تباينت آراء عدد من المحللين بشأن مواصلة تنفيذ برنامج الطروحات حسب الخطة الزمنية الموضوعة، مع استعداد الحكومة لإطلاق المرحلة الثانية من البرنامج خلال سبتمبر المقبل، حيث يرى أحدهم أن حالة السوق لا تسمح بتنفيذ أى عملية طرح، خاصة مع تراجع قيمة الأسهم وقلة أحجام التداول ونقص السيولة، فيما يرى الآخر أنه إذا تم خفض الفائدة خلال النصف الثانى من الممكن أن تنعكس بشكل ايجابى على البورصة ويتم البدء فى طرح الشركات بالبورصة. 
وتستعد الحكومة لإطلاق المرحلة الثانية من برنامج الطروحات بالبورصة خلال سبتمبر المقبل، لـ«شركات جديدة غير مقيدة بالسوق وفى قطاعات جديدة»، بحسب هشام توفيق وزير قطاع الأعمال، الذى أوضح أن هناك شركتين جاهزتين للطرح فى البورصة قريبا.
قال أحمد زكريا، مدير الاستثمار فى شركة عكاظ لتداول الأوراق المالية: إن التوقيت غير مناسب لأى طرح خاصة مع غياب المحفزات وقلة أحجام التداول ووصول أسعار الأسهم إلى أدنى مستوياتها، مضيفا أن هناك العديد من القطاعات التى تعانى من مشكلات عديدة كقطاع العقارات والأسمنت، خاصة بعدما أعلنت شركة أسمنت طرة إغلاق مصنعها مما انعكس بشكل سلبى على أداء القطاع.
وأضاف زكريا، أن التباطؤ فى اتخاذ بعض القرارات كضريبة الدمغة وإنهاء صفقة جلوبال تليكوم أثر بشكل كبير على مناخ الاستثمار فى البورصة، «مع معدلات الفائدة المرتفعة ونقص السيولة من الصعب تنفيذ الطروحات فى موعدها.. يجب على الحكومة خلق مناخ جيد يساهم فى جذب المستمرين لأن البورصة من أهم أدوات جذب الاستثمارات المختلفة». 
أظهر البيان المالى التمهيدى، لمشروع موازنة العام المالى الجديد، أن الحكومة تستهدف حصيلة بقيمة 8 مليارات جنيه من برنامج طرح الشركات الحكومية فى البورصة، مقابل 10 مليارات جنيه فى موازنة العام المالى الحالى.
وكانت وزارة المالية أعلنت خلال أبريل الماضى، إن من بين الإصلاحات التى تعتزم تنفيذها فى العام المالى المقبل، تفعيل برنامج الطروحات العامة، الذى يتضمن تحديد مؤسسات وشركات حكومية لطرح جزء منها ــ حصة غير حاكمة ــ بالبورصة المصرية بهدف توفير فرص استثمارية وإضافية لسوق المال، وتوفير تمويل إضافى لتلك الشركات والموازنة العامة للدولة بنحو 8 مليارات جنيه خلال العام المالى 2018 ــ 2019».
من جانبه توقع عمرو الألفى، رئيس قسم البحوث بشركة شعاع للأوراق المالية ــ مصر، أن يخفض المركزى المصرى الفائدة، بعد قرار الفيدرالى الأمريكى، خفض أسعار الفائدة مما يجعل البنوك المركزية فى الأسواق الناشئة تتبع نفس النهج دون قلق على وضع عملاتها، ومن بين تلك الأسواق مصر التى توقع الألفى أن تخفض أسعار الفائدة بنسبة 1% فى نوفمبر أو سبتمبر القادمين. 
وأوضح الألفى أنه فى حالة استقرار السوق ومع التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة سيتم تنفيذ برنامج الطروحات فى موعده، كما أن طرح شركة «اى فايناس» وبنك القاهرة فى النصف الثانى من العام سينعش سوق المال، خاصة أنهما جاذبان للمستثمرين لأن التكنولوجيا قطاع مهم فى تلك الفترة مع اتجاه الدولة إلى التحول الرقمى فى المعاملات المالية.
ولفت الألفى إلى توقعاته بأن تعانى كل من شركتى أبو قير والإسكندرية، لأنها سهمان موجودان بالفعل فى السوق، التى تعانى من نقص السيولة بالأساس.
لكن مصطفى جاد، الرئيس المشارك لقطاع الترويج وتغطية الاكتتابات فى شركة «هيرمس»، أكد ضرورة أن تكون السوق جاهزة لاستعاب طرح الشركات من ناحية معدلات السيولية ومعدلات التضخم التى بدأت بالتماسك وأسعار الفائدة التى انخفضت معدلاتها عن الفترة الماضية.