لا يزال الشاب السوداني البطل أحمد المدثر، الذي أنقذ سيدة مصرية من الموت تحت عجلات القطار يرقد في مستشفى أسيوط الجامعي لاستكمال العلاج.
وفي يوم الثلاثاء الماضي، كان المدثر يرتاد قطار القاهرة - أسوان، وعندما وقف القطار في محطة أسيوط للاستراحة ترجل المدثر منه ليشعل سيجارته لكنه لم يكن يعلم أنه على موعد مع القدر.
وفجأة تحرك القطار للمغادرة، وأسرعت سيدة خمسينية لتلحق به فانزلقت قدمها وسقطت تحت عجلات القطار، وبالصدفة لم تر عيناها في هذا الموقف الجلل إلا المدثر لتصرخ مستغيثة به: "الحقني يا بني" فما كان منه إلا أن قفز خلفها تحت عجلات القطار في محاولة لإنقاذها، فأزاح رأسها من فوق القضبان لكن القدر كان وقعه أسرع من محاولات نجاتهما، ومرت عجلات القطار على قدم وذراع السيدة وذراع المدثر ليقطعهم، بينما استطاعا أن يحظيا بفرصة جديدة للحياة.
• عملية جراحية جديدة
قال المدثر في تصريحات خاصة "الشروق"، يوم الأحد، إنه أجرى فحوصات لازمة لإجراء عملية جراحية جديدة في العمود الفقري يوم الاثنين، بعدما أجريت له عملية بتر بذراعه في المستشفى الجامعي بأسيوط.
وأضاف المدثر، أنه يعاني كسرا في الفقرة الثالثة بالعمود الفقري نتيجة الحادث، وأنه في كامل الرضا عما فعله تجاه السيدة التي كادت تفقد حياتها لولا أنه تدخل في الوقت المناسب.
ورغم ما يعانيه المدثر من فقدان لجزء عزيز من جسده، بدت السعادة والقوة في صوته خلال حديثه لـ"الشروق"، وهو يوجه الشكر للمصريين الذين افتخروا به قائلا: "الحمد لله على كل شيء مشاعركم ودعائكم يجعلني فخورا ومصر والسودان طول عمرهم واحد في الأصل".
وتلقى اللواء أحمد جمال مدير أمن أسيوط، إخطارًا من مأمور محطة السكة الحديد بأسيوط بورود بلاغ يفيد بسقوط شخصين في أثناء محاولتهما اللحاق بقطار متجه إلى محافظة أسوان خلال تحركه من محطة أسيوط؛ ما أسفر عن إصابة السيدة "ز. م"، 55 عامًا، ببتر في الذراع والقدم الأيمن، و"أ. م. أ" 35 عامًا، كسر مضاعف بالذراع الأيسر، وجرى نقلهما إلى مستشفى أسيوط الجامعي، وحرر المحضر اللازم تمهيدًا للعرض على النيابة.