نورا ناجي: حصولي على جائزة الدولة التشجيعية جعلني أشعر بقيمة الكتابة - بوابة الشروق
الخميس 1 مايو 2025 12:28 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

نورا ناجي: حصولي على جائزة الدولة التشجيعية جعلني أشعر بقيمة الكتابة

أسماء سعد - تصوير: مجدي إبراهيم
نشر في: الجمعة 22 سبتمبر 2023 - 7:07 م | آخر تحديث: الجمعة 22 سبتمبر 2023 - 7:07 م
هدى أبو زيد: بناء الرواية متقن وميزها دلالات الألوان والحواس

«بناء روائى اتسم بالحرفية العالية، لغة سلسة وشخصيات مرسومة بدقة» سمات ميزت رواية «سنوات الجرى فى المكان» للكاتبة نورا ناجى الحاصلة على جائزة الدولة التشجيعية لعام 2023، والتى جرى مناقشة أحداث روايتها وكواليس كتابتها خلال ندوة فى مكتبة إشراقة، السبت الماضى، أدارتها الكاتبة هدى أبو زيد.

وقد جاء ضمن حضور ندوة مناقشة الرواية الصادرة عن دار الشروق، كل من الكتّاب نهلة كرم وضحى صلاح، والعضو المنتدب لدار الشروق أميرة أبو المجد، ونانسى حبيب مسئول النشر بدار الشروق، وعدد من الكتاب والروائيين.

قالت الكاتبة والروائية نورا ناجى: أردت لـ«سنوات الجرى فى المكان» أن تحتفى بالفن وتضعه فى صدارة أولوياتها، وكنت أريد تكريم الفنون التى وردت فى الرواية، وأردت لكل فصل من فصولها أن تصبح بمثابة عمل فنى فى حد ذاته، يتعلق بفنون الرواية والمعرض التفاعلى السمعى البصرى والمسرح وهكذا، وأردت الاحتفاء بالتدوين والمدونات والتى أعتبر أن كثيرا من الكتاب قد انطلقوا فى مشروعاتهم الروائية من خلال المدونات التى أثرت الأدب والسياسة أيضا فى ذلك الوقت.

وأضافت: استغرقت وقتا ليس بالقليل أبدا لإحكام البناء الروائى لـ«سنوات الجرى فى المكان»، الأبطال الـ 5 فى الرواية يعادلون الخمس حواس التى يفقدونها، وهم يمثلون جيلا مؤثرا ومشهودا، وفى سياق متصل أنا مهتمة بالحواس جدا وأقرأ كل ما يرتبط بها، وفيما يتعلق بالألوان أيضا فإن انطباعاتى عنها تخص كونها مختلفة عمن حولى، ومن هنا انطلقت لصياغة التوليفات داخل الرواية، ورأيت فى الألوان تحديدا خيوطا وثيقة الصلة بالتفاعل داخل «سنوات الجرى فى المكان»، وكل فصل داخل الرواية يرتبط بشخصية ولون وحاسة، وتطور الأصوات داخل الرواية جاء وفقا لبناء مرسوم وتم دمجه داخل النص بعناية.

وأردفت بالقول: المشاعر الخاصة بالأبطال تجاه الحواس التى يفقدونها وارتباط ذلك بالشعر أو النثر جاء ضمن تفاصيل الرواية، حتى إن شكل السرد اتخذ نمط الشعر للدخول فى عالم الأبطال باستغراق قدر المستطاع، والنص به تحريك للذكريات والمشاعر والأفكار ليكون نصا مليئا بالأفكار الداخلية دون أن يفقد حيويته الملحوظة بالتنويعات الخاصة به.

وأوضحت: كان هناك اختيار واعٍ من جانبى ألا يطغى الحوار الداخلى على السرد إجمالا، باستثناء لمواجهة شخصية مصطفى لوالده؛ حيث أردت ألا يجد القارئ عائقا أمام شعوره بتحرك الأحداث وتفاعل الشخصيات فيما بينها، دون أن يكون هناك إفراد واسع لمساحات مطولة من الحوار، واستغرق ذلك جهدا كبيرا، لأننى لا أنحاز للحوار المطول فى الأعمال، كما أننى لا أريد للغة العامية أن تسيطر على الرواية، ولذلك أردت للسرد أن يظهر أكثر من الحوار الطويل، وقد خرجت الرواية لتكون مليئة بالتأويلات التى يتماهى كل قارئ مع النص وفقا لرؤيته.

وأشارت ناجى إلى أن هناك مجموعة من التحديات التى تولدت لديها داخليا تجاه عديد من النقاط داخل الرواية، بحيث كل ما كانت تعتبره تحديا بالنسبة لها أقدمت على الاشتباك معه وتقديمه وإيجاد معالجة له داخل النص، لتواصل بالقول إن الفصل الخاص بشخصية «مصطفى» يجده القارئ له وقع خاص عليه نظرا لمقدار الجدية والوضوح الذى يمتاز به مصطفى، فقد حرصت على أن تصبح جميع التفاصيل الخاصة به لها مصداقية عند القارئ.

نجاح الرواية مرتبط باستشعارى بمدة تأثيرها فى حياة القراء، وأذكر أنه فى إحدى المرات قد احتضنتنى قارئة وقالت لى إن روايتى «أطياف كاميليا» قد غيرت حياتها، فى مثل تلك اللحظات أستشعر تماما بمقدار النجاح الذى وصلت إليه، وإجمالا المبدع يحب دوما أن يلاقى التقدير من جانب جمهور القراء، وأن يحصل على مقروئية واسعة وأن يصعد منصات التتويج حصولا على الجوائز.

واختتمت: شعور الحصول على جائزة الدولة التشجيعية كان رائعا، هذه الجائزة لها قدر كبير للغاية عندى، وكان والدى فخور بها لأقصى درجة، وشعور الحصول عليها رائع جعلنى أشعر بقيمة الكتابة.

فيما قالت الكاتبة هدى أبو زيد، إننا نعيش أجواء احتفالية بمناسبة صدور الطبعة الثانية من الرواية، وهو عمل عميق له أبعاد كثيرة ومتعددة، حيث رواية لها مضمون وأحداث وشخصيات شيقة، وأصنفها كرواية عظيمة تحمل تأويلات مختلفة تستوعب الحكى المطول عن فكرتها والمقصود منها.
وتابعت: الرواية تتعلق بجيل تعرض لإحباط فى لحظة كانت لربما يمكن أن تحقق له كل الأحلام، ولكن تلك الأحلام لم ترَ النور، وأن الكاتبة انطلقت بحرفية عالية فى التعامل مع لحظة «الذروة» فى الرواية، وهى لحظة ثورة يناير، العمل بعيد كل البعد عن السياسة، لسنا بصدد عمل سياسى، وإنما بصدد عمل روائى يتحدث عن انعكاسات تعرض لها مجموعة من البشر ممن ارتبطوا بالسياق العام من حولهم.

وأوضحت أبو زيد أن نورا ناجى استطاعت أن تغمس القارئ فى عالم ما دار خلال العام 2011، دون أن تدفع القارئ لاتجاه معين أو قناعة ما سلبا أو إيجابا، زمن العمل استمل على جائحة الكورونا، التى شكلت مفاجأة للعالم كله، وتسببت فى إحباطات نفسية وحلول طيف الموت دائما خلال فترة كورونا، وهو ما استطاع العمل التعبير عنه جيدا، سواء بالحديث عن الموت المباشر لوفاة أحدهم، أو موت الأمل فى نفوس البعض، وصولا إلى الفصل الأخير الذى اشتمل على قيمة السعى للحياة وأهمية مواصلة ذلك طوال الوقت.

وأفادت بأن النص الروائى الجيد لنورا ناجى، جاء متماسكا، وسوف يكتشف القارئ على الدوام الكيفية التى تم بها رسم الخمس شخصيات والتفاصيل المشوقة التى ارتبطت بهم، وما يتعلق بأحلامهم ومسيرتهم التعليمية والعملية، والترميز لأماكن مميزة والدلالات التى ارتبطت بعبارة السلام إكسبريس.

واختتمت بأن رواية تمتلئ بالجمل البارعة ودلالات الألوان والتوصيفات التى جاءت مدعومة بتفاصيل دقيقة تساعد على إبقاء القارئ مرتبطا بشدة مع النص أمامه، خاصة مع التعبير عما شعر به الشباب، فقد برعت نورا ناجى فى إحداث تغيرات تعرض لها الشخصيات الخمس، وجاءت تلك التغيرات ضمن بناء متقن لفصول الرواية.

يشار إلى أن نورا ناجى تقدم فى روايتها سيرة استثنائية للحواس، من الرؤية إلى اللمس، ومن التذوق إلى الشم إلى السمع، على شرف ثورةٍ طمحت فى الذهاب بعيدًا إلى ما بعد السماء، غير أنها اكتفت بساقيْن مغروستيْن فيما تحت الأرض، قانعةً بالجرى فى المكان.

جدير بالذكر أن نورا ناجى؛ روائية مصرية، من مواليد طنطا سنة 1987. تخرجت فى كلية الفنون الجميلة ــ قسم هندسة الديكور. صدرت لها أربع روايات: «بانا» عام 2014، و«الجدار» عام 2016، و«بنات الباشا» عام 2017 التى وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة ساويرس فرع شباب الأدباء 2018، و«أطياف كاميليا» عام 2020 التى وصلت للقائمة القصيرة لجائزة ساويرس والفائزة بجائزة يحيى حقى. وفى عام 2020 صدر لها كتاب «الكاتبات والوحدة»، وبعده صدرت مجموعتها القصصية الأولى «مثل الأفلام الساذجة» عام 2021، كما ساهمت فى ترجمة كتابين للأطفال وهما: «هل يمكننا مساعدة الأشجار؟»، و«هل يمكننا مساعدة النحل؟» عام 2022.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك