أوروبا ترفع شعار «البدينات هن الجميلات» - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 10:00 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أوروبا ترفع شعار «البدينات هن الجميلات»

كتبت ــ آية عامر:
نشر في: الثلاثاء 23 أغسطس 2016 - 12:20 م | آخر تحديث: الثلاثاء 23 أغسطس 2016 - 12:20 م

- السمنة تطرد النساء خارج جنة العمل والزواج.. والبدين يحلم بخالية الدسم
«غرّاءُ فرعاءُ مصقولٌ عوارضُها/ تمشى الهُوينا كما يمشى الوجى الوَحِلُ»... أين منا ذلك الزمن، الذى كان الشاعر العربى يتغنى بسمنة حبيبته، حتى إنه يحتفى بكونها، لفرط ثقلها، تمشى كالناقة أو الهودج!..
قرون مضت، والنساء يطلقن ذلك التساؤل الأسيان، متعجبات من انقلاب الأمر، الآن، رأسا على عقب، إلى حد مطاردة المرأة أو الفتاة البدينة، وطردها من مجالات التميز الاجتماعى والعملى، وحتى من فرص الزواج.
الأسبوع الفائت شهد واقعتين مختلفتين فى هذا الصدد، فبينما أعلن التليفزيون المصرى إيقاف عدد من المذيعات ومقدمى البرامج من النساء لحين التخلص من أوزانهن الزائدة، قامت شركة «جولدز جيم» العالمية، بدعم النساء اللواتى تأذين من إساءة أحد فروع الشركة بمصر، للنساء الممتلئات، بعد أن نشر بوسائل التواصل الاجتماعى إعلانا يحتوى صورة كمثرى كتب إلى جوارها «ليس هذا شكلا لفتاة»، ما جعل الشركة تغلق الفرع، وتعتذر للنساء.
الإجراء الذى اتخذته الشركة العالمية، يضاف إلى عدد آخر من الإجراءات والتوجهات التى يتبناها الغرب منذ فترة للتصالح مع المرأة غير النحيلة، ودفعها للتصالح مع جسدها ومع الحياة، بعد أن سجنها لعقود طويلة، وعمد لتجاهلها فى مقابل الاحتفاء بعارضات الأزياء شديدات النحافة؛
ففى 2013 اجتمع فى لندن رؤساء تحرير مجلات الأزياء العالمية واتفقوا على التوقف عن الترويج للعارضات النحيلات، لوقف الاتجاه المدمر إلى النحافة بين العارضات والتى تسير على دربه معظم النساء؛ قرار آخر اتخذته بعض شركات الأزياء وهو صنع موديلات خشبية بدينة، لعرض ملابس البدينات، فضلا عن انتشار ألبومات مصورة على فيسبوك لنساء أوروبيات سمينات، يتميزن بالجمال والأناقة.
لكن اللافت فى الأمر عدم تجاوب العالم العربى، الذى ينفرد بنسبة عالية جدا من عدد الرجال والنساء البدينات، مع تلك الدعوات المتصالحة مع الشكل الممتلئ للجسم، بل ويمتد التناقض إلى رفض الرجل البدين للمرأة الممتلئة خشية أن يتعقد الأمر بعد الزواج والإنجاب!، فمهما كان هو مترهلا يشترط فى زوجته أن تكون خالية الدسم!.
أخيرا ظهرت هاشتاجات مثل «التخن_مش_عيب»، بين الفتيات البدينات محاولات ابراز جمال المرأة البدينة وألا يعيبها شىء، ومنشورات مثل «بإمكانك أن تكونى ناجحه مهما كان جسمك»، والقواعد الأربعون للسمنة، والتى يأتى على رأسها « كل لحد ما الأكل يخلص، التحلية فرض من فروض الأكل، الجيم فى الآخرة، اشربى مياه غازية كتير وسط الأكل». فى محاولة من الفتيات لدعم أنفسهن.
وبحديث «الشروق» لعدد من الفتيات فى إحدى الصالات الرياضية، أعربن عن استيائهن من الرفض المجتمعى لهن، مشيرين إلى النظرة الذكورية التى يتبناها المجتمع: «يبقى بكرش وشكله شبه البالونة، والبنت تبقى مليانة شوية بس جميلة، وأول ما يشوفها يقول يع!»، تقول فتاة، فيما تعترف أخرى بأسى إنهن جئن لهذا المكان، من أجل تحسين فرصهن فى الزواج:
«إحنا بنخس عشان نقدر نتجوز، لأن محدش بيبص لروحنا الكل بيبص لجسمنا، عقلية الشباب مريضة».
ولم تفلح عديد الدعوات التى تطالب الفتاة «المكلبظة» بالثقة بنفسها، وضرورة أن تشعر بأنها ملكة فى نظر نفسها، وأن «ناس كتير تتمنى ربع جمال وطيبتك وروحك وضحكتك ونظرة عنيكى» ــ فى منح كثيرات هذه الثقة.
أما الشباب فكانت تعليقاتهم على الأمر تأكيدا على المأساة التى تعيشها غالبية بنات ونساء مصر؛ فأغلبهن رفض الارتباط بفتاة بدينة، وإن أرجعوا الأمر لأسباب صحية: «التخن من أكتر الحاجات الغلط على الصحة سواء للراجل أو الست، كمان ممن تعيق احتمالية إنجاب الأطفال».
وحتى أن الشاب أحمد محمود، الذى يعانى من السمنة، كان هذا رأيه «أرفض أن تكون زوجتى مليئة، لأنها بعد الزواج ستكون أكثر بدانة نتيجة الحمل وخلافه، بينما الرجل يكون لديه أكثر من نشاط فاحتماليه زيادته بعد الزواج ضعيفة»!.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك