أطلق تحالف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمكافحة قصور القلب، أول مجموعة إقليمية متخصصة بعلاج قصور القلب وذلك خلال ورشة عمل عقدت في أبوظبي مؤخرا، ويركز التحالف على مكافحة قصور القلب ووضع خارطة طريق واضحة المعالم للإجراءات ذات الأولوية، وتطوير جملة التدخلات والسياسات المعتمدة محلياً والتي تنسجم مع مجالات التركيز الأساسية التي حددتها نتائج تقرير خارطة الطريق.

ومن المقرر أن يباشر تحالف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لقصور القلب إنشاء برامج شاملة لعلاج قصور القلب في مختلف أرجاء المنطقة، بهدف مساعدة المرضى في الحصول على رعاية صحية مناسبة وتعزيز الالتزام والتوافق بين الأطباء وصنّاع السياسات.

وقال د. باسم صبحي، المتخصص الاستشاري في أمراض القلب في المعهد القومي للقلب، القاهرة وأحد أعضاء تحالف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لقصور القلب: "على الرغم من وجود استراتيجيات شاملة للرعاية الصحية فيما يخص أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض غير المعدية في المنطقة، فإننا بحاجة للعمل مع حكوماتنا لضمان إدراج قصور القلب في أطر العمل هذه؛ وتبدي مصر استعدادها لتحمّل أعبائها المتوقعة في المستقبل".

وأكد أن الدراسات تشير إلى أن معدلات دخول المستشفى للعلاج مرة أخرى أعلى بكثير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمقارنة مع الدول الأخرى، ويمكن أن تستند هذه النتائج جزئياً إلى عدم كفاية الوعي بقصور القلب وفهمه على كافة مستويات النظام الصحي والمتابعة غير الكافية للمريض، ويترتب على معدلات إعادة القبول المرتفعة هذه تكاليف مرتفعة يمكن تجنّبها في كثير من الأحيان.

وأضاف صبحي: "يعتبر قصور القلب المسبّب الأول لدخول المستشفى حول العالم بين الأشخاص الذين تخطّت أعمارهم 65 عاماً، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على المرضى وعائلاتهم. ويتوقع ارتفاع الضغوط الناجمة عن قصور القلب في مختلف أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نظراً لارتفاع معدل انتشار عوامل الخطر المسببة للأمراض غير المعدية في المنطقة، والتي غالباً ما تركت دون معالجة".

وقالت عضو التحالف السيدة هند سليمان، أحد مرضى قصور القلب المتخصصين وهي عضوة بالجمعية المصرية لرعاية مرضى قصور القلب (مصر) إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بها شريحة واسعة تعاني من قصور القلب هي الأكبر حول العالم، بحيث يصاب سكان هذه المنطقة بقصور القلب في سن أصغر 10 سنوات بالمقارنة مع نظرائهم في الدول الغربية.

وتابعت "على الرغم من التحسن الكبير في عمليات تشخيص وشفاء المرضى الذين يعانون من أمراض الشريان التاجي، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب الخلقية، ما زال انتشار الإصابة بقصور القلب في ازدياد مستمر"، مضيفة أنه في مصر تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 46% من حالات الوفاة ناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، بما فيها قصور القلب.

وأضافت سليمان: "نلمس انخفاضاً واضحاً لمستوى الوعي بقصور القلب بين العامة ومتخصصي الرعاية الصحية وصنّاع السياسة، مما يؤثر على مختلف جوانب العناية بمرضى قصور القلب، فضلاً عن محدودية المواد التعليمية والدعم المناسب لمساعدة المرضى ومقدمي الرعاية الصحية على إدراك الحالة. وقد يؤدي هذا إلى تشخيص متأخر للحالة المرضية، وتوفير عناية ذاتية غير كافية، أو الحد من قدرة المرضى على اتخاذ قرارات الرعاية أو العلاج.

وأشارت إحدى الدراسات التي أجرتها ’تي.إن.إس‘ المملكة المتحدة في عام 2014، إلى أن الناس عموماً أكثر خشية من الإصابة بالسكتة الدماغية (41%)، وحالات السرطان المتقدمة (43%) أو النوبات القلبية (12%) بالمقارنة مع قصور القلب (4%)، على الرغم من أنه أكثر تسبباً بالوفيات.
بنود مترابطة - 2