خلال العقدين الماضيين أرسل عشاق ومحبي الفضاء أسمائهم مع الرحلات الفضائية إلى كوكب المريخ وغيره من الوجهات الفضائية، وخلال السنوات الماضية اعتادت وكالة الطيران والفضاء الأمريكية ناسا، على دعوة الناس حول الكرة الأرضية، لتسجيل أسمائهم لتيم إرسالها إلى الفضاء مع رحلات الاستكشاف التابعة للوكالة، لتسليط الضوء على المهام المتعددة التي تم التخطيط لها ضمن مبادرة وكالة "ناسا" التي تحمل اسم "من القمر إلى المريخ".

مؤخرًا، فتحت ناسا الباب أمام محبي الفضاء حول العالم للمشاركة في رحلتها القادمة لكوكب المريخ، وذلك بإرسال أسمائهم للوكالة عبر موقعها الإلكتروني، ليتم كتابة الأسماء المرسلة على رقائق سوف يتم وضعها على متن الرحلة القادمة إلى الكوكب الأحمر «روفر المريخ 2020»، والتي من المقرر إطلاقها في يوليو عام 2020، لتهبط على سطح الكوكب الأحمر في فبراير عام 2021.

ووصل عدد المصريين ممن سجلوا أسمائهم على الموقع الإلكتروني لناسا، من أجل إرسال أسمائهم إلى كوكب المريخ، إلى
41,496 ألف مصري، من ضمن 3.024.250 سجلوا عالميا حتى لحظة كتابة هذا التقرير.

سينتهي تسجيل الأسماء على الموقع الوكالة في، 30 سبتمبر 2019، وسيحصل كل من يقوم بتسجيل اسمه قبل الموعد المُحدد على "بطاقة صعود" تذكارية تحمل الاسم والدولة، بالإضافة إلى الشعار الخاص بالمهمة المسافرة إلى المريخ، يمكن تحميل نسخة منها تتضمن أسمك وبياناتك.

وفي مايو 2018 أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، مركبة الهبوط إنسايت InSight، المعنية بالاستكشاف الباطني للكوكب الأحمر باستخدام التقصي الزلزالي والنقل الحراري، على متن صاروخ أطلس 5، وبلغت تكلفتها نحو 850 مليون دولار، سبقتها أيضا حملة لإرسال الأسماء وبلغ عدد من سجلوا أسمائهم عالميا 2,429,807، كان من ضمنهم 16,278 ألف مصري.

- من القمر إلى المريخ

يأتي إرسال ناسا للعديد من المركبات الفضائية إلى المريخ، في إطار مشروع دولي يسمي مارس بولر «Marspolar»، يهدف إلى إقامة مستوطنة بشرية على المنطقة القطبية للمريخ الغنية بالماء المتجمد، بحلول 2029، ويقوم على هذا المشروع متخصصون من روسيا والإمارات العربية المتحدة وبولندا والولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا، حيث سيعتمد المشروع على نتائج مركبات الاستكشاف الذاتي التي ترسلها ناسا إلى المريخ، ومن ضمنها «روفر المريخ 2020». وفقا لمبادرة ناسا بالعربي، نقلا عن موقع «phys.org».

وفقا لناسا سوف تتشابه مركبة روفر المريخ 2020، مع مركبة كوريوسيتي، وذلك للحد من المخاطر، إلا أنها ستكون مزودة بتحسينات تمكنها من القدرة على الهبوط في تضاريس أكثر وعورة، بالإضافة إلى معدات علمية متطورة، سوف تمكنها من إجراء الأبحاث حول قابلية المواد المتوفرة بتربة المريخ للاستخدام من عدمه، وذلك ضمن الاستعدادات لإرسال بعثات بشرية إلي الكوكب الأحمر.

المهمة التي سيعمل عليها روفر المريخ 2020، هي البحث عن دلائل في صخور منطقة معينة من المريخ تشير إلى وجود حياة ميكروبية في السابق، وسوف تجمع المركبة عينات الصخور من أجل إعادتها للأرض، وهو ما سوف يساعد العلماء على دراسة العينات المريخية، في المختبرات المتطورة على الأرض، والتي يستحيل إرسالها للمريخ.

سوف تختبر المركبة روفر2020، أيضا، طريقة لإنتاج الأكسجين من الغلاف الجوي للمريخ، واستكشاف المياه الجوفية، ودراسة تحسين تقنيات الهبوط على الكوكب، ودراسة ظروف الطقس والغبار وغيرها من الظروف البيئية المحتملة التي يمكن أن تؤثر على رواد المريخ في المستقبل الذين سوف يعيشون ويعملون على المريخ.