ــ ليبرمان ينفى مسئولية تل أبيب عن اغتيال الباحث الفلسطينى.. والإعلام الإسرائيلى لا يستبعد علاقة الموساد
بدأ اطباء شرعيون فى ماليزيا، اليوم، تشريح جثمان فادى البطش، العالم فى مجال الطاقة وعضو حركة «حماس»، الذى اغتيل، أمس، فى إحدى ضواحى كوالالمبور واتهمت عائلته جهاز المخابرات الإسرائيلى (الموساد) بقتله.
وأكد وزير الداخلية الماليزى أحمد زاهد حامدى، أمس، أن البطش كان «مهندسا كهربائيا وخبيرا فى صنع الصواريخ»، مضيفا أنه «أصبح على الأرجح عنصرا مزعجا لبلد معاد لفلسطين»، وفقا لوكالة الأنباء الماليزية «برناما».
فيما أعلن قائد شرطة العاصمة الماليزية أن تحقيقا معمقا فتح، قائلا: «نحقق من جميع الزوايا. يجب أن نجرى تحقيقا دقيقا ومعمقا. إنها قضية دولية»، مشيرا إلى أنه سيتم تسليم جثمان البطش إلى عائلته بعد انتهاء التشريح.
وقتل البطش (35 عاما) برصاص أطلقه مسلحان كانا يستقلان دراجة نارية. وقالت السلطات الماليزية إنهما مرتبطان على الأرجح بأجهزة مخابرات أجنبية.
وتباين الموقف الرسمى الإسرائيلى والتحليلات الصحفية فى قضية اغتيال البطش. ففيما نفت الحكومة فى تل أبيب المسئولية عن العملية، ألمحت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن تل أبيب وراء اغتياله.
ونقلت القناة الثانية الإسرائيلية، اليوم، عن وزير الدفاع الإسرائيلى أفجيدور ليبرمان نفيه مسئولية بلاده عن اغتيال البطش، قائلا: «حماس دائما تنسب مثل هذه الأحداث إلى إسرائيل، لكن يمكن اتهام جيمس بوند بالعملية أيضا».
فيما هدد وزير المخابرات الإسرائيلى يسرائيل كاتس باستهداف قادة «حماس»، إذا نفذت الحركة عمليات ضد أهداف إسرائيلية فى الخارج. وقال كاتس لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، اليوم، «إن نفذت حركة حماس عمليات فى الخارج ضد إسرائيليين فإن إسرائيل ستستهدف قادة الحركة»، مخاطبا إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحماس قائلا «أنصح هنية بأن يتحدث أقل ويحذر أكثر».
وكان هنية صرح خلال تقديمه العزاء لذوى البطش «إن الموساد نقل المعركة بين الطرفين خارج الأراضى المحتلة».
فى المقابل، ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من حزب الليكود الحاكم أن عملية اغتيال البطش فى ماليزيا هى رسالة مفادها أنه لا يوجد مكان آمن فى العالم لمن أسمتهم بـ«الإرهابيين»، على حد تعبيرها.
وأضافت الصحيفة أنه «من الطبيعى أن تنسب عملية الاغتيال للموساد، فالهدف مهندس عمل لصالح حماس، كما قالت الحركة ذاتها، لكنها لم توضح طبيعة عمله».
بدوره، اعتبر المحلل العسكرى فى صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عاموس هرئيل، أن «عملية الاغتيال مماثلة لتلك التى نفذت ضد المهندس التونسى محمد الزوارى (أواخر 2016 )»، فى إشارة إلى أن «الموساد» هو من يقف وراء قتل البطش، حيث يتهم الجهاز أيضا باغتيال الزوارى، موضحا أن «الهدف من العمليتين تركز على منع حماس من تطوير قدراتها الجوية».