نذر الحرب الأهلية تتصاعد فى اليمن بعد إعلان الحوثيين التعبئة العامة - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 12:16 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نذر الحرب الأهلية تتصاعد فى اليمن بعد إعلان الحوثيين التعبئة العامة

اشتباكات باليمن -ارشيفية
اشتباكات باليمن -ارشيفية
صنعاء - أ ش أ
نشر في: الأحد 22 مارس 2015 - 10:23 ص | آخر تحديث: الأحد 22 مارس 2015 - 10:23 ص

تتصاعد حدة التوتر بشكل كبير فى اليمن، فى ظل اخفاق الأطراف والقوى السياسية المختلفة فى التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة الراهنة، وقد تدق الحرب طبولها بعنف فى البلاد بعد إعلان اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة أنصار الله الحوثيين التعبئة العامة للتصدى لما وصفته بالأخطار المحدقة والأعمال الإجرامية الموجهة ضد الوطن من جانب تنظيمى "القاعدة" و "داعش".

وقد حددت اللجنة الثورية العليا العدو بتنظيمى القاعدة وداعش، وهما ينطلقان من مناطق الجنوب، فيما اعتبر سياسيون يمنيون أن إعلان التعبئة بمثابة إعلان حرب من جانب الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق على عبد الله صالح ضد الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى خاصة بعد أن اتهموه بتقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية وحملوه مسئولية ما حدث لقوات الأمن الخاصة فى عدن واقتحام معسكر قيادتها، وما حدث لهذه القوات فى محافظة لحج وقيام عناصر القاعدة بقتل عدد كبير من قوات الأمن الخاصة أمس الأول.

كما استغلت جماعة أنصار الله الحوثيين الحادثين الإرهابيين ضد المصلين فى مسجدى بدر والحشوش - التابعان للجماعة فى صنعاء واللذين أسفرا عن مقتل 142 حتى الآن - لإعلان الحرب على هادى والتنظيمات الإرهابية ناسين أن أمن العاصمة يقع تحت سيطرتهم وقيادات أمن ووزارة الداخلية من أنصارهم، كما أن وزارة الداخلية اصدرت توجيهات قبل الحادثين بأقل من يوم تحذر فيها المسئولين الأمنيين فى محافظات شبوة وحضرموت وصنعاء من قيام داعش بعمليات إرهابية فى هذه المحافظات .

ويبدو أن كلمة السر فى هذه الحرب التى تدور تحت مسمى محاربة الإرهاب ستكون هى قوات الأمن الخاصة، فقد قامت الجماعة (الحوثيون) على مدى الأيام القليلة الماضية بارسال تعزيزات الى محافظة تعز قيل إنها من قوات الأمن الخاصة بواسطة الطائرات والبر بلغت أكثر من ألف مقاتل بأسلحتهم.

وأوضحت وزارة الداخلية وقيادة قوات الأمن الخاصة أنها تأتى بهدف تعزيز قدرات المحافظة على التصدى للإرهاب مع أن اللجنة الامنية للمحافظة رفضت دخول أى قوات اليها من أى جانب مؤكدة أن قوات الجيش والأمن قادرة على التصدى لأى عمليات إرهابية، ولكن هذه القوات وصلت وحاولت القوى السياسية والشبابية فى المحافظة التصدى لها وقامت بالاعتصام أمام بوابات معسكر قوات الأمن الخاصة حتى لا تخرج منه لشن حرب ضد الجنوب ابتداء من محافظة لحج التى تبعد حوالى 140 كيلومترا عن عاصمة تعز خوفا من تحول محافظتم الى منطقة لتصفية الصراعات بين هادى من ناحية وبين الحوثيين والمؤتمر من ناحية أخرى، وسط أنباء عن إرسال الحوثيين لقوات عسكرية من محافظة الحديدة إلى تعز.

وفى الجهة المقابلة فطن اللواء محمود الصبيحى وزير الدفاع الى هذه التحركات وبدأ فى ترتيب أوراقه فقام بانهاء تمرد معسكر قوات الامن الخاصة فى عدن والذى قاده العميد عبد الحافظ السقاف قائد القوات بعد رفضه تنفيذ قرار الرئيس هادى بإقالته، وأنهى التمرد فى ساعات قليلة ، كما بدأ فى تأمين جبل حديد الذى يضم أكبر مخازن أسلحة فى الجنوب وأنطلق الى قاعدة العند الجوية الاستراتيجية ( فى الجنوب)، والتى غادرها الأمريكيون الذين كانوا ضمن قوة مكافحة تنظيم القاعدة، وعين قائدا لقوات الدفاع الجوى بها وأطمأن إلى ولائها للرئيس اليمنى، وذهب إلى الحوطة عاصمة محافظة لحج والتى شهدت استيلاء عناصر تنظيم القاعدة عليها أمس الاول وقام بتطهيرها وتعيين قوات لحمايتها فيما تسلمت اللجان الجنوبية المؤيدة لهادى المواقع العسكرية بمديرية ردفان ليذهب جنودها الى قاعدة العند للدفاع عنها.

وبعد ذلك ذهب الصبيحى، إلى قرية كرش التى تقع غرب لحج وتتحكم فى الطريق بين تعز وعدن ودعمها بالمقاتلين القبليين والجنود لمنع أى محاولات لدخول محافظات الجنوب كما زار بعض بلدات محافظات تعز القريبة من لحج.

ويعنى قرار اللجنة الثورية العليا لجماعة أنصار الله الحوثية بالتعبئة العامة - والذى كلفت فيه اللجنة الأمنية العليا القوات المسلحة والأمن بالقيام بواجبها وأن توفر وزارة المالية احتياجات المؤسستين للقيام بواجبهما - إمكانية فرض حالة الطوارىء فى البلاد ومنح القوات المسلحة صلاحيات واسعة فى إدارة كل ما يتعلق بالدفاع والأمن وإخضاع الأنشطة المختلفة بالدولة للمجهود الحربى، وهو ما حذر من سياسيون يمنيون من أن فرض حالة التعبئة يهدف الى استكمال الانقلاب الحوثى على السلطة الشرعية

وفى هذا الصدد حذر الحزب الاشتراكى اليمني، من أن هذا التصرف يمثل دعوة الى الحرب الأهلية وخلق أزمات جديدة لأن محاربة الارهاب لا تتطلبها هذه التعبئة التى هى موجهة الى أبناء الجنوب ، واتهم تحالف الحوثيين وصالح بإدخال البلاد فى حرب أهلية كارثية على اليمن .

ويبقى التحدى الأكبر - فى هذه الحرب المحتملة - للطرفين هو التكلفة الاقتصادية الباهظة لإدارتها ، فالحوثيون المتحكمون فى صنعاء يواجهون ظروفا مالية صعبة قد لا يستطيعون معها تحمل تكاليفها ، فيما سيقومون بوقف إرسال المرتبات إلى القواعد العسكرية فى الجنوب ، فهل سيبقى الجنود المنتمون للشمال فى معسكراتهم هناك أم يعودون للشمال ، أما معسكر هادى فكيف سيتحمل نفقات الحرب ومرتبات الجنود لن تصل من البنك المركزى فى صنعاء وكذلك مرتبات الموظفين، الحل هو الاعتماد على الخارج لتمويل هذه الحرب المرتقبة.

وينتظر اليمنيون، اليوم الخطاب المرتقب لعبد الملك الحوثى زعيم جماعة أنصار الله والذى من المتوقع أن يحدد فيه خطوات جماعته التالية وذلك بعد يوم واحد من خطاب الرئيس اليمنى والذى هاجم الحوثيين وزعيمهم وتحالفهم مع إيران.

ووسط هذه التطورات سافر جمال بن عمر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه لليمن بصورة مفاجئة تاركا المفاوضات التى يقودها بين القوى السياسية اليمنة والتي انتهت فعليا فى ضوء الأحداث ليحضر الاجتماع الطارىء لمجلس الأمن الدولى بشأن اليمن.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك