«المذنب» الدنماركى يضع الإنسانية فى مأزق صعب - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:29 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«المذنب» الدنماركى يضع الإنسانية فى مأزق صعب

خالد محمود
نشر في: الإثنين 24 سبتمبر 2018 - 9:28 ص | آخر تحديث: الإثنين 24 سبتمبر 2018 - 9:28 ص

الفيلم يقدم حكايته وكأنه عالم من الإثارة الصوتية السينمائية


مثل هذا النوع من السينما لا تملك إلا أن تصفق لها.. تلك التى تأخذك فى عالم من الشكوك والغموض والإثارة، ثم ترسو بك فى النهاية امام مشهد هو الامان والصواب بعينه، وهو ما حدث مع فيلم «المذنب» للمخرج الدنماركى جوستاف مولر، الذى وضع الإنسانية كلها فى اختبار ومأزق امام ضابط شاب «اسجر هولم» يتلقى مكالمات الطوارئ، ويدخل فى سباق مع الزمن عندما يجيب عن مكالمة من امرأة مخطوفة تطلب إنقاذها لكن ينقطع الاتصال فجأة.
الضابط الذى يعاتبه دائما رؤساؤه وتم نقله إلى ذلك العمل المكتبى، جعلنا نعيش اجواء الاثارة، ونتنفس معة ارادة وتحدى انقاذ تلك المرأة ونفسه ايضا، إنه لا يزال قادرا على القيام ببعض الخير فى العالم، حيث سيكون مصيره الشارع مثل صديقه الذى كان فى انتظار تحقيق.
فى الفيلم الذى عرضه مهرجان الجونة السينمائى خارج المسابقة، استطاع السيناريو المتميز الملىء بالمنحنيات المثيرة، والذى شارك فى كتابته المخرج جوستاف مولر مع ايميل نيجار سرد الاحداث بمهارة كبيرة من غرفة واحدة هى غرفة تلقى المكالمات، وقدرة هائلة على التصوير بلقطات مقربة ومتوسطة للبطل، بزوايا مختلفة لا يتخللها أى ملل وهو امر صعب بلا شك، وكان مدهشا أن تكون بها هذه المساحة من الاحداث، وأيضا كان لانفعالات وتعبيرات البطل «هولم» الهائلة دور كبير فى رسوخ اجواء العمل، بصوته وهو يرد على المكالمات من خلال جهاز الاستقبال «911» فى رحلة سعيه إنقاذ تلك المرأة «جيسكا»، وهى أم لطفلين والتى تلمح إلى أنها اختطفت من قبل زوجها السابق «مايكل»، وكأنه عالم من الإثارة السينمائية الصوتية.
«مذنب» أو من «Guilty» الذى عرضته شاشة مهرجان الجونة قصة عالية المستوى بميزانية متواضعة لكنها صنعت بحرفية عالية ترتكز على أداء مقنع من قبل جاكوب سيديرجرين الذى قدم دور الضابط، حيث ترصد حكاية حياة متعلقة على الخط، وكذلك الحالة البصرية للفيلم الذى حظى باستقبال كبير لدى عرضه، حيث تزداد حدة الاضطراب، عندما نسمع أن الخاطف قاد جيسكا بسيارته إلى منطقة مجهولة، ونسمع بكاء الابنة «ايبن» البالغة من العمر 6 سنوات، ويحاول الضابط تحديد موقعها المتحرك، فى محاولة من المخرج لإشراك الجمهور فى تلك اللحظة اللاهثة والمحنة وأزمات الضابط الشخصية، أيضا والذى يريد أن يثبت وجوده فى انه يمكن أن ينجح، وبالفعل أنقذ تلك المرأة عبر مهنته الجديدة وفى عصره المتوتر.
رغم واقعية الاحداث المحكمة فإنها كانت اكثر تشويقا بإعطائها نوعا من الخيال الذى جعل التوقع بالنهاية غير متاح فى ذهن المتلقى.
أيضا نجح المخرج فى ربط خيوطه التى تتعلق بالطريقة التى نتعامل بها مع العالم من حولنا، بالقطع ليس بطريقة موضوعية وعادلة، ولكن بطريقة تسترشد بها تحيزاتنا الخاصة، وحاجتنا إلى تحقيق هدف فى العالم وهو كيف تكون ايجابيا رعم الاحباطات.
كان مشهد النهاية رائعا عندما سمعنا صوت الموسيقى لأول مرة، مع خروج البطل من غرفته وكأنه يستنشق حياته اخيرا مع إنقاذ بطلته المستغيثة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك