تنظر محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار عبدالرحمن حافظ، غدا الأحد، أولى جلسات محاكمة المهندس المتهم بقتل صديقه، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"مهندس كرموز".
كانت نيابة كرموز العامة في الإسكندرية، أحالت المتهم بقتل صديقه وزميل دراسته للمحاكمة الجنائية العاجلة؛ لإدانته بإطلاق 7 رصاصات صوب المجني عليه من سلاح ناري (طبنجة) كان بحوزته أثناء وجوده على طريق القباري بين منطقتي بشاير الخير والموقف الجديد.
تعود وقائع القضية، عندما تلقى مدير أمن الإسكندرية، إخطارا من قسم شرطة كرموز، يفيد بورود بلاغ بإطلاق المتهم عدة أعيرة نارية على المجني عليه، ما أسفر عن وفاته في الحال.
وتبين من المعاينة والفحص وجود جثة المجني عليه مصابا بـ7 طلقات نارية أُطلقت من "طبنجة" وذلك بعدما أطلق المتهم النار عليه أثناء سيره بمفرده في الشارع، ثم استقل سيارة كانت متوقفة على مقربة منه وفر هاربا، بينما حاول بعض المارة اعتراضه دون جدوى.
وذكر شهود العيان للشرطة أن المتهم كان يقف في انتظار المجني عليه قبل الجريمة بدقائق، ولم يخفِ ملامحه أو وجهه، ما يشير إلى وجود نية مسبقة لارتكاب الجريمة، كما أكدوا أنه لم يسرق أيا من متعلقات القتيل الشخصية (هاتف محمول، ومحفظة).
وبتقنين الإجراءات تم ضبط المتهم، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة بسبب خلافات سابقة بينه وبين المجني عليه، موضحا أنه كان قد تعدى على زوجة القتيل بالسب والتشهير على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم الصلح بينهما في نوفمبر 2024، إلا أن المجني عليه قدم شكوى ضده لوالده الذي عنفه، فقرر الانتقام منه بقتله.
وأقر المتهم في التحقيقات، أنه عمل في شركات كبرى وتجارة الذهب، وخطط لقتل المجني عليه منذ عامين، وحاول خلال تلك الفترة استفزازه بفبركة صور لزوجته، وبحث على شبكة الإنترنت عن كيفية استخدام السلاح، وأجر شقة بالقرب من محل سكنه لمراقبته.
وأجرت النيابة معاينة تصويرية لموقع الحادث، وضبطت فوارغ طلقات وخزينة السلاح، واستمعت لأقوال شاهدين إثبات، أفادا برؤيتهما للمتهم حال إطلاقه الأعيرة النارية صوب المجني عليه، ثم فراره بالسيارة التي ظهرت بمقطع الفيديو، الذي تم فحصه وربط بيانات المركبة بمنظومة المرور، وتمكين ذوي المجني عليه من مشاهدته، فتعرفوا عليه، مؤكدين وجود خلافات سابقة بينهما.
وباستجواب المتهم أقر بقتل المجني عليه عمدا مع سبق الإصرار والترصد، وأنه بيت النية على قتله نتيجة خلافات سابقة، إذ تحصل على سلاح ناري، وتتبع تحركاته بدقة، حتى باغته على طريق القباري السريع، وأطلق صوبه أعيرة نارية متتالية، ثم اعتدى عليه بمؤخرة السلاح للتأكد من أنه فارق الحياة، وذلك قبل فراره.
وأظهر تقرير الصفة التشريحية للمجني عليه أن وفاته نتجت عن إصابات نارية متعددة أحدثت صدمة نزيفية قاتلة، وتطابق ذلك مع ما ورد بتقرير الأدلة الجنائية من مضاهات فوارغ الطلقات بالسلاح الناري المضبوط، وثبتت مطابقة المحاكاة التصويرية لأقوال المتهم.
وأظهرت التحقيقات أن المهندس المجني عليه، كان لا يعمل بمجال تخصصه، وإنما يشغل وظيفة إدارية بأحد توكيلات السيارات في الإسكندرية، رغم أنه خريج قسم البتروكيماويات بإحدى الجامعات الخاصة، ومقيد بشعبة الكيمياء والنووية بالنقابة، وهي الشعبة المدمجة التي تضم تخصصي الكيمياء والنووية، إذ أن تخصص البتروكيماويات يعد أحد فروع الهندسة الكيميائية.
وأضافت التحقيقات، أن المتهم حاصل أيضا على بكالوريوس هندسة، ومقيم في نطاق دائرة قسم شرطة الدخيلة، وسبق إيداعه إحدى المصحات النفسية، وأن الحادث لا علاقة له بمجال عمل القتيل، وإنما يرجع وجود علاقة صداقة بين الطرفين منذ فترة الدراسة، حيث أقدم المتهم على قتله بعدما سمع وشاية تفيد بأن صديقه تحدث عن زوجته بسوء، ما أثار حفيظته فترصد له وقتله على النحو المبين في التحقيقات.