تقرير: من حرب غزة إلى العملية العسكرية بأوكرانيا.. أميركا تتحمل المسئولية - بوابة الشروق
الإثنين 17 يونيو 2024 7:20 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تقرير: من حرب غزة إلى العملية العسكرية بأوكرانيا.. أميركا تتحمل المسئولية

د ب أ
نشر في: الخميس 22 فبراير 2024 - 9:47 ص | آخر تحديث: الخميس 22 فبراير 2024 - 10:37 ص

تواجه السياسة الخارجية للولايات المتحدة، 3 معضلات شديدة الخطورة من الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة إلى الحرب الروسية الأوكرانية مرورا بالصراع بين الصين وتايوان.

وفي تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، يقول بول هير الباحث غير المقيم في مجلس شيكاغو للشؤون العالمية وضابط المخابرات الأمريكية السابق، إن الولايات المتحدة إما فشلت في مواجهة نصيبها من المسئولية عن خلق المشكلات الثلاث أوأو رفضت تاثيام بذلك، وهذا الفشل أو الرفض الأمريكي له تأثيره العميق على جهود تحقيق سلام دائم في النقاط الملتهبة الثلاث.

فبالنسبة لأوكرانيا، سال حبر كثير حول المدى الذي ساهمت فيه جهود توسيع حلف شمال الأطلسي "ناتو" على مدى عقود بعد الحرب الباردة في دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشن الحرب ضد أوكرانيا.

وجاء الرد الأمريكي على الغزو الروسي لكي يؤكد تجاهل صناع القرار في واشنطن لكل هذا الجدل.

وبدلا من ذلك يتبنى هؤلاء الفرضية التي تقول إن بوتين لم يتجاوز كارثة انهيار الاتحاد السوفيتي وأنه كان دائما يسعى لضم أوكرانيا إلى روسيا بالقوة.

وتتجاهل هذه الفرضية بدرجة كبيرة حقائق الواقع والمنطق التاريخي التي تقول إن العملية لم تكن حتمية وإنها جاءت نتيجة عوامل خارجية عديدة بما فيها التحركات الأمريكية.

وفي مقاله نصف السنوي عام 2021 عن "الوحدة التاريخية للروس والأوكرانيين"، قال بوتين إن موسكو اعترفت بالحقائق الجيوسياسية الجديدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

فقد اعترفت روسيا بأوكرانيا وقدمت لها الكثير من المساعدات حتى تصبح دولة مستقلة وذلك لأن الكثيرين من الناس في روسيا وأوكرانيا يفترضون ويؤمنون بصدق أن الروابط الثقافية والروحية والاقتصادية بين البلدين ستستمر للأبد.

وفي مقابلته التلفزيونية الأخيرة مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون، أعاد بوتين تأكيد هذه الرواية وقال إن روسيا وافقت بإرادتها وبشكل استباقي على انهيار الاتحاد السوفيتي لأنها اعتقدت أنه سيكون مفهوما، باعتباره دعوة للتعاون والصداقة" مع الغرب.

ويقول بول هير، إنه كمؤرخ دبلوماسي يعتقد أن قرار روسيا شن عملية عسكرية في أوكرانيا لم يكن مرتبطا فقط بتوسيع حلف الناتو، ورغم ذلك فإنه لو كانت الولايات المتحدة قد تبنت مجموعة سياسات مختلفة خلال العقود العديدة الماضية لجعلت العملية أقل احتمالا، على حد قول الباحث ستيفن والت منذ عامين.

- قضية تايوان

وإذا انتقل الحديث إلى قضية تايوان، وتصاعد التوتر بين جانبي مضيق تايوان وتصريحات المسئولين الصينيين وفي مقدمتهم الرئيس شي جين بينج عن ضرورة إعادة ضم تايوان إلى السيادة الصيني، فإنه من الواضح أنه مُصر على إعادة التوحيد خلال فترة حكمه، وأنه مستعد لمهاجمة الجزيرة إذا لزم الأمر.

ويقول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن قادة الصين يرون أن استمرار الأمر الواقع لم يعد مقبولا وأنهم يريدون تسريع العملية التي تتيح لهم إعادة توحيد تايوان وبر الصين الرئيسي" بما في ذلك تكثيف الضغوط على تايوان والتلويح باستخدام القوة لتحقيق أهدافهم.

وأضاف هير الذي خدم كضابط مخابرات مسئول عن منطقة شرق آسيا خلال الفترة من 2007 إلى 2015، إن الرؤية الأمريكية تتجاهل أو تنكر حقيقة أن الموقف الصيني المتشدد هو رد على التحركات والبيانات من جانب كل من الولايات المتحدة وتايوان.

ففي ظل حكم الرئيس التايواني تساي إنج وين منذ 2016، تتراجع تايبيه بشكل تراكمي عن إطار عمل "صين واحدة" بما في ذلك التراجع عن اتفاقيات سابقة بين تايوان وبر الصين الرئيسي.

ورغم تأكيد واشنطن التزامها بمبدأ "صين واحدة" فإن مصداقية هذا الالتزام تآكلت مع استمرار واشنطن في تطوير علاقاتها "غير الرسمية" مع تايبيه، بما في ذلك زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكية في ذلك لتايوان في أغسطس 2022، والبيانات السابقة من جانب وزارة الدفاع الأمريكية عن الأهمية الاستراتيجية لتايوان بالنسبة للمصالح الأمريكية وهو ما يعني أن هذه التحركات الأمريكية والتايوانية تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن تصاعد التوتر بين جانبي مضيق تايوان.

- الحرب في قطاع غزة

وأخيرا تأتي الحرب في قطاع غزة، حيث تواجه الولايات المتحدة انتشار الصراع في الشرق الأوسط بعد الهجوم المسلح الذي نفذته حركة حماس الفلسطينية ضد المستوطنات والبلدات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة في 7 أكتوبرالماضي والرد العسكري الإسرائيلي القوي والمستمر على الهجوم.

واتسع نطاق الصراع والعنف بالفعل عبر هجمات مليشيات الحوثيين اليمنية ضد السفن التجارية الغربية في البحر الأحمر والهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق.

ورغم تركيز واشنطن على مسئولية حركة حماس عن نشوب الجولة الأخيرة من الصراع مع إسرائيل وانتشار العنف، فإن قطاعات كبيرة من الشعوب العربية ترى الدور الأمريكي من منظور الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل والذي سهل أو على الأقل لم يرفض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ورفض حل الدولتين التي تقول واشنطن أنها تؤيده.

وعلى الرغم من وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرا للحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة بأنها "مفرطة في القوة" فإن انتقاده لإسرائيل جاء بطيئا وهامشيا.

وفي الوقت نفسه، تخاطر واشنطن بتعزيز مشاعر السخط العربي ضدها بسبب دعمها للممارسات الإسرائيلية، وبدلا من أن تتحمل مسئوليتها في هذا الصراع نرى واشنطن تفعل مع حماس ما تفعله مع بوتين وشي جين بينج، فتحملها بمفردهما المسئولية على أزمة غزة.

ويقول هير، في ختام تحليله، إن دعم واشنطن لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها مقبول تماما، بغض النظر عن موضوع طبيعة وحجم الرد الإسرائيلي المفرط على الهجوم الفلسطيني، لكن الأكثر أهمية هو أن الموقف الأمريكي يتجاهل حقيقة أن هجمات حماس كانت نتيجة لعقود من سياسات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وصمت أمريكا على هذه السياسيات وربما دعمها لها من خلال دعمها المستمر والشامل لإسرائيل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك