وجوه مبتسمة وضحكات لأطفال منطلقة وشغف ملحوظ في عيون الكبار، وحرص بالغ من الآباء والأمهات على اصطحاب أطفالهم.. كانت أبرز السمات الواضحة لمعرض القاهرة للكتاب بدورته الـ53 لعام 2022، في حضور من عدد كبير من محبي القراءة واقتناء الكتب.
في تمام العاشرة صباحا فتح معرض الكتاب أبوابه أمام جمهور القراء بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وسط التزام ملحوظ باتباع الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا.
"الالتزام بإجراءات الكشف عن درجات الحراراة والتأكد من ارتداء الكمامات واستخدام الكحول" ، هما السمات الأبرز على بوابات معرض الكتاب ، حيث اصطف مجموعة من الشباب التابعين لوزارة الشباب والرياضة، بزي موحد مكتوب عليه "أنا متطوع"، لتنظيم دخول الرواد والتأكد من درجات حراراتهم عبر كواشف طبية للحرارة.
جاء المعرض هذا العام حاملا لشعار "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل"، لنجد الشعار متمثلا بكافة أركان المعرض وتم ترجمته من خلال مجموعة من المظاهر التي غلب عليها طابع الهوية المصرية حيث التف رواد المعرض حول قسم للأشغال اليدوية في المعرض، والذي حمل إسم "حلايب وشلاتين مصر"، والذي اشتمل على مجموعة من المنتجات المميزة، إلى جانب قسم خاص بوزارة السياحة والآثار شمل وجود كتب خاصة بالحضارة الفرعونية ومنتجات وملصقات تحمل الطابع الفرعوني.
وقد لاقت مجموعة من مؤلفات دور النشر المختلفة حالة رواج نتيجة توافد رواد المعرض عليها ومنها دار روافد للنشر ومكتبة مدبولي والدار المصرية اللبنانية، والهيئة العامة لقصور الثقافة والهيئة العامة للكتاب وغيرهم.
تواصل الإقبال الملحوظ على مدار فترة طويلة منذ بداية فتح أبواب المعرض للجمهور، وبرز الجناح الخاص بدار الشروق كأحد أكثر الوجهات التي قصدها الجمهور من كبار السن والاطفال منذ الصباح الباكر، لمطالعة ومعاينة كافة الإصدارات التي تتيحها الدار، حيث توافد عديد من القراء من مختلف الفئات السنية والعمرية على قاعة 1 جناح B17 المخصص لعرض مؤلفات دار الشروق.
وقد أظهر الآباء حالة من الحرص على التوجه رفقة أطفالهم إلى الأجنحة والأروقة التي يرغب الأطفال في مطالعتها، وتقديم البعض لشرح وافي لعدد من المؤلفات التي تجذب الأطفال، بخلاف وجود عدد كبير من كبار السن اللذين تحدوا الظروف والتقلبات المناخية من أجل حضور فعاليات المعرض.
التف رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب حول قاعة العرض الرئيسية بصالة 3، وذلك للتفاعل مع الشخصية الافتراضية للكاتب الكبير يحيي حقي، الذي أطل على الجمهور جالسا بتقنية الهولجرام ليجيب بصوته على أسئلة جمهور.
جاء ذلك في سياق الاحتفاء بالكاتب الراحل يحيي حقي كشخصية المعرض، والتي خصص لها القائمون عليه من فترة الـ 12 وحتى الـ الواحدة والنصف ظهرا من أجل الظهور والتفاعل مع زوار المعرض بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس.
وقد أبدى رواد المعرض حالة من الاندهاش الممزوجة بالإعجاب بما تقوم به الشخصية الافتراضية للأديب الكبير، والذي يمكنه الإجابة على 10 أسئلة من خلال الضغط على زر شاشة إلكترونية تضم أسئلة عن كتابات يحيي حقي، وما الذى يضحك الأديب الكبير، وهل يوجد فى مصر أدب فكاهة، وهل العامية لهجة أم لغة، وإلى أي جيل من الأجيال ينتمى، ولماذا استهوت الباحثين الغربيين رواية قنديل أم هاشم، وما الذى يضايقك عندما تذهب للدكتور؟.
وضمن اهتمام واضح بالطفل خلال فعاليات المعرض، شهدت القاعة المخصصة للطفل منذ الساعات الأولى في عمر الدورة الـ53 لـ معرض القاهرة الدولي للكتاب، إقبالا كبيرا من الأطفال والأسرة المصرية، حيث تقدم العديد من الأنشطة والفعاليات الخاصة بالنشء.
كما تتضمن البرنامج الثقافي لجناح الطفل يتضمن أربعة أركان، وهي ركن الحكايات، الورش التفاعلية، الورش الفنية والعروض المسرحية، وتشمل هذه المحاور كافة الوسائل العلمية والثقافية المتعلقة بتطوير وتنمية مهارت الطفل.