيفة أنها "عانت لتربى أبنائها بعيدا عن الناس".

بعكس رشيدة، اعتادت ريجيا خاتون التي فقدت زوجها منذ 15 عاما على يد نمر، على تحمل نظرات الريبة والخوف من الجيران. كما أقدم "ياد علي" ابن شقيقتها يساعدها بشكل سري بعد نجاته من عدة هجمات نمور.

ويقول علي إنه يقوم بتلك المساعدة سرا لأنه إذا إنكشف أمره فسيتعرض للنبذ مثل خالته.

وتعد مهنة جمع العسل شائعة بين البنجاليين ذوى الفقر الزائد لدرجة تجعلهم لا يستطيعون توفير ثمن قارب صيد لمزاولة الحرفة المعروفة لأغلب البنجاليين ولكن مخاطر حرفة جمع العسل جعلت كثيرون يتخلون عنها بسبب هجمات النمور.

ويقول هيرون رشيد صاحب الـ21 عاما، إنه "على الرغم من أن عائلته ورثت حرفة العسل أبا عن جد إلا أنه يريد أن يصبح صيادا ليبقي جانب أمه التى عانت كثيرا بعد مقتل الأب من كراهية الناس ونبذهم لها".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك