فاطمة محمود حسن.. من حاجّة إلى مشرفة: رحلة إنسانية في خدمة ضيوف الرحمن - بوابة الشروق
الخميس 29 مايو 2025 9:44 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

فاطمة محمود حسن.. من حاجّة إلى مشرفة: رحلة إنسانية في خدمة ضيوف الرحمن

مكة المكرمة - آية عامر:
نشر في: الثلاثاء 27 مايو 2025 - 5:17 م | آخر تحديث: الثلاثاء 27 مايو 2025 - 5:17 م

هناك من يذهب للحج بحثًا عن الطمأنينة، وهناك من يذهب ليمنحها، ومن بين آلاف الوجوه المتجهة إلى المشاعر المقدسة، تحمل فاطمة وجهًا يعرف التعب، ويصر على أن يكون بلسماً له.
لم تحمل حقيبة سفر فقط، بل حملت معها قلبًا واسعًا، ورغبة حقيقية في أن تكون جزءًا من الرحلة، لا بهدف أداء الفريضة، بل لأداء واجب إنساني لا يقل قدسية.
في زيها الرسمي كمشرفة حج الجمعيات الأهلية، وبين أروقة فنادق المستوى الثالث والمخيمات، تسير فاطمة محمود حسن، بروح من يقول للحجاج: "أنا هنا علشانكم.. علشان تطمنوا وتدعوا وتوصلوا".
وتضيف فاطمة، وهي تبلغ من العمر 40 سنة، وتعمل محامية، قائلة: "أنا حجيت العام الماضي عن طريق الحج السياحي، وخرجت من التجربة بإحساس مختلف. لم تكن الرحلة مجرد طواف وسعي ووقوف بعرفات، بل كانت لحظة وعي جديدة، دفعتني للبحث عن دور أعمق، أكبر من كوني حاجّة تقف بالدعاء".
وتستكمل: "بعد ما رجعت، صدفة وأنا بتصفح الفيسبوك، لقيت إعلانًا من المؤسسة القومية لتيسير الحج والعمرة بيقول إنهم فاتحين باب التقديم لمشرفي بعثات الحج. الإعلان كان قريب جدًا، وقلت لنفسي: ليه ما أقدمش؟".
وأوضحت أن التقديم كمشرفة حج لم يكن بالأمر السهل، قائلة: "فالمؤسسة وضعت معايير دقيقة، تشترط المؤهل العالي، واللياقة البدنية، والسلوك الحسن، والإلمام بالتكنولوجيا والخرائط، إلى جانب المعرفة بمناسك الحج، فضلًا عن اجتياز اختبارات تحريرية ومقابلات شخصية".
وتضيف: "لما قرأت الشروط، حسيت إنها كلها بتتوافق معايا، وبدأت أجهز أوراقي، وبلغوني بميعاد الامتحانات. ذاكرت كويس جدًا، مش بس مناسك الحج، حتى اختبارات الـ IQ دربت نفسي عليها".
رحلة فاطمة للوصول إلى المقابلة الشخصية لم تكن فردية، وتشير إلى أنها وجدت فيمن حولها سندًا، لتقول: "عملنا جروب على الفيس، وبدأنا نتواصل مع مشرفين سابقين، نسألهم عن الأسئلة، وطبيعة المقابلة، وإيه المتوقع فيها، وده فرق معايا جدًا".
لكن ما يميز فاطمة ليس فقط اجتيازها للاختبارات، بل وعيها العميق بطبيعة الدور؛ فهي لم تذهب للحج فقط بروح النظام والانضباط، بل بروح الإنسان الذي يفهم احتياجات الآخرين قبل أن يُطلب منه.
فاطمة تنتمي لمحافظة القاهرة، وكان التدريب الذي تلقته يشدد على أمر واحد: "التعامل بالرحمة"، موضحة: "أنا دايمًا أقول لنفسي: قبل ما أطلب من الحاج يصبر، أنا لازم أكون صبورة عليه وعلى تعبه وعلى أسئلته وعلى طلباته حتى لو أنا مرهقة، في النهاية أنا المسؤولة عنهم، إداريًا وإنسانيًا".
ورغم انشغالها الكبير في بعثة الحج، إلا أن قلب فاطمة لا يغادر بيتها في القاهرة، حيث تركت خلفها ابنتها ذات الثمانية أعوام، وزوجها الذي يعمل مسؤول مبيعات بشركة تليفونات، لتقول: "زوجي دايمًا بيشجعني، وبيقول لي إنه بيرفع لي القبعة على اللي بعمله، وأنا فعلًا مؤمنة إن وجودي هنا مش بس خدمة، ده رسالة".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك