نقاد وصناع الفن يؤكدون: المستقبل لمسلسلات «الحكايات» ولكن بشروط - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 9:21 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نقاد وصناع الفن يؤكدون: المستقبل لمسلسلات «الحكايات» ولكن بشروط

طارق الشناوي
طارق الشناوي
كتبت ــ إيناس عبدالله:
نشر في: الأحد 24 أكتوبر 2021 - 9:39 م | آخر تحديث: الأحد 24 أكتوبر 2021 - 9:39 م
طارق الشناوى: الدراما المصرية بدأت تتحرر من القيود ومع مرور الزمن سنشهد إبداعًا كبيرًا

ماجدة موريس: الحواديت راعت وقت المشاهد.. وقدمت له جرعة درامية مكثفة وسريعة

محمد فاضل: جيلنا صاحب السبق فى هذا النوع من الأعمال.. وأتمنى أن تخرج من إطار التسلية

انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة مسلسلات «الحكايات» هذه النوعية من الأعمال الدرامية التى تعتمد على تقديم أكثر من حكاية فى المسلسل الواحد، تدور أحداثها فى 5 أو 10 حلقات، ويقوم ببطولتها وتأليفها وإخراجها فرق عمل مختلفة ومتعددة، وحققت نجاحا لا بأس به، ومنها «حكايات» كانت مثار حديث رواد التواصل الاجتماعى، بل ظن البعض أنها السبب الحقيقى فى اندثار ظاهرة مسلسلات الـ60 حلقة التى انتشرت فى وقت ما، ثم بدأت تختفى، كما أن نجاحها فى جذب كبار النجوم للعب أدوار البطولة فيها، دفع البعض للاعتقاد أن هذه النوعية من المسلسلات ستكون قادرة يوما ما على القضاء على فكرة موسم الدراما الواحد، وهو موسم رمضان، الذى يعتبر أكبر المواسم الدرامية وأنه سيصبح لدينا مواسم درامية موازية وكبيرة على مدى العام.

اللافت هنا أن هذه المعتقدات والظنون وجدت ترحيبا وقبولا عند النقاد وصناع الفن، الذين أكدوا على قدرة هذه النوعية من الأعمال الدرامية أن تحقق نجاحا أكبر مما هى عليه الآن، ولكن بشروط وضوابط.
البداية كانت مع الناقد طارق الشناوى الذى قال:

نحن فى زمن يجب على المسلسلات التليفزيونية أن تتحرر من القيود، ولا أعنى بذلك أن مسلسل الـ5 حلقات هو بالضرورة أفضل من مسلسل الـ15 أو الـ30 أو حتى الـ60 حلقة، فالأمر كله متعلق بالإيقاع، والقماشة الدرامية، وإلى أى مدى تحتمل عددا من الحلقات، وهناك نظرية «الفطاطرى»، التى قالها لى يوما ما الكاتب الراحل وحيد حامد، وكيف أن قطعة العجين ممكن أن يصنع منها فطاطرى بيتزا صغيرة، وطعمها لذيذ، ويصنعها منها أخر فطيرة كبيرة جدا بلا أى طعم ومذاق، فالأمر هنا متوقف على مكونات هذه العجينة ومهارة الفطاطرى.

وتابع «الشناوى»: مخطئ من يظن أننا أمام ظاهرة جديدة، فالتليفزيون المصرى منذ بدايته كان به سهرات درامية ومسلسلات خماسية وسباعية و13 حلقة، وكان الهدف هو ملء فراغ الخريطة البرامجية، كما هو الحال حاليا، فالقائمون على هذه النوعية من المسلسلات هدفهم الرئيس ملء ساعات الإرسال، وتقديم جرعة درامية مسلية لا أكثر ولا أقل، لكنى على يقين أنه بمرور الوقت سيكتشفوا أن ملء المساحة وحده لا يكفى، وأن الانتقاء أصبح ضرورة، ولابد من تطوير الفكرة، خاصة مع وجود المنصات الرقمية.. أصبح هناك نوافذ كثيرة للعرض، بقوانين مختلفة واعتبارات أخرى، غير اعتبارات موسم رمضان، وهذه النوافذ من شأنها فتح مجال كبير لهذه النوعية من الأعمال، وستحقق مشاهدة كبيرة بمرور الوقت، وحينها لن يقبل المشاهد على أعمال دون المستوى، وهو ما يدفعنى للاعتقاد أنه مع الزمن سنشهد تطورا كبيرا فى الإبداع وما يحدث حاليا مؤشرات إيجابية تماما، ونحن بصدد قانون جديد تفرضه الحالة الدرامية، وليست لغة التسويق والبيع.
ومن ناحيتها قالت الناقدة ماجدة موريس:
أكثر ما يعجبنى فى هذه النوعية من الأعمال الدرامية، أنها تراعى وقت المشاهد، وتمنحه جرعة درامية مكثفة فى وقت قصير، وعليه فهذه الحكايات نجحت بمقاييس العمل الدرامى، لأنها تقدم قصة تدور أحداثها فى عدد من الحلقات غالبا لا يتخطى الـ10 حلقات، تبعد تماما عن آفة المط والتطويل الذى نعانى منها فى مسلسلات الـ30 حلقة، فالمؤلف هنا يركز على قضيته ويكثف مشاهده دون أى فرصة لإضاعة الوقت، لأنه ببساطه لا يملك وقتا كى يضيعه، وعليه فالمشاهد مستفيد للغاية من هذه الظاهرة، فهو يتابع قصة يدخل فى أحداثها منذ الحلقة الأولى، كما أن نوعية الموضوعات التى تناقشها هذه الأعمال كلها قضايا اجتماعية نعانى منها جميعا، تدفعنا للتفاعل معها، ونحن كمجتمع بحاجة إلى مسلسلات تناقش همومنا.
واستطردت «موريس»: لكن هناك بالطبع أشياء لابد أن يتفاداها صناع هذه النوعية من الأعمال، حتى تحقق نجاحا أكبر، وهو التأنى فى اختيار وكتابة الموضوعات، والتعمق أكثر فى الشخصيات، فنحن نجد تفاوتا كبيرا فى نجاح هذه الحكايات، ففى الوقت التى تحقق فيه «حكاية» نجاحا كبيرا، لا تلفت حكاية أخرى الأنظار ولا ينتبه إليها، وأتمنى أن يطال النجاح الحكايات كلها، فعن نفسى أنا حريصة على مشاهدة هذه النوعية من الحكايات واستمتعت بحكاية «أمل حياتى» للفنانة حنان مطاوع وحكاية «بنات موسى» للفنانة وفاء عامر، و«لازم أعيش» للفنانة جميلة عوض، وأثق فى قدرة هذه الحكايات أن تكون جزءا من السباق الرمضانى، بتطويرها لـ15 حلقة ودخولها الماراثون، حتى تدفع كتاب المسلسلات الـ30 حلقة لتطوير أنفسهم، لأنه بتواجد هذه النوعية من المسلسلات فى الموسم الرمضانى سيشعرون بالخطر، لأن المشاهد بالتأكيد سيعزف عنهم، وسيذهب للعمل الأكثر ايقاعا وسرعة.
أما المخرج محمد فاضل فقال: لا يخفى على أحد أننى وأبناء جيلى أول من قدمنا هذه النوعية من الأعمال الدرامية، وأنا تحديدا قمت بإخراج سهرات تليفزيونية ومسلسلات قصيرة فى نهاية الستينيات، أذكر منها مسلسل «الفنان والهندسة» الذى لعب بطولته الفنان عادل إمام، إذن فما نشاهده الآن ليس اختراعا جديدا، بل هو إعادة تقديم نفس الفكرة، ولكن الفرق بين وقتنا والآن، أننا كنا نقدم هذه النوعية من الأعمال الدرامية حينما كان هناك قناة تليفزيونية واحدة، وبالتالى كنا نضمن نسبة مشاهدة كبيرة، أما الآن ومع كثرة القنوات الفضائية وزحمة البرامج والمسلسلات، فالأمور تتوه، والحكايات نظرا لعدد حلقاتها المحدود للغاية، يكتب لمعظمها النسيان، ولا تحظى حكايات منها نسبة المشاهدة المتوقعة، وعليه تتحول لمادة درامية الغرض منها ملء المساحة على الخريطة البرامجية فقط.

وتابع المخرج محمد فاضل:

أتمنى أن يتم تطوير هذه الفكرة حتى تناسب هذا العصر، والخروج من إطار ملء الوقت على، فمن خبرتى كمخرج للمسلسلات التليفزيونية، أرى أن 5 حلقات و10 حلقات وقت قصير للغاية لمناقشة أى موضوع، وأتصور أنه يجب زيادة الحلقات لتدور أحداث الحكاية الواحدة فى 15 حلقة حتى تحقق نتيجة أكبر مما تحققه الآن، وحتى لا يتم نسيانها بسهولة.

وتابع محمد فاضل: لكن مع كل هذا يجب وضع فى الاعتبار الدور الآخر الذى تلعبه هذه النوعية من المسلسلات مثل «وراء كل باب» و«إلا أنا» و«حلوة الدنيا سكر» وغيرها أنها فرصة لاكتشاف فنانين جدد، وفرصة لتشغيل إيد عاملة، خاصة أن هذه الصناعة ظلت لسنوات تعانى من قلة الإنتاج، حيث كان يقتصر الإنتاج على موسم رمضان، وباقى العام يعانى أبناء هذه الصناعة من البطالة، وكل ما أتمناه تطوير الفكرة مستقبلا، وأنا متفائل بطبعى، وأرى أنه مع قليل من البحث، والعمل نحن قادرون على تقديم أعمال درامية كبيرة.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك