المولد النبوي الشريف.. الاحتفال بالشموع والمفرقعات على الطريقة الجزائرية - بوابة الشروق
الإثنين 9 ديسمبر 2024 8:01 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المولد النبوي الشريف.. الاحتفال بالشموع والمفرقعات على الطريقة الجزائرية

وكالة أنباء العالم العربي
نشر في: الإثنين 25 سبتمبر 2023 - 5:39 م | آخر تحديث: الإثنين 25 سبتمبر 2023 - 5:39 م

يفترش الوناس بورنان الرصيف لبيع المفرقعات والألعاب النارية بمحاذاة السوق الشعبي لمدينة الشراقة في العاصمة الجزائرية، ويصطف حوله عشرات الزبائن للشراء أو الاستفسار عن الأسعار استعدادا للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.

ويقول بورنان (30 عاما) لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "لا معنى للمولد النبوي دون مفرقعات، لكن هذه السلع متوفرة بشكل غير كاف هذه السنة بسبب تشديد الرقابة الجمركية والأمنية عليها وحجز الكثير من الحاويات التي كانت قادمة للسوق الجزائرية".

ولا يمر الاحتفال بذكرى المولد النبوي في الجزائر إلا بطقوس إشعال الألعاب النارية ورميها عشوائيا من الشرفات والنوافذ وإشعال الشموع في كل غرف المنازل والشماريخ في الشوارع التي تتحول إلى ما يشبه ساحة معارك.

وتحولت عادة إشعال الشموع والألعاب النارية بمرور الوقت إلى ظاهرة خطيرة بسبب المبالغة فيها. ويحرص الجميع، حتى ذوي الدخل المحدود، على شرائها رغم ارتفاع أسعارها وحظر القانون الجزائري لهذه المواد، باستثناء الشموع، بسبب الحوادث التي تتسبب فيها.

وتسجل الجزائر سنويا إصابات بحروق واحتراق شقق ومساحات خضراء داخل المدن بسبب سوء استخدام الألعاب النارية والشموع ليلة الاحتفال بالمولد النبوي.

بعد تناول عشاء المولد النبوي التقليدي، يلهو الكبار والصغار بالمفرقعات والألعاب النارية، وغالبا ما يتحول ذلك اللهو إلى تراشق عشوائي خطير بين سكان الأحياء والعمارات بالمفرقعات، ويتصاعد دخان أحمر كثيف وأصوات انفجارات تصم الآذان وتعم رائحة البارود المكان كأنها حرب اندلعت.

وأضاف بورنان "لسنا مسؤولين عن الحوادث الناتجة عن سوء استعمال المفرقعات ورميها عشوائيا أو التراشق بها، يجب على كل شخص اقتنى هذه المواد أن يتحمل مسؤوليته".

وفي 2022، سجلت الجزائر تسع حرائق وإصابتين بحروق خطيرة خلال الاحتفالات بذكرى المولد النبوي، بحسب المديرية العامة للحماية المدنية.

وأطلقت الحماية المدنية الجزائرية هذا العام حملة توعية بالأخطار الناجمة عن استخدام الألعاب النارية والمفرقعات والشموع، بهدف التقليل من الحوادث التي تشهدها البلاد سنويا في هذه المناسبة.

وقالت في بيان "مع اقتراب الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، وإذ تسجل مصالح الحماية المدنية عدة حوادث مأساوية، خاصة لدى الأطفال وحرائق تعرض حياة الناس وممتلكاتهم للخطر... أوصت مصالح الحماية المدنية بالتزام تدابير وقائية".

وأشار البيان إلى أن هذه التدابير تتمثل في "توعية الأبناء من خطورة انفجار هذه المواد الممنوعة في اليد والحروق على مستوى العين وفقدان حاسة السمع، إضافة إلى إصابات خطيرة تؤدي غالبا إلى بتر أصابع اليد والأطراف زيادة على احتراق الملابس وحرائق على مستوى الغرف وخارج البيت".

وتشمل طقوس الاحتفال بالمولد النبوي في الجزائر إعطاء شمعة مشتعلة لكل طفل لحملها مع ترديد أغنية تراثية شعبية. ودعت الحماية المدنية إلى وضع الشموع على دعائم ثابتة غير قابلة للالتهاب واستعمالها من طرف أشخاص بالغين وعدم تركها مشتعلة دون مراقبة وعدم تركها في متناول الأطفال.

ويتعرض من يستورد أو يبيع الألعاب النارية والمفرقعات في الجزائر للملاحقة القضائية وعقوبات تصل إلى حد السجن، لكن حملات السلطات الأمنية والقبض على كبار مستوردي الألعاب النارية في البلاد لم يقض على هذه الظاهرة.

* عنان السماء

في موسم الاحتفال بذكرى المولد النبوي، يعرض تجار الأرصفة المفرقعات والألعاب النارية للبيع في الأسواق الشعبية. وترتفع أسعار الألعاب النارية خلال هذا الموسم إلى عنان السماء.

"إذا لم أشتر المفرقعات لأبنائي لن يشعروا بفرحة المولد النبوي، لا أريدهم أن يشعروا بالغيرة عندما يشاهدون أبناء الجيران يطلقون الألعاب النارية من الشرفات والنوافذ"، هكذا شرحت شفيقة بولغصان أسباب شرائها للألعاب النارية رغم ارتفاع أسعارها.

وكانت شفيقة تتجول في سوق العقيبة الشعبي في مدينة بلكور بقلب العاصمة الجزائرية سعيا لشراء شموع وأنواع مختلفة من المفرقعات والشماريخ للاحتفال بذكرى المولد النبوي.

وقالت "دفعت الآن مبلغا باهظا ثمانية آلاف دينار (58 دولارا) لشراء الألعاب النارية، والتي سيشعلها أولادي في دقائق معدودة، أشعر وكأنني أحرقت هذا المبلغ".

ولكنها استدركت قائلة "ماذا عساي أفعل وأنا مضطرة لذلك، كل العائلة في انتظار ما سأشتريه للاحتفال بمولد النبي وأنا أشتري هذه الألعاب مرة واحدة في السنة، لا بأس بذلك".

ويبلغ الحد الأدنى للأجور في الجزائر 20 ألف دينار شهريا، أي ما يعادل 200 دولار تقريبا.

* معجنات تقليدية

لا تقتصر الاحتفالات بالمولد النبوي في الجزائر على إشعال الشموع والمفرقعات، إذ تحرص السيدات على تحضير (عشاء المولود)، مثلما يطلق عليه الجزائريون، والذي يتكون عادة طبقا من معجنات مثل الرشتة أو البربوشة أو الشخشوخة أو التريدة، وهي معجنات تقليدية تصنعها السيدات من الدقيق والسميد.

ويدخل في تحضير هذه المعجنات المرق الخضار مع اللحم أو الدجاج، ما يزيد من حجم التكاليف مع ارتفاع أسعار اللحوم.

ولا يقتصر الأمر على المعجنات، فتحرص الجزائريات على تحضير حلوى (الطمّينة) التقليدية، وهي خليط من السميد الخشن المحمص مع الزبدة والعسل لتقديمها في سهرة المولد النبوي إلى جانب المكسرات والشاي المحضر بالنعناع.

وتقول شفيقة بولغصان لوكالة أنباء العالم العربي "ما زال لدي قائمة طويلة من الأغراض، سأشتريها لتحضير عشاء المولد النبوي، فيجب أن أحضر للعائلة طبق الرشتة العاصمية، الطبق المفصل ليلة المولود... هو طبق نحضره من المعجنات التقليدية الصنع، مع مرق يتكون من الخضار مع اللحم أو الدجاج والحمص".

وتنوي باية بن خوجة (56 عاما)، تحضير طبق الشخشوخة ليلة المولد النبوي ثم إشعال شمعة في كل غرفة من البيت ليلة يوم المولد النبوي.

وكانت باية، وهي من ولاية البويرة بمنطقة القبائل شمال الجزائر، تتجول في السوق الشعبي بمدينة الأخضرية (75 كيلومترا شرقي العاصمة الجزائرية) لشراء مستلزمات تحضير عشاء المولد النبوي، وكلها عزم على ألا ينقص أي غرض قد ينغص الاحتفال على عائلتها.

ويعتبر اليوم التالي لليلة الاحتفال بالمولد النبوي عطلة رسمية باعتباره من الأعياد الدينية المعتمدة في البلاد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك