بدأ موسم صيد سمك التونة «الألباكور» الذي ينتظره صيادو مدينة عزبة البرج بدمياط، وهو الموسم الذي يبدأ كل عام من أواخر شهر أبريل حتى شهر سبتمبر، ويتمكن فيه الصيادون من صيد كمية سمك تونة لا تكفي احتياجات مصر من هذه السمكة، برغم المخزون الجيد الذي يوجد في المنطقة الاقتصادية، أمام السواحل المصرية.

ويقول المهندس مجدي عبدالواحد، رئيس مديرية الثروة السمكية بدمياط، إنه في عام 2010 قامت بعثة بحثية من الثروة السمكية لدراسة سمك تونة الألباكور، وكشفت عن تجمع هذه الأسماك، وطريقة صيدها، وحسب الخرائط الموجودة في كل من: معهد علوم البحار بالسويس، وكلية تكنولوجيا المصايد والاستزراع السمكي في الأكاديمية البحرية بالإسكندرية، فإن هذه الأسماك تغطس على بعد 250 مترا خلال النهار هربا من الحر الشديد، وتكون قريبة من السطح أثناء الليل، بحوالي من 20 إلى 50 مترا، وهو ما يناسب المعدات التي يمتلكها الصيادين المصريين، ويتم الصيد في أشهر 5 و 6 و7 و8 و9، وهذا هو التوقيت الذي يتمكن فيه الصيادون المصريون من صيد سمك التونة الألباكور بمعداتهم البدائية جدا، لذلك لا يتم صيده إلا في هذه الأوقات، ويتم صيدها بمعدل 500 كيلوجرام يوميا، لكل مركب صيد بمنطقة دمياط خلال موسم الصيد.

وأضاف الدكتور علاء الدين أحمد، عميد كلية تكنولوجيا المصايد والاستزراع المائي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية الأسبق، أن سمك تونة "الألباكور" متوفر بمخزون جيد أمام السواحل المصرية، فالسمك يتم تفريخه في البحر الأبيض المتوسط، أمام رأس البر، وبورسعيد ، والسلوم، ويتم صيدها بمعدل 500 كيلوجرام يوميا – تقريبا- لكل مركب صيد في منطقة دمياط خلال موسم الصيد، حسب دراسات الثروة السمكية، وتتم هجرته داخل البحر الأبيض رأسيا وأفقيا كل عام في المياه الاقتصادية، ويختلف تماما عن سمك الـ"بلوفين تونة" الذي يهاجر من المحيط الأطلسي إلى البحر الأبيض كل عام.

وأوضح أن طول أسماك الألباكور يصل إلى 1.2 متر ويتراوح وزنها بين 5 و40 كيلو جرام، وإن كانت تبلغ درجة النضوج عند نحو 60 سنتيمترا في البحر المتوسط، بينما متوسط الأسماك في مياه مصر نحو 80 سنتيمتر، والوزن نحو 10 كيلوجرامات.

ويقول الريس محمد الزاهد، صاحب مركب صيد، أن «سرحة» صيد التونة على المركب تستغرق من 6 إلى 7 أيام، تصل بعض المراكب إلى قرب المياه الإقليمية لدولة قبرص، ويتم صيد سمكة الألباكور بالسنار، الذى يوضع بطريقة منظمة في صناديق، ويتم تغذيته بالطعم مثل السردين أثناء سير المركب، ويصل طول غزل السنار حوالى 35 ميلا بحريا، ويستغرق إلقاء الغزل والسنار من 4 إلى 5 ساعات، وغالبا يتم إلقاء الغزل في الليل، وتنتظر المركب بجوار إشارة ضوئية عائمة على "شمندورة" طوال الليل حتى أول ضوء، فيتم التقاط "الشمندورة" وطرف أول خيط، وتبدأ رحلة إعادة الغزل والسنار إلى المركب، حاملة معها ماعلق بها من أسماك تونة طوال الليل.